عبق نيوز| إسرائيل / فلسطين / أمريكا | تكثف إسرائيل العازمة على مواصلة حربها على حماس “حتى النهاية” الخميس غاراتها الجوية في قطاع غزة رغم مؤشرات نفاد صبر صادرة عن الحليف الأميركي الذي أوفد مستشار الأمن القومي جايك ساليفان إلى القدس.
وصباح الخميس، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 67 شخصا على الأقل وإصابة مئة خلال الضربات الإسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل عشرة من جنوده الثلاثاء في حي الشجاعية في شمال قطاع غزة شمالا وهي أعلى حصيلة له في يوم واحد منذ بدء هجومه البري في غزة في 27 أكتوبر.
وأعلن الجيش أيضا مقتل جندي في جنوب قطاع غزة، ما يرفع حصيلة قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 116 .
في الجانب الفلسطيني، بلغت حصيلة القتلى أكثر من 18600 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية المقيم في قطر الأربعاء في خطاب متلفز “أي رهانات على ترتيبات في غزة دون حماس وفصائل المقاومة هي وهم”.
وأضاف “نؤكد أننا منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات يمكن أن تفضي إلى وقف العدوان وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع، وصولا إلى المسار السياسي الذي يؤمن حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
وأظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وهو مركز مستقل في رام الله، أن اسماعيل هنية سيحصل على 78% من الأصوات حال إجراء انتخابات في الأراضي الفلسطينية في مقابل 58% قبل الحرب. ورأى 64% من المستطلعة أراؤهم، أن حماس ستكون الطرف المسيطر على قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
تعهّدت إسرائيل “القضاء” على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007 وتصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة “إرهابية”، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته على بلدات في جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وبالإضافة إلى القصف الجوي المدمّر، يشنّ الجيش هجوما بريا في غزة تركّز بداية في الشمال، ثم امتد إلى بقية أنحاء القطاع.
– خلاف –
والأربعاء، تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مواصلة الحرب في غزة متوجّها إلى لواء سلاح المدرعات المشارك في القتال بالقول “أريدكم أن تستمروا حتى آخر جندي. سنستمر حتى النهاية، حتى النصر، حتى إبادة حماس”.
وتابع “أقول ذلك في ظل الألم الشديد، ولكن أيضًا في ظل الضغوط الدولية”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر إسرائيل الثلاثاء من أنّها بصدد خسارة الدعم العالمي لحربها ضدّ حركة حماس بسبب قصفها “العشوائي” لقطاع غزّة.
وفي أشدّ انتقاد يوجّهه لنتانياهو منذ السابع أكتوبر، قال بايدن خلال تجمع انتخابي في واشنطن إنّه ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي “تغيير” موقفه بشأن حلّ الدولتين.
من جهته، أقرّ نتانياهو بوجود “خلاف” مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة.
وفي إطار الجهود الأميركية، يزور مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان إسرائيل الخميس والجمعة، وسيلتقي نتانياهو و”حكومة الحرب” الإسرائيلية، وكذلك الرئيس إسحق هرتسوغ، عل ما جاء في بيان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الأربعاء “نعتبر أن السلطة الفلسطينية هي ممثلة الشعب الفلسطيني، وأن سلطة فلسطينية يتم تجديدها وإصلاحها وإعادة تنظيمها هي السبيل للمضي قدما نحو إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة”.
– “ظروف كارثية” –
في الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأربعاء مجموعة عقوبات جديدة على مسؤولين في حماس وأشخاص مرتبطين بها، مع تأكيدهما أنهما تريدان عرقلة تمويل الحركة.
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب في قطاع غزة حيث نزح 85% من السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في القطاع بأنه “جحيم على الأرض”.
وفي قطاع غزة الذي يخضع أساسا لحصار جوي وبحري وبري إسرائيلي منذ 2007، وأصبح “محكما” منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر قصف ليل الثلاثاء الأربعاء عن مقتل أكثر من 50 شخصا في مدينة غزة وخان يونس ورفح، وكذلك في النصيرات ودير البلح (وسط)، بحسب وزارة الصحة.
وبعد الفرار من منازلهم في شمال القطاع ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر والتي تحوّلت إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت مئات الخيام باستخدام اوتدة وأغطية بلاستيكية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح “يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل الملاجئ وخارجها (…) كما أن غياب المراحيض يزيد من خطر انتشار الأمراض” خصوصا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
في الأثناء، تساقطت أمطار على مختلف أنحاء القطاع وهبطت درجات الحرارة، ما فاقم مصاعب الكثيرين من النازحين المقيمين في خيام مع نقص في الإمدادات الحيوية من الطعام ومياه الشرب والأدوية والوقود.
وفي جنيف، أكد لازاريني أنّ أهالي غزة “لم يعد لديهم الوقت أو الخيارات”.
وقال خلال المنتدى العالمي للاجئين “في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه (الفلسطينيون) أحلك فصل في تاريخهم منذ العام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم”.
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في التوتر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلنت وزارة الصحة الخميس عن مقتل عشرة أشخاص في عملية إسرائيلية في جنين شمال الضفة الغربية.
– “صدمة” –
وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين داخل إسرائيل واقتياد 240 رهينة إلى قطاع غزة أفرج عن عدد منهم. ولا يزال هناك 135 رهينة في قطاع غزة.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيرا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.
في إسرائيل، أعلنت عائلات الرهائن الذين ما زالوا في قطاع غزة محتجزين لدى حماس وجماعات اخرى أنها “مصدومة” من رفض طلب لرئيس الموساد لصياغة اتفاق للإفراج عن الرهائن.
وأكدت العائلات بحسب بيان نشر على موقع منتدى العائلات أنها تطالب ب “تفسير فوري” من رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته وطالبت بكسر الجمود في هذه المفاوضات.
واجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء بعائلات رهائن أميركيين محتجزين في قطاع غزة، في البيت الأبيض في أول لقاء مباشر بين الرئيس وافراد عائلات الرهائن.
ولا يزال ثمانية أميركيين محتجزين كرهائن في غزة، بحسب الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.