السعودية تستضيف محادثات بشان أوكرانيا

صورة وزعتها وكالة الأنباء السعودية تُظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء القمة العربية في جدة في 19 مايو 2023 afp_tickers

عبق نيوز| السعودية / أوكرانيا| تستضيف السعودية محادثات حول الحرب في أوكرانيا السبت، في مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة بلعب دور دبلوماسي على الساحة الدولية، رغم عدم وجود توقعات بأن تحقّق هذه الاجتماعات اختراقا في النزاع مع روسيا.

وأعلنت الرياض مساء الجمعة عقد “اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول” السبت في جدة الساحلية من أجل بحث “الأزمة الأوكرانية”، وفق ما جاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية.

وأكد البيان “استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم”.

وأفاد دبلوماسيون في الرياض اطلعوا على الاستعدادات، وكالة فانس برس بأنّ الدعوات وجّهت إلى حوالي 30 دولة، روسيا ليست من بينها.

يأتي ذلك في أعقاب محادثات أجريت في يونيو في كوبنهاغن ولم يصدر في ختامها بيان رسمي.

وقال الدبلوماسيون إن هدف المحادثات إشراك مجموعة من الدول في نقاشات حول مسار السلام، ولا سيما أعضاء كتلة “بريكس” التي تضم إلى روسيا كلا من البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، وهي بلدان تبنّت مواقف أكثر حيادية بشأن الحرب فامتنعت عن الوقوف بجانب أوكرانيا بدون دعم الغزو الروسي.

وتستند السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، إلى علاقاتها مع الجانبين الاوكراني والروسي، للسعي إلى لعب دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف.

يتماشى ذلك مع خطوات دبلوماسية إقليمية شهدت مؤخرًا العمل على إصلاح الخلافات مع قطر وتركيا ثم إيران وسوريا.

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد “مجموعة الأزمات الدولية” جوست هيلترمان إنّه “من خلال استضافتها للاجتماع (حول اوكرانيا)، تريد السعودية تعزيز محاولتها لتصبح قوة وسيطة عالمية لديها القدرة على التوسط في النزاعات”.

واعتبر ان المملكة “تطلب منا نسيان بعض استراتيجياتها وأفعالها في الماضي، مثل تدخلها في اليمن، أو قتل جمال خاشقجي” عام 2018، في جريمة أضرّت بصورة السعودية وولي العهد الامير محمد بن سلمان.

لكن أزمة الطاقة التي تسبّبت بها الحرب على أوكرانيا عزّزت أهمية المملكة على الصعيد العالمي وساعدت في ترميم صورتها.

وقال هيلترمان إنّ الرياض “تريد أن تكون في الخندق ذاته مع الهند أو البرازيل، لأن هذه القوى المتوسطة إن عملت كفريق فيمكن أن تأمل في أن يكون لها تأثير على المسرح العالمي كقادة لحركة عدم الانحياز المتجددة”.

– استراتيجية توازن –

والهند من الدول التي أكدت حضورها في جدة، واصفة ذلك بأنه يتماشى “مع موقفنا الراسخ” بأن “الحوار والدبلوماسية هما السبيل إلى الأمام”.

وتشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على “مواصلة لعب دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية”.

كذلك أبلغت جنوب إفريقيا أنها ستشارك في الاجتماع.

وسيمثل فرنسا في الاجتماع المستشار السياسي للرئيس الفرنسي ايمانويل بون، حسبما أفادت السفارة الفرنسية في الرياض.

والجمعة، رحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحادثات جدة، بما في ذلك البلدان النامية التي تضررت بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي أحدثته الحرب.

وقال “هذا مهم للغاية لأنه في قضايا مثل الأمن الغذائي، يعتمد مصير ملايين الأشخاص في إفريقيا وآسيا وأجزاء أخرى من العالم بشكل مباشر على مدى سرعة تحرك العالم لتحريك مسار السلام”.

ويذكر أنّ المملكة أيدت قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي وكذلك ضم روسيا لأراض في شرق أوكرانيا.

ومع ذلك، ندّدت واشنطن العام الماضي بتخفيضات إنتاج النفط التي قادتها الرياض وموسكو للمساعدة على رفع الأسعار والتي تمت الموافقة عليها في أكتوبر، ووصفتها بأنها ترقى إلى “التحالف مع روسيا” في الحرب.

وفي مايو الماضي استضافت المملكة فولوديمير زيلينسكي في قمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم بعض القادة العرب بـ”غض الطرف” عن أهوال الغزو الروسي.

ويرى الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام عمر كريم أنّ الرياض تبنّت “استراتيجية توازن كلاسيكية” يمكن أن تخفّف من أي موقف روسي مناهض لاجتماعات جدة.

وتابع “هم يعملون مع الروس في عدة ملفات، لذا أعتقد أن روسيا لن تعتبر مثل هذه المبادرة … أمرا غير مقبول”.

ويرى المسؤولون السعوديون في المحادثات تأكيدا على نفوذ الرياض الدبلوماسي.

وقال المحلل السعودي المقرب من الحكومة علي الشهابي “هذه المحادثات هي مثال رئيسي على نجاح استراتيجية السعودية متعددة الأقطاب في الحفاظ على علاقات قوية مع أوكرانيا وروسيا والصين”.

المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد