عبق نيوز| افغانستان/ اسرائيل| تقول المحامية الإسرائيلية إنبار ناخت إنها تأثرت بصور الأفغان الذين حاولوا الفرار من بلادهم بعد انسحاب القوات الأميركية منها، فتذكرت المحرقة اليهودية، وفكرت في مساعدتهم من خلال مؤسسة خيرية أسستها وزوجها ماريوس قبل عامين.
تعمل “ناخت للأعمال الخيرية” على مبادرات متنوعة تشمل مساعدة كبار السن والمعوقين بالإضافة إلى دعم الفنانين الذين تعطلت أعمالهم بسبب تفشي فيروس كورونا.
ولم يكن إجلاء الناس من أفغانستان التي لم تعترف يوما بإسرائيل وحيث استعادت حركة طالبان الإسلامية المتشددة الحكم الصيف الفائت بعد عقود من النزاعات، من نطاق خبرات المؤسسة.
غير أن إنبار ناخت قالت لوكالة فرانس برس من منزلها في تل أبيب عشية اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود الخميس، إنها “لم تستطع الوقوف متفرجة أمام صور أشخاص يحاولون الفرار مع أطفالهم”.
وقد أثارت عودة إسلاميي حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس مخاوف لدى أفغان كثر من إمكان إعادة تطبيق السياسات المتشددة عينها التي اعتمدوها في تسعينات القرن الماضي، ومن أعمال انتقامية محتملة بحق الأشخاص الذين تعاونوا مع الحكومة المدعومة أميركياً أو مع القوات الأجنبية في البلاد.
وأضافت ناخت “حاولت تخيل أجدادي في مثل هذا الوضع، وما إذا كان أحدهم من بلد آخر سيساهم في إنقاذهم”.
ورأت المحامية أنه “لا يهم إذا كان هؤلاء من أفغانستان أو أي مكان آخر، المهم أنهم مدنيون أبرياء وجدوا أنفسهم في وضع صعب. وقد حاولنا فعل ما بوسعنا لمساعدتهم”.
ولم تكن ناخت الإسرائيلية الوحيدة التي تحاول مساعدة الأفغان.
فبدعم من الكندي الإسرائيلي سيلفان آدامز، سخّرت منظمة “إسرا إيد” غير الحكومية خبرتها في مساعدة نحو 200 أفغاني معرضين للخطر على الوصول إلى أماكن آمنة.
– 300 شخص –
في أغسطس الماضي وبعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد 20 عاما من الحرب، عمت الفوضى المطار الوحيد في كابول إذ توافد عشرات الآلاف باحثين عن أي رحلة تضمن إجلاءهم من بلدهم.
وتمكنت “ناخت الخيرية” التواصل مع أحد قدامى المحاربين في الجيش الأميركي خدم في أفغانستان ومع الموظفة السابقة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في أفغانستان ستاسيا جورج.
وكان لدى مجموعة “ترانزيت إينيشياتيفز” التي تديرها جورج قائمة بأسماء أكثر من 300 شخص معرضين للخطر وبحاجة إلى الإجلاء، بينهم ناشطون حقوقيون وعلماء وأفراد أقليات عرقية ومترجمون.
لكن في 26 أغسطس، في اليوم الذي كان مقررا نقل المجموعة إلى مطار كابول، أودى تفجير انتحاري أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه بحوالى مئتي شخص من بين المحتشدين خارج المطار.
وبعد تعطل إمكانية النقل الجوي وخشية إغلاق طالبان الطرق من كابول، استعانت جورج وفريقها بالحافلات المعدة أصلا للنقل إلى المطار مع تغيير الوجهة لتصبح مدينة مزار شريف شمال غرب العاصمة.
وساعدت ناخت على دفع تكاليف العبور والإقامة والطعام وتوفير الأمن لنحو 300 شخص للنزول في مزار شريف.
– “إنسانية” –
بعد أربعة أشهر من التوتر، وجد 278 شخصا ممن وصلوا مزار شريف، أنفسهم في أماكن آمنة حول العالم في كانون الثاني/يناير، ولم يكونوا حينها على علم بأن تمويل رحلتهم الشاقة كان من يهود إسرائيليين.
ومن بينهم كان المهندس المدني حميد (33 عاما) الذي عمل في مشاريع يمولها الجيش الأميركي في أفغانستان وكان يدرك أن حياته ستكومن مهددة فيما لو بقي في بلاده.
يقول حميد لوكالة فرانس برس من مكان إقامته الحالي في العاصمة الرواندية كيغالي التي وصلها مع زوجته وأطفاله الثلاثة “كل من يعمل لحساب الولايات المتحدة هو عدو” لحركة طالبان.
وكان حميد قد وصل مزار شريف بالحافلة ومكث هناك 23 يوما قبل المغادرة إلى الإمارات ومن ثم رواندا.
ويقول في اتصال هاتفي “هي (ناخت) لا تعرفنا ولا تعرف أي شخص آخر تساعده، فقط تعرف أننا مسلمون”، مبديا “بالغ الامتنان والتقدير لهذا العمل الإنساني الطيب”.
المصدر/ فرانس برس العربية.
Comments are closed.