عبق نيوز|مالطا/فاليتا| يدلي الناخبون في مالطا بأصواتهم السبت في انتخابات تشريعية يتوقع أن تضمن ولاية جديدة للحكومة الحالية رغم هواجس متعلقة بالفساد في بلد لا يزال يواجه تبعات اغتيال صحافية.
وتشير جميع التوقعات إلى فوز رئيس الوزراء روبرت أبيلا المنتمي إلى حزب العمل، والذي بنى حملته على إدارته لجائحة كوفيد والسجل الاقتصادي لحزبه مدى تسع سنوات في السلطة.
لكن هذا الحزب يواجه مشكلة الفساد في أعلى المستويات والذي كشفه اغتيال الصحافية الاستقصائية دافني كاروانا غاليزيا بانفجار سيارة مفخخة في أكتوبر 2017، ما أثار صدمة في العالم.
وأظهر تحقيق رسمي الشهر الماضي أن السلطة التي كان يرأسها آنذاك رئيس الوزراء العمالي جوزف موسكات، أشاعت “جوا من الافلات من العقاب” ما سمح بعملية الاغتيال تلك.
استقال موسكات في يناير 2020 على وقع احتجاجات شعبية نددت بمحاولاته حماية أنصاره من التحقيق في اغتيالها. وأصبح أبيلا تلقائيا رئيسا للوزراء عقب انتخابه رئيسا لحزب العمل.
وسعى رئيس الوزراء الجديد لتعزيز الحوكمة الرشيدة وحرية الصحافة. لكن نشطاء مكافحة الفساد وعائلة كارونا غاليزيا يقولون أنه لم يبذل جهودا كافية.
وفي مهرجان انتخابي أخير له الخميس، خاطب أبيلا أنصاره قائلا “ثقوا بي في ولايتي الأولى كي اتمكن من مواصلة تغيير الأشياء”.
لكن الحزب القومي المعارض واصل الضغط مطالبا بمزيد من الجهود لمكافحة الفساد، وقد حذّر زعيم الحزب برنارد غريش من أن “الديموقراطية على المحك”. إلا أن الحزب يعاني انقسامات داخل صفوفه.
والناخبون في مالطا متحزّبون بغالبيته، ونسبة الإقبال على الانتخابات عادة ما تتخطى 90 بالمئة.
إلا أن مراقبين يتخوّفون من إقبال ضعيف في هذا الاستحقاق بسبب ضعف الحملة الانتخابية والقيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبعيد إدلائها بصوتها في فاليتا قالت روزانا كوتاجار (42 عاما) العاملة في محل لبيع الألبسة “كانت حملة هادئة جدا، الزعيمان يتوافقان على أمور كثيرة. كلاهما يعملان للهدف نفسه”.
وستغلق مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها عند السابعة صباحا عند الساعة 22,00 (21,00 ت غ)، على أن تبدا النتائج الأولية بالصدور بعيد ظهر الأحد.
– المال في جيوبهم –
تعد مالطا الواقعة قبالة سواحل صقلية، أصغر بلدان الاتحاد الأوروبي وأكثرها كثافة سكانية. ويسكن قرابة 516 ألف شخص على مساحة تبلغ 316 كلم مربعا.
وجعلها موقعها في وسط البحر المتوسط هدفا متكررا للغزاة عبر القرون ما خلق ثقافة غنية. والعاصمة فاليتا المحاطة بجدار يعود للقرن السادس عشر، أدرجت على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
ورغم مواردها الطبيعية المحدودة فإن المستعمرة البريطانية السابقة أسست اقتصادا مزدهرا قائما بشكل أساسي على السياحة والخدمات المالية وألعاب القمار على الانترنت. لكنها كثيرا ما دافعت عن نفسها من اتهامات بأنها تشكل ملاذا ضريبيا.
أدرجت “مجموعة العمل المالي” (FATF) وهي منظمة تعنى بمكافحة غسل الأموال، مالطا العام الماضي على القائمة الرمادية، علما بأن المنظمة أفادت في وقت سابق هذا الشهر عن إحراز تقدم ما أثار الآمال باحتمال شطب مالطا عن القائمة هذا الصيف.
وتعرضت مالطا أيضا لانتقادات على خلفية برنامج “جواز السفر الذهبي” الذي يمنح الجنسية لمستثمرين متمولين نادرا ما يزورون الجزيرة.
وتحت ضغوط سياسية علق أبيلا البرنامج للمواطنين الروس والبيلاروسيين عقب غزو أوكرانيا.
وبالنسبة للعديد من الناخبين فإن النمو الاقتصادي يتفوق على كافة الهواجس الأخرى.
وفيما تسببت جائحة كوفيد بتدهور الاقتصاد، دعمت الحكومة الأفراد والشركات ليتجاوز النمو العام الماضي تسعة بالمئة.
وقالت المواطنة جوزفين كانيليري (71 عاما) جالسة في مقهى في موستا مع أصدقائها “منذ توليه السلطة يعمل حزب العمل من أجل الشعب”.
أضافت “إذا وُجدت الآن ممارسات فساد فإن الناس على الأقل لا يعانون. لديهم المال في جيوبهم. لا تمس جيوبهم وهم بخير”.
لكن هناك فريق آخر مثل جوان أودونيل (37 عاما) وهي مالطية عادت من الدنمارك حيث تقيم للمشاركة في الانتخابات، والتي تقول “على حزب العمل أن يخرج من الحكومة”.
وأضافت في مهرجان للحزب القومي في فاليتا “يرى الناس في الخارج أن مالطا انتقلت من جنة إلى ذلك المكان الذي اغتيلت فيه دافني”.
وتابعت “لست فخورة بالأمر”.
– لا نستطيع التنفس –
وتمثل البيئة موضوعا رئيسيا في الانتخابات مع شكوى المواطنين من قلة المساحات الخضراء بعد سنوات طويلة من الازدهار العمراني.
واشتكى فنسنت بورغ (68 عاما) بينما كان يشتري سلعا غذائية في موستا “الشاحنات في كل مكان، لا نستطيع التنفس، هناك غبار وإسمنت، لا أشجار ولا خضرة إطلاقا”.
تعهد الحزبان تعزيز الجهود لحماية البيئة.
ورغم وجود حزب للخضر إلا أن أي حزب ثالث لم يشغل مقعدا في برلمان مالطا منذ ما قبل الاستقلال في 1964.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.