عبق نيوز| أمريكا / جنوب افريقيا|بدأ وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن جولة إفريقية تقوده إلى ثلاث دول في القارة بإشادة بانتفاضة سويتو الطلابية التي انتهت بمأساة أطلقت شرارة تعبئة عالمية ضد نظام الفصل العنصري.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي في توقيت تبذل فيه واشنطن جهودا دبلوماسية متزايدة لمواجهة النفوذ الروسي في القارة، وفي أعقاب جولة إفريقية أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
واختار بلينكن أن تكون المحطة الأولى في جولته في جنوب إفريقيا التي تعد رائدة بين دول العالم النامي والتي لزمت الحياد في النزاع الدائر بين كييف وموسكو على الأراضي الأوكرانية، علما بأن جوهانسبرغ رفضت تلبية مطالب الغرب بإدانة موسكو.
ووضع بلينكن إكليلا من الزه,ر وجال في متحف هكتور بيترسون الذي بني تخليدا للطلاب الذين في قتلوا في احتجاجات العام 1976 التي شكّلت إحدى نقاط التحوّل في الحركة المناهضة للفصل العنصري.
وأطلق على المتحف اسم الطفل البالغ 12 عاما الذي كان أول من أردته الشرطة في 16 يونيو 1976.
وخلال زيارته مدينة سويتي التي تعد مهد النضال ضد الفصل العنصري في البلاد، تولّت شقيقة بيترسون أنتوانيت سيتهول تعريف الوزير الأميركي على محتويات المتحف.
وقال بلينكن خلال الجولة “الرائع في هذا المتحف هو أنه تاريخ حي لأنه يلهم الناس ويظهّر لهم القوة التي يمكن ان يتمتع بها الشباب لإحداث تغيير”.
وتوقّف بلينكن عند صورة بالأبيض والأسود ذات رمزية كبيرة تظهر بيترسون وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة خلال محاولة رفيق له نقله باكيا بعدما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين شبان.
وقال بلينكن إن الصورة “على الأرجح ساهمت كثيرا في فتح القلوب والأذهان وزيادة الوعي بشأن الفصل العنصري وبشأن النصال من أجل المساواة والحرية”.
واعتبر أن قصة بيرتسون “يتردد صداها حقا لأننا في خضم نضالنا الخاص من أجل الحرية والمساواة في الولايات المتحدة.
وقُتل أكثر من 170 شخصا خلال تحرّك احتجاجي شارك فيه آلاف الطلاب السود اعتراضا على إجبارهم على الدراسة بالأفريقانية، اللغة التي كان يعتمدها نظام الفصل العنصري الذي انتهى في العام 1994.
ويلتقي بلينكن الإثنين وزيرة الخارجية ناليدي باندور وسيعلن مواقف تتعلق بالاستراتيجية الجديدة للإدارة الأميركية في ما يتعلّق بإفريقيا، وفق ما أعلنت بريتوريا في بيان.
– “تنافس على” إفريقيا –
وستتناول المحادثات “التطورات الأخيرة والحالية في خصوص الوضع الجيوسياسي العالمي”، بحسب البيان.
والشهر الماضي أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الدول الإفريقية تضطلع “بـ”دور جيوستراتيجي وهي شريكة أساسية في القضايا الأكثر إلحاحا في عصرنا”.
وعانت دول عدة في إفريقيا والعالم بشدة من تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا والتي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية.
وجنوب إفريقيا منضوية في مجموعة “بريكس” للاقتصادات الناشئة، إلى جانب البرازيل وروسيا والهند والصين.
وفي يونيو، حثّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دول “بريكس” على التعاون في مواجهة “السلوكيات الأنانية” للدول الغربية التي فرضت عقوبات غير مسبوقة على موسكو لشنها حربا على أوكرانيا.
ورأى فونتيه أكوم، رئيس معهد الدراسات الأمنية، ومقرّه بريتوريا، أنّ زيارة بلينكن ستساعد الولايات المتحدة على فهم موقف جنوب إفريقيا، لكنّها تهدف أيضاً إلى “تقريب جنوب إفريقيا إلى المعسكر الغربي”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى “الانخراط بشكل مختلف… والمضي قدما نحو فهم دور إفريقيا على صعيد العلاقات الدولية وتاليا زيادة انخراطها الدبلوماسي”.
وتأتي جولة بلينكن في أعقب زيارة أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بنين والكاميرون وغينيا بيساو الشهر الماضي.
أما جولة لافروف فقد قادته إلى الكونغو-برازافيل ومصر وإثيوبيا وأوغندا.
واعتبر أكوم أن توقيت زيارة بلينكن بعد جولتي لافروف وماكرون “يبيّن بشكل أساسي أن إفريقيا بصدد دخول مرحلة ستشهد جولة تنافس جديدة بين القوى العظمى حول القارة”.
والجولة هي الثانية التي يجريها بلينكن في إفريقيا منذ توليه حقيبة الخارجية الأميركية.
وبعد جنوب إفريقيا يتوجّه بلينكن إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية في زيارة ترمي إلى زيادة الدعم إلى البلاد التي تعد أكبر دول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء والساعية إلى طي صفحة نزاعات مستمرة منذ عقود.
وبعد الكونغو الديموقراطية سيتوجّه بلينكن إلى رواندا التي تشهد توترا متجددا مع الكونغو الديموقراطية التي تتهمها بدعم متمردي “حركة 23 آذار/مارس” (إم23)، ما تنفيه كيغالي.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.