عبق نيوز|المانيا/فرنسا/ ايطاليا/ اوكرانيا| وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي إلى كييف ليؤكدوا دعم أوروبا لأوكرانيا بينما أعلنت واشنطن عن مساعدة عسكرية أميركية بقيمة مليار دولار لهذا البلد الذي يشهد حربا.
ووصل القادة الأوروبيون الثلاثة قرابة الساعة 09,30 (06,30 ت غ)، بحسب ما أكد مراسلو وكالة فرانس برس. وسيلتقون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة الدعم العسكري وطلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتؤيد فرنسا وألمانيا وإيطاليا هذا الطلب لكن على المدى البعيد. وتشكل هذه الزيارة سابقة لقادة ثلاث دول كبرى في الاتحاد الأوروبي منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
وشوهد شولتس وماكرون في محطة القطار وقد ارتدى المستشار الألماني بنطال جينز وقميصا أسود بينما ارتدى ماكرون بزة، ويرافقهما السفير الفرنسي في أوكرانيا إتيان دي بونسان.
وقال ماكرون الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى 30 يونيو، على رصيف المحطة إنه جاء لتوجيه “رسالة وحدة أوروبية” و”دعم” لكييف “للحاضر و للمستقبل”.
وفي كييف ينضم إلى القادة الثلاثة أيضا الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس الذي وصل بمفرده صباحا على ما أظهرت لقطات عدة بثت عبر حسابه على “تويتر”.
ويفترض أن يتوجه القادة الثلاثة صباح الخميس إلى “موقع قتال ارتكبت فيه مجازر”، خلال الاحتلال الروسي لضواحي كييف في مارس، بحسب الرئيس الفرنسي، قبل لقاء الرئيس زيلينسكي.
وكانت وسائل إعلام إيطالية وألمانية ذكرت قبيل ذلك أن القادة الأوروبيين الثلاثة استقلوا قطارا خاصا في جيشوف في بولندا، كما ذكرت محطة “تسي دي اف” الألمانية وصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية التي نشرت صورا للقادة الثلاثة في القطار.
وعلى رصيف المغادرة في مدينة جيشوف كان طاقم القطار ينتظر الوفود رافعا لوحات تحمل ألوان أعلام فرنسا وألمانيا وإيطاليا. وباستثناء عناصر الشرطة المنتشرين على الرصيف، بدا كل شيء هادئا.
وكان ماكرون أرسل إشارات إلى كييف الأربعاء، عبر زيارة لواحدة من قواعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في رومانيا. وقال الرئيس الفرنسي “أعتقد أننا في لحظة نحتاج فيها إلى إرسال إشارات سياسية واضحة، نحن الاتحاد الأوروبي، إلى أوكرانيا والشعب الأوكراني بينما يبدي مقاومة بطولية منذ أشهر”.
وبشأن طلبها الرسمي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تتوقع أوكرانيا من القمة الأوروبية التي ستعقد في 23 و24 يونيو كحد أدنى، قرارا للدول الـ27 ببدء عملية مفاوضات قد تستمر سنوات.
ويتوقع أن يكرر الرئيس الأوكراني طلبه مد كييف شحنات جديدة من الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي يعتبر أساسيا لمواجهة قوة النار الروسية.
– “كونوا معنا” –
قال زيلينسكي للنواب التشيكيين في براغ في مؤتمر عبر الهاتف “نحن معكم، كونوا معنا”، مكررا شعارا ردده مذيع إذاعي تشيكوسلوفاكي في 1968 بينما كان المحتلون السوفيات يحاولون إغلاق الإذاعة.
وأضاف “اليوم وبينما يكافح شعب أوكرانيا من أجل حريته ضد الغزو الوحشي لروسيا، نستخدم هذه الكلمات لمخاطبة كل أمم أوروبا والعالم الديموقراطي”، مؤكدا أن “أوكرانيا يجب أن تحصل على كل ما هو ضروري لتحقيق النصر”.
وعبر زيلينسكي مساء الأربعاء عن “امتنانه” للولايات المتحدة على الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية التي أعلنها نظيره الأميركي جو بايدن عبر الهاتف.
وقال زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو مساء الأربعاء إن “الولايات المتحدة أعلنت عن تعزيز جديد لدفاعنا، دفعة جديدة من المساعدات بقيمة مليار دولار”. وأضاف “أود أن أعرب عن امتناني لهذا الدعم لأنه مهم خصوصا لدفاعنا في دونباس”، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا وتشكل هدف الهجمات الروسية حاليا.
وتشمل المساعدات الأميركية خصوصا قطع مدفعية وقذائف إضافية.
من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء حلفاءه إلى “تكثيف” شحنات الأسلحة إلى الأوكرانيين.
– “لحظة مفصلية” –
أعلن وزير الدفاع الأميركي خلال اجتماع في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل لدول “مجموعة الاتصال” التي أنشأتها الولايات المتحدة لمساعدة كييف، أن “أوكرانيا تواجه لحظة مفصلية في ساحة المعركة”. وأضاف “لذلك يجب علينا تكثيف التزامنا المشترك” و”مضاعفة جهودنا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها”.
وقال زيلينسكي إنه تحدث أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أكد على تويتر دعم أوكرانيا “حتى النصر النهائي”.
وهذا النصر يمر عبر منطقة دونباس في شرق أوكرانيا التي تشهد معركة شرسة منذ أيام بين القوات الروسية والأوكرانية.
ومنذ هجومها الفاشل على كييف في مارس، حددت القوات الروسية والانفصاليون الموالون لموسكو الذين يسيطرون على جزء من هذه المنطقة الصناعية منذ 2014، هدفا يتمثل بالسيطرة على دونباس بأكملها.
وصرح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية مساء الأربعاء أن “العدو ركز قواته الهجومية الرئيسية في شمال منطقة (لوغانسك) ويحاول الهجوم من تسعة اتجاهات في وقت واحد”.
– مدن أساسية –
يتركز القتال منذ أيام في ليسيتشانتسك وسيفيرودونيتسك وهما مدينتان رئيسيتان في دونباس. واعترفت السلطات الأوكرانية في الأيام الأخيرة بأن قواتها طُردت من وسط مدينة سيفيرودونتسك ولم يعد لديها سوى “قنوات اتصال معقدة” معها بعد تدمير جميع الجسور المؤدية إلى ليسيتشانسك.
وذكر قائد القوات الأوكرانية مساء الأربعاء بأن “سيفيرودونيتسك عنصر استراتيجي في نظامنا الدفاعي لمنطقة لوغانسك”، مؤكدا أنه “لا يمكن اعتبار المدينة غير ذلك”.
وتتحصن القوات الأوكرانية خصوصا في مصنع أزوت للصناعات الكيميائية الذي يعد من رموز المدينة التي كان عدد سكانها نحو مئة ألف نسمة قبل الحرب. وقال رئيس بلدية سيفيرودونتسك أولكسندر ستريوك إن أكثر من 500 مدني يتحصنون داخل المبنى.
من جهته، أكد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي الخميس على تطبيق تلغرام أن نحو عشرة آلاف مدني ما زالوا موجودين في مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية في دونباس، التي يحاول الروس السيطرة عليها منذ أسابيع.
واقترحت موسكو الثلاثاء إنشاء “ممر إنساني” يسمح بإجلاء هؤلاء المدنيين إلى مناطق يسيطر عليها الروس، لكن كييف لم تؤكد ذلك.
واتهمت روسيا الأربعاء قوات كييف بمنع العملية.
على الصعيد الدبلوماسي وبينما تساند الولايات المتحدة وأوروبا أوكرانيا، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء قربه من “صديقه القديم” فلاديمير بوتين، مجازفا بالتسبب بتوتر العلاقات بين بكين والغرب.
من جهتها، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من عواقب أزمة الغذاء الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أنه إذا لم ينجح العالم في وقف هذه الأزمة، فإن العدد القياسي للمهجّرين الذي بلغ مئة مليون شخص سيتضخم “بعدد كبير من الناس”.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.