عبق نيوز| فلسطين/ إسرائيل | أعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة التابعة لحركة حماس السبت مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع.
بعد الضربة، وهي الأكثر حصدا للأرواح منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 يناير، اعتبرت حماس أن ما حصل يُشكّل “انتهاكا فاضحا” لاتفاق وقف النار.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان السبت أن إسرائيل ستواصل المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن استمرار الهدنة الهشة في غزة.
وقال مكتب نتانياهو “أوعز رئيس الوزراء إلى فريق التفاوض بالاستعداد لمواصلة المحادثات على أساس رد الوسطاء على اقتراح (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف بالإفراج الفوري عن أحد عشر رهينة أحياء ونصف الرهائن القتلى”، مستبعدا بذلك عرض الحركة الإسلامية الفلسطينية الإفراج عن رهينة إسرائيلي-أميركي وإعادة جثث أربعة آخرين.
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من مارس من دون توافق بشأن المراحل التالية، إلا أن الحرب المفتوحة لم تستأنف.
وقال مسؤول رفيع في حماس الثلاثاء إن محادثات جديدة انطلقت في الدوحة حيث أرسلت إسرائيل أيضا وفدا مفاوضا.
السبت أعلن الدفاع المدني في غزة “نقل 9 شهداء إثر قصف إسرائيلي لمركبة في بيت لاهيا”، مشيرا إلى وجود إعلاميين بين القتلى وكذلك عاملين في مؤسسة الخير الخيرية.
وأضاف الدفاع المدني أن “مسيّرة إسرائيلية استهدفت بصاروخ مركبة تقل عددا من العاملين في مؤسسة خيرية بوجود عدد من الصحافيين، ثم قصفت المسيّرة مجموعة من المواطنين تجمعوا في محيط السيارة”.
وأكدت وزارة الصحة في غزة في بيان وصول القتلى التسعة وعدد من المصابين حالات بعضهم خطيرة إلى المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة “نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع”.
وقال المدير العام للإعلام الحكومي التابع لحماس إسماعيل الثوابتة لفرانس برس إن “الشهداء المصورين الصحافيين كانوا يستخدمون طائرة مسيّرة لتصوير مائدة طعام رمضانية في بيت لاهيا عندما استهدفهم الاحتلال بشكل مباشر في غارتين جويتين رغم أن عملهم واضح”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إنه في وقت سابق السبت “تم تحديد هوية إرهابيين كانا يشغلان طائرة مسيرة شكلت تهديدا لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة بيت لاهيا”.
وتابع “هاجم جيش الدفاع الإرهابيين، وبعد ذلك، قام عدد من الإرهابيين الإضافيين بجمع معدات تشغيل الطائرة بدون طيار في منطقة الهجوم ودخلوا السيارة. هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي الإرهابيين”.
وتشن إسرائيل بوتيرة شبه يومية ضربات في غزة منذ مطلع مارس، مستهدفة غالبا نشطاء تقول إنهم يزرعون متفجرات.
وجاء في بيان للناطق باسم حماس حازم قاسم أن “الاحتلال ارتكب مجزرة بشعة عبر استهدافه مجموعة من الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني، في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار”.
– “استهداف ممنهج” –
واعتبرت الحركة في بيان منفصل أن الهجوم يشكل “تصعيدا خطيرا”، مضيفة أنه “يؤكد نية (إسرائيل) الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وهدر أي فرصة لاستكمال تنفيذه وتبادل الأسرى”.
بعد نحو 15 شهرا على اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.
وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الذين خطفوا بمعظمهم في يوم الهجوم، الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وسمحت إسرائيل أيضا بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلّق دخولها في الثاني من مارس.
وأكدت حماس السبت أن “الكرة في ملعب إسرائيل” حاليا، بعد عرضها إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أميركي محتجز لديها إضافة إلى جثامين أربعة من مزدوجي الجنسية، في إطار المفاوضات حول استمرار الهدنة في قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني في غزة إن بين القتلى التسعة ثلاثة مصورين صحافيين على الأقل، أحدهم متخصص في التصوير بواسطة المسيّرات، وسائق.
وأشار الى أن اثنين من القتلى كانا يعملان في مؤسسة خير الخيرية، أحدهما متحدث باسمها.
ودانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين بأشد العبارات ” الجريمة البشعة” التي “تأتي في سياق الاستهداف الممنهج للصحافيين الفلسطينيين الذين يدفعون حياتهم ثمنا لنقل الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال للعالم”.
وتابعت النقابة “إن استمرار هذه الاعتداءات الوحشية بحق الصحافيين يشكل جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف التي تكفل الحماية للصحافيين أثناء النزاعات”.
واوضح تحسين الأسطل نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين في غزة لفرانس برس أن “الاحتلال استهدف بقصف جوي مباشر طاقما صحافيا ما أدى الى استشهاد أربعة زملاء يعملون في الإعلام، وذلك بعد استهداف مباشر لسيارة تابعة لمؤسسة الخير الإغاثية، حيث كان الصحافيون يعدون تقارير صحافية ووثائقية عن عمل المؤسسات الخيرية في رمضان”.
وفق لجنة حماية الصحافيين قُتل 85 صحافيا في الحرب بين إسرائيل وحماس “جميعهم بيد الجيش الإسرائيلي”، مشيرة إلى أنّ 82 منهم كانوا فلسطينيين.
في تشرين الثاني/نوفمبر قالت منظمة مراسلون بلا حدود إن أكثر من 140 صحافيا قتلوا في غزة بيد الجيش الإسرائيلي منذ هجوم حماس غير المسبوق والذي أشعل فتيل الحرب.
وأسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48543 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.
وتجمع المئات مساء السبت في تل أبيب مجددين مطالبة الحكومة الاسرائيلية بالتحرك لضمان الإفراج لمرة واحدة عن جميع الرهائن في غزة.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.