حماس تؤكد التزامها هدنة غزة بعد تهديدات ترامب لسكان القطاع بـ”الموت”

وكالة الاناضول

عبق نيوز|  أمريكا / فلسطين / إسرائيل | أكّدت حماس الخميس التزامها وقف إطلاق النار الساري منذ يناير في قطاع غزة، وذلك غداة توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب سكان القطاع الفلسطيني المحاصر بـ”الموت” ما لم تفرج الحركة فورا عن كلّ الرهائن المحتجزين لديها.

وأتى تهديد ترامب بعيد تأكيد الولايات المتّحدة أنّها أجرت، بالتشاور مع إسرائيل، اتصالات سرية مباشرة مع الحركة الفلسطينية تركزت على الرهائن الأميركيين في القطاع، وذلك في تغيير جذري عن سياسة طويلة الأمد للولايات المتحدة، قضت بعدم إجراء محادثات مباشرة مع مجموعات تصنّفها “إرهابية”.

ووجّه ترامب إلى حماس “آخر تحذير” لكي تطلق الرهائن الأحياء والأموات، وتغادر قيادتها قطاع غزة المدمّر بفعل الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس عقب هجوم الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023.

وكتب ترامب على منصّته “تروث سوشل” الأربعاء “إلى سكّان قطاع غزة: هناك مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتفظتم بالرهائن. إذا احتفظتم برهائن أنتم أموات! خذوا القرار الصحيح”.

وأضاف “إنّي أرسل لإسرائيل كلّ ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، وما من عضو واحد في حماس سيكون في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله لكم (…) هذا آخر تحذير لكم! بالنسبة للقيادة، الآن هو الوقت المناسب لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة”.

والخميس، ردّ المتحدث باسم حماس حازم قاسم بالتأكيد على أنّ تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على “عدم تنفيذ بنود” اتفاق الهدنة الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير الماضي.

وطالب قاسم الإدارة الأميركية بـ”الضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية حسب ما نص عليه الاتفاق” الذي أبرم بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.

ولاحقا، أكّد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسّام، التزام الجناح العسكري لحماس الهدنة “رغم كلِّ محاولات العدو المراوغة والكذب والتَّحايل المعهود”.

وقال أبو عبيدة في رسالة مصوّرة “آثرنا ولا نزال نؤثر الالتزام بالاتفاق حقنا لدماء أبناء شعبنا ورغبة في سحب الذرائع التي يحاول العدو جاهدا اختلاقها واحتراما لتعهُدات الإخوة الوسطاء من الأشقاء”.

وأضاف أنّ القسّام لديها “إثبات حياة حتى اليوم لمن تبقّى” من الرهائن، محذّرا من أنّ “أيّ تصعيد للعدوان على أهلنا سيؤدي غالبا إلى مقتل بعض أسرى العدو كما حدث من قبل في الكثير من الحالات”، في إشارة الى اتهامات سابقة وجّهتها حماس الى إسرائيل بقتل العديد من الرهائن بضربات نفّذتها ضد مناطق في القطاع.

– ترامب يعني ما يقول –

وامتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

ومع انقضاء المرحلة الأولى في نهاية الأسبوع، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف أبريل بناء على مقترح أميركي، في حين تمسكت حماس بضرورة التفاوض حول المرحلة الثانية التي يفترض بها أن تضع نهاية للحرب.

وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.

وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حماس على أخد تهديدات ترامب على محمل الجد. وقال إن الرئيس “لا يقول هذه الأمور من دون أن يعنيها، كما يكتشف ذلك الناس في العالم. اذا قال إنه سيقوم بأمر ما، فسيقوم به”.

وأتى تهديد ترامب إثر تأكيد واشنطن الأربعاء إجراء اتصالات سرية مباشرة مع حماس، بعدما أوقفت التواصل المباشر معها مذ صنّفتها “إرهابية” في 1997.

وعندما سُئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عن هذه الاتصالات، ردت بأن المبعوث الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر الذي “يشارك في المفاوضات، لديه السلطة للتحدث إلى أي كان”.

ورفضت تقديم تفاصيل بشأن المباحثات، مشيرة إلى أن “أرواح الأميركيين على المحك”.

وأكد مسؤول في حماس إجراء اتصالات مباشرة مع الأميركيين.

من جهته، أشاد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الخميس بمصر لعرضها خطة جديدة بشأن غزة، لكن من دون أن يؤيد التفاصيل الواردة في هذا المقترح البديل لمشروع الرئيس دونالد ترامب بسيطرة أميركية على القطاع الفلسطيني وطرد سكانه.

وقال ويتكوف “نحتاج إلى مزيد من النقاش بشأنها لكنها تشكل خطوة حسن نية أولى من جانب المصريين”، مشيرا إلى أنّ ترامب نجح حاليا في “تشجيع أشخاص آخرين في الشرق الأوسط (…) على تقديم مقترحات نشطة يمكننا أن ننظر فيها”.

لكنّ وزارة الخارجية الأميركية قالت لاحقا إن الخطة المصرية بشأن غزة “لا تلبّي تطلّعات” ترامب.

من جهته، قال الخبير في الشأن الجيوسياسي نيل كويليام إن التواصل المباشر بين الطرفين “هو مؤشر على انهيار في الوساطة بشأن وقف أوسع لوقف النار”.

– “ناقوس الخطر” –

وفي ظل الخلافات بشأن المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة، أعلنت إسرائيل تعليق إدخال المساعدات، في خطوة لقيت تنديدا واسعا نظرا لتداعياتها السلبية على سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والذين يواجهون أساسا ظروفا انسانية كارثية.

وطالب وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك الأربعاء الدولة العبرية بإيصال المساعدات الى سكان غزة “في شكل كامل وسريع وآمن ومن دون معوقات”.

من ناحيتها، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس ضرورة استبعاد حماس “بالكامل” عن إدارة غزة بعد الحرب، مرحّبة بخطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة هذا الأسبوع.

من ناحيتها، اتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل باستخدام “التجويع سلاحا في الحرب”.

ويخشى سكان القطاع من تأثير انقطاع المساعدات على الأوضاع اليومية فيه.

وقال رئيس بلدية دير البلح نزار عياش لفرانس برس “ندقّ ناقوس الخطر خوفا من قطع الوقود الذي تحتاجه البلدات في معالجة الصرف الصحي وضخ المياه من الآبار، كذلك رفع النفايات”.

– مهمة “لم تنته” –

وتشدد إسرائيل على أن هدفها المعلن بـ”القضاء” على حماس لم يتحقق بعد.

وقال رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال تسلمه منصبه من هرتسي هاليفي الأربعاء “هذه ليست عملية تسليم وتسلم عادية، هذه لحظة تاريخية … حماس تعرضت بالفعل لضربة قاسية، لكنها لم تُهزم بعد”.

وتابع “المهمة لم تنته بعد”.

وتصطدم المراحل المقبلة من اتفاق الهدنة بمواقف الطرفين المتعارضة.

ووفقا للاتفاق، من المفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن جميع الرهائن الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن المزيد من المعتقلين الفلسطينيين.

أما المرحلة الثالثة للاتفاق فيفترض أن تكون مخصصة لإعادة إعمار القطاع.

وأقرّ القادة العرب خلال قمة طارئة عقدت في القاهرة الثلاثاء، خطة لإعادة اعمار غزة تستبعد عمليا حماس وتنص على عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع الذي طردتها منه الحركة في 2007.

لكن إسرائيل رفضت هذه الخطة، وهي ردّ عربي على مقترح ترامب لغزة الذي ينص على ترحيل سكان القطاع إلى مصر والأردن، والذي أثار تنديدا واسعا.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

وأدّت الحرب في غزة إلى مقتل 48446 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

 المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد