عبق نيوز| فلسطين/ إسرائيل | عشية دخول الحرب الدامية في قطاع غزة يومها المئة، قالت الأمم المتحدة السبت إن النزاع “يلطخ إنسانيتنا المشتركة”، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن “لا أحد” سيوقف بلاده حتى تحقّق النصر على حركة حماس في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني في بيان “لقد مرت 100 يوم منذ بدء الحرب المدمرة، مما أسفر عن مقتل ونزوح الناس في غزة”، مضيفا أن “جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في الأيام الـ100 الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة”.
كما دان لازاريني “الهجمات المروعة” التي شنتها حماس وفصائل أخرى وأدت إلى اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
في تل أبيب، صرّح نتانياهو في مؤتمر صحافي “لن يوقفنا أحد – لا لاهاي، ولا محور الشر ولا أي أحد آخر. من الممكن والضروري أن نستمر حتى النصر وسنفعل ذلك”، في إشارة خصوصا إلى اتهام جنوب إفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.
بدوره، شدّد قائد الجيش الإسرائيلي هيرتسي هليفي على أن بلاده تخوض حربا “عادلة” للدفاع عن “حقها في العيش بأمان”.
جاء ذلك فيما تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة السبت مسفرا عن مقتل العشرات، بحسب سلطات القطاع الذي تديره حماس.
وامتد منذ الجمعة النزاع إلى اليمن حيث وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات إلى مواقع للمتمردين الحوثيين الذين يهاجمون سفنا في البحر الأحمر “تضامنا” مع غزة. واستهدفت غارة جديدة مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن السبت، بحسب مصادر أمنية محلية.
ونددت الصين السبت بالقصف الأميركي البريطاني، مؤكدة عبر ممثلها لدى الأمم المتحدة أن “هذا الأمر لا يسهم في حماية سلامة وأمن السفن التجارية وحرية الملاحة”.
ميدانيا في غزة، لم يتبق من بيت حانون (شمال) سوى الأنقاض والمباني المدمرة وأكوام الجدران المنهارة، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وقالت ظريفة سعدات التي فرت في بداية الحرب على غرار ما فعل كثر “عدت إلى بيت حانون فوجدت المدينة كلها مدمرة، لا صالحة للسكن ولا فيها مأكل ولا مشرب ولا تصلح للمبيت”.
وخلفت الغارات الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة أكثر من 60 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وعشرات الجرحى، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع الصغير منذ عام 2007.
في مستشفى النجار في رفح، يحاول السكان التعرف على أحبائهم الذين مددوا على الأرض. وأمام صف الجثث، يعانق رجل رفات طفل صغير ملفوف بملاءة بيضاء.
ويرفع بسام عرفة الذي نزح من مخيم البريج وسط القطاع الساحلي، صورة طفلة على شاشة هاتفه قائلا “هذه الطفلة الصغيرة ماذا فعلت لهم؟ ماتت جائعة وهي تحمل كسرة خبز”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر عشرات من مواقع إطلاق الصواريخ وقتل في غارات جوية أربعة مقاتلين في خان يونس.
وفي وسط قطاع غزة، قال إنه قتل مسلحين في “مركز قيادة تابع لحماس”.
وفي خان يونس، قالت نبيلة أبو زيد (40 عاما) وهي ربة منزل لفرانس برس إن “الليلة كانت صعبة جدا أمضيناها مكدسين مع مئات النازحين في أروقة قسم الولادة” في مستشفى النصر.
وأوضحت أن الأمطار والبرد في المنطقة جعلت الحياة اليومية أصعب لعائلتها التي نصبت خيمة في ساحة المستشفى. وتساءلت “إلى أين نذهب؟”
– عودة جزئية للاتصالات –
ولطالما دانت المنظمات الدولية تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، واضطر 1,9 مليون منهم إلى ترك منازلهم.
وانقطعت الجمعة خدمات الاتصالات والإنترنت في غزة، ونسبت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) هذا الانقطاع إلى الجانب الإسرائيلي.
وعادت خدمة الاتصالات جزئيا بعد ظهر السبت، وفق مراسل وكالة فرانس برس.
وأعلنت “بالتل” في بيان مساء السبت مقتل اثنين من موظفيها أثناء عملهما في إصلاح الشبكة في خان يونس “حيث تم استهداف سيارة الشركة بقذيفة مباشرة”.
كما أدى نقص الوقود إلى إغلاق المولد الرئيسي في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في وسط القطاع، بحسب مصدر في وزارة الصحة.
وتعارض إسرائيل إدخال الوقود مع المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى خطر وصولها إلى حماس التي تعتبرها الدولة العبرية ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة “منظمة إرهابية”.
اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم شنته الحركة الإسلامية الفلسطينية داخل إسرائيل وخلف نحو 1140 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى تقارير إسرائيلية.
– إرادة الحياة –
واحتُجز نحو 250 شخصا رهائن خلال الهجوم، بحسب إسرائيل التي قالت إن 132 منهم ما زالوا في غزة. وتم تأكيد مقتل 25 منهم. وأُطلق سراح نحو مئة رهينة خلال هدنة في نهاية نوفمبر، في مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر.
وردا على الهجوم توعدت إسرائيل “بالقضاء” على حماس وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعملية برية معظم ضحاياها من النساء والفتية والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس التي أعلنت السبت ارتفاع حصيلة ضحايا العملية إلى 23843 قتيلا معظمهم من النساء والفتية والأطفال، وأكثر من ستين ألف جريح.
في رفح لم تمنع الحرب والمواجهات أفنان ومصطفى من الاقتران في هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة إلى حيث نزح مئات آلاف الفلسطينيين هربا من المعارك. وقال أيمن شملخ عم العريس النازح من مدينة غزة لفرانس برس “عندنا شهداء وعندهم شهداء وعنا دمار وعندهم دمار لكن يجب ان نعيش ونتعايش”. بينما أكد محمد جبريل والد العروس “نحن شعب يحب الحياة رغم الموت والقتل والدمار”.
في الوقت نفسه تتواصل المفاوضات بشأن مصير الرهائن. ونظمت عائلاتهم تجمعاً السبت في تل أبيب للمطالبة بإعادتهم.
خلال التجمّع، وفي كلمة تم بثّها عبر الفيديو، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى استئناف المفاوضات للإفراح عن الرهائن، وقال إن “الأمة الفرنسية مصمّمة على أن يتم الإفراج عن (…) كل الرهائن الذين أخذوا في الهجمات الإرهابية للسابع من تشرين الأول/أكتوبر. فرنسا لا تتخلى عن أبنائها. لذلك يجب أن نستأنف مرارا وتكرارا المفاوضات من أجل الإفراج عنهم” بشكل يسمح “بعودتهم جميعا الى منازلهم بيننا”.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر لإيصال أدوية “في الأيام المقبلة” إليهم. وأفاد مصدر مطلع وكالة فرانس برس بحصول مفاوضات، لكنه لم يؤكد نتائجها.
واعتبرت إيلا بن عامي التي تظاهرت في تل أبيب من أجل والدها أن “هذا لا يكفي… أريده في المنزل، يحظى برعاية جيدة، دون أن تعتني به حماس”.
وتؤجج الحرب في غزة العنف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي الضفة الغربية وسوريا والعراق حيث تضاعفت الهجمات على القواعد الأميركية.
في الضفة الغربية المحتلة، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل الجمعة ثلاثة أشخاص هاجموا مستوطنة أدورا اليهودية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القتلى هم شاب في التاسعة عشرة واثنين من الفتية.
وفي حادث منفصل، قُتل شاب فلسطيني يبلغ 19 عاما بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي قطاع طولكرم، في شمال الضفة الغربية، بحسب وفا.
وأمام محكمة العدل الدولية في لاهاي دافعت إسرائيل عن نفسها الجمعة من تهمة ارتكاب “أعمال إبادة” في قطاع غزة.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.