عبق نيوز| فرنسا/ بريطانيا / أمريكا| أعلنت الشركتان المشغلتان للأقمار الاصطناعية، يوتلسات الفرنسية ووان ويب البريطانية، الثلاثاء موافقتهما على الاندماج وتشكيل “لاعب عالمي” في مجال الانترنت ذات النطاق العريض عبر الفضاء، ومنافسة شركات أميركية عملاقة في هذا المجال مثل “ستار لينك”.
وأفادت الشركتان في بيان عن توقيع مذكرة تفاهم لاندماج تتحولان عبره الى “لاعب عالمي رائد في مجال الاتصال”.
وستتوزع الحصص بالتساوي بين الطرفين، اذ سيملك كل منهما 50 بالمئة من أسهم الشركة الجديدة. ومن المقرر أن تنجز العملية “بنهاية الفصل الأول من عام 2023”.
وأكدت الشركتان أن خطوتهما “ستغيّر قواعد اللعب في هذه الصناعة”.
ويوتلسات متخصصة في الأقمار الاصطناعية في مدار ثابت، وتملك مجموعة من 35 قمرا اصطناعيا تنشرها على ارتفاع 36 ألف كلم عن الأرض وتستخدمها بالأساس وبصورة رئيسية للبث التلفزيوني، غير أنها توفر أيضا الإنترنت العالي السرعة.
أما وان ويب، فهي متخصصة في الإنترنت عبر الفضاء، ونشرت 428 من كوكبة أقمارها الصناعية الـ648 في مدار منخفض على ارتفاع بضع مئات الكيلومترات، على أن تطلق خدمتها على الصعيد العالمي في نهاية العام.
وقالت الرئيسة التنفيذية ليوتلسات إيفا برنيكي إن “هذا المزج الرائد سيولّد لاعبا عالميا قويا يتمتع بالقوة المالية والخبرة التقنية لتسريع عملية الانتشار التجاري لوان ويب، وتركيز يوتلسات على الاتصال”.
واعتبرت الشركتان في بيانهما المشترك أن “الكيان المدمج سيكون موجها نحو نمو مربح”، مع امكان زيادة المبيعات والربح بأكثر من 10 بالمئة “على أمد متوسط الى طويل”.
وشدد الرئيس التنفيذي لوان ويب نيل ماسترسون على أن الاندماج “سيسرّع من مهمتنا لتوفير اتصال يبدّل الحياة على نطاق واسع ويخلق شركة سريعة النمو وجيدة التمويل ستواصل توفير قيمة مهمة لمالكي الأسهم”.
وتتوزع ملكية “وان ويب” بين مجموعة “بهارتي” الهندية (30 بالمئة) ويوتلسات (22,9 بالمئة)، والحكومة البريطانية (17,6 بالمئة)، ومصرف “سوفتبنك” الياباني (17,6 بالمئة)، ومجموعة “هانوا” الكورية الجنوبية (8,8 بالمئة).
أما يوتلسات، فيملك 20 بالمئة منها “بي بي إي فرانس” (المصرف الاستثماري للحكومة الفرنسية)، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين “صندوق المساهمات الإستراتيجي” المملوك لسبع شركات تأمين، وأسواق الأسهم.
– ربط مناطق معزولة –
وتندرج العملية في سياق المشاريع الكبرى في قطاع الفضاء لتلبية الحاجات المتزايدة إلى الإنترنت العالي السرعة على مدار منخفض.
وتتيح هذه الأقمار الأصغر حجما من أقمار الاتصالات التقليدية والموضوعة في مدار على ارتفاع بضع مئات الكيلومترات، اتصالات سريعة الاستجابة أي بفارق تأخير ضعيف في البث.
والحاجات في هذا المجال هائلة، سواء لربط المناطق المعزولة التي لم تصلها خدمة الاتصال عبر الألياف البصرية أو لتلبية حاجات السيارات الذكية في المستقبل على سبيل المثال.
وتتصدر “سبايس إكس” المملوكة لأثرى أثرياء العالم إيلون ماسك، السباق في هذا المجال، إذ نشرت حتى الآن أكثر من نصف كوكبتها “ستار لينك” التي تضم 4408 أقمار اصطناعية، على أن يصل العدد مستقبلا إلى 42 ألفا.
أما جيف بيزوز مؤسس أمازون، فينوي نشر أكثر من 3200 قمر اصطناعي ضمن كوكبته “كويبر”.
ويود الاتحاد الأوروبي نشر كوكبته الخاصة في مدار منخفض التي ستضم حوالى 250 قمرا اصطناعيا اعتبارا من 2024 تحت شعار السيادة. وستسمح هذه الكوكبة بحسب المفوض الأوروبي تييري بروتون بوضع حد لـ”المناطق البيضاء”، وهي مناطق لا تغطيها شبكة جوالة، في أوروبا وتوفير اتصالات مشفّرة للدول بمساعدة تكنولوجيات الكمّ، وتوفير بديل للشبكات الأرضية التي تبقى عرضة للهجمات الإلكترونية.
وتملك الصين مشروعها الخاص لنشر كوكبة “غواوانغ” التي ستضم 13 ألف قمر اصطناعي.
وأكدت رئيسة يوتلسات إيفا برنيكي الثلاثاء “لا نعرف ما سيكون عليه شكل الكوكبة المستقبلية الأوروبية، الا أننا لا نطيق صبرا لبدء الحوار مع المفوضية” القارية.
ورأى رومان بييردون، وهو محلّل لدى شركة “ألفا فاليو” AlphaValue التي تساعد المستثمرين على تقييم مخاطر الاستثمار، “كوكبات الأقمار الاصطناعية على مدارات منخفضة تُشكلّ سوقًا يمكن أن تصبح استراتيجية للحكومات”.
وأضاف لوكالة فرانس برس “في الوقت الحالي، أصبحت المخاطر سيادية أكثر فأكثر، ونحن نرى ذلك مع أشباه الموصلات وفي الصناعات الأخرى. الهدف هو عدم الاعتماد على أيّ كان، لذلك ستكون أوروبا عميلًا كبيرًا محتملًا لوان ويب”.
وعُلّق وضع كوكبة “وان ويب” في المدار في شباط/فبراير مع توقف رحلات مركبة “سويوز” الروسية بقرار من موسكو، ردا على العقوبات الغربية التي طالتها إثر بدء غزو أوكرانيا.
واعتبر رئيس مجلس إدارة “وان ويب” سونيل بهارتي ميتال أن ذلك “كان كفيلا بتأخيرنا لوقت طويل (…) لكننا حصلنا على دعم مذهل من الولايات المتحدة والحكومة الهندية”.
وأشار الى اتفاق مع “سبايس إكس” ونيودلهي سيؤمن وضع هذه الكوكبة في المدار “بحلول آذار/مارس 2023”.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.