عبق نيوز| المانيا / برلين| تعهد المستشار الألماني الجديد أولاف شولتس الأربعاء بتعبئة وسائل الدولة في مواجهة “أقلية من المتطرفين” المناهضين للقاحات المضادة لكوفيد-19، بعد تهديدات بالقتل من جانب هذه الحركة استهدفت زعيمًا إقليميًا وعدة مظاهرات.
وشنت الشرطة الألمانية عملية واسعة الأربعاء بعد تهديدات بالقتل ضد مسؤول كبير في إحدى الولايات، بينما تخشى السلطات أن يفضي مزيد من تشدد للتيار المعارض لفرض قيود ضد كورونا، إلى إرهاب.
وتدخلت الشرطة الجنائية لمنطقة ساكسونيا صباح الأربعاء في شرق ألمانيا، تساندها قوات التدخل الخاصة، في أماكن عدة في مدينة دريسدن بعد التهديدات لرئيس حكومة الولاية، أطلقت عبر حساب لمناهضين للقاح المضاد لكورونا على تطبيق تلغرام.
وتشكل هذه المنطقة من شرق ألمانيا معقلا للتيار المناهض للقيود المفروضة لمكافحة كوفيد-19 في البلاد، ولليمين القومي أيضا الذي تقول السلطات أنه يقود الحركة.
وجرت الحملة بعد اختراق صحافيين من شبكة “تسي دي اف” العامة مجموعة في تطبيق المراسلات المشفرة تلغرام، أطلقت على حد قولهم تهديدات بقتل ميكايل كريتشمر رئيس حكومة الولاية الذي يؤيّد التلقيح ضد كوفيد-19.
وقالت الشرطة في بيان إن “تصريحات بعض أعضاء المجموعة توحي باحتمال حيازتهم أسلحة حقيقية وأقواس ونشابات”. ولم توضح ما إذا كان قامت باعتقالات.
– أكثر من 15 ألف معارض عنيف –
كان القضاء الألماني قد فتح تحقيقا غداة بث برنامج في السابع من كانون الأول/ديسمبر كشف محتويات رسائل مجموعة تلغرام التي تضم حوالى مئة عضو “تربطهم معارضتهم للقاح والدولة والسياسة الصحية الحالية”، حسب النيابة.
وتدعو الرسائل الصوتية إلى الاعتراض “بالسلاح إذا لزم الأمر”، على الإجراءات المطبقة مستهدفة خصوصا المسؤولين السياسيين ولا سيما كريتشمر.
وقالت شرطة ساكسونيا في تغريدة على تويتر الأربعاء أنها تشتبه الآن في “التحضير لجريمة عنف خطيرة تهدد الدولة” .
وقال شولتس أمام مجلس النواب إن “ما هو موجود اليوم أيضا في ألمانيا هو إنكار الواقع وقصص المؤامرة السخيفة والمعلومات المضللة المتعمدة والتطرف العنيف”، متوعدا برد “عبر استخدام جميع وسائل دولة القانون الديموقراطية”.
وأضاف “لنكن واضحين: أقلية متطرفة صغيرة في بلدنا لم تبتعد عن العلم والعقلانية والعقل فحسب بل عن مجتمعنا وديموقراطيتنا ودولتنا أيضاً”، مؤكدا أنه “نحترم الاعتراضات الجادة ونصغي ونسعى للنقاش ونحن منفتحون على النقد والمعارضة”.
وتشهد ألمانيا منذ بداية الوباء تعبئة كبيرة ضد القيود الصحية.
ساكسونيا هي إحدى المناطق الأكثر تضررا من الانتشار الحالي للفيروس ومعدل تطعيم فيها أقل من المعدل الوطني.
وفي بداية ديسمبر تجمع معارضو القيود المناهضة لكوفيد بصخب خارج منزل وزير الصحة في ساكسونيا حاملين مشاعل ومطلقين صفارات، في تظاهرة تذكر بمسيرات الحقبة النازية. وأثار التجمع استياء في جميع أنحاء البلاد.
وفي مواجهة موجة رابعة عنيفة من الوباء قررت الحكومة تشديد القيود على الأشخاص غير المطعمين المحرومين الآن من دخول معظم الأماكن العامة والمطاعم والمتاجر غير الضرورية.
وسيتم التصويت على التطعيم الإجباري في الأسابيع المقبلة ليدخل حيز التنفيذ في فبراير أو مارس.
ويقدر عدد المعارضين للتدابير الصحية المستعدين للقيام بأعمال عنف بين 15 وعشرين ألف شخص، حسبما ذكر الثلاثاء في مقابلة مع صحيفة بيلد المسؤول في الحزب الديموقراطي الاجتماعي الحاكم سيباستيان فيدلر، الخبير في القضايا الأمنية.
– تلغرام مستهدف –
تشكل جمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة المنطقة التي تقع فيها ساكسونيا، أرضا خصبة خصوصا لهذه الحركة. وهي تشهد تظاهرات شبه يومية ضد القيود الصحية تتخللها أعمال عنف في بعض الأحيان.
ودعا رئيس مؤتمر وزراء الداخلية توماس شتروبل إلى رد فعل حازم من الدولة. وحذر في صحف مجموعة “فونك” من أن الذين “يتصرفون بطريقة منافية للدستور (…) يغادرون الأرضية المشتركة لديموقراطيتنا ويجب أن يخضعوا للمساءلة بكل وسائل سيادة القانون”.
ويستهدف القادة السياسيون في البلاد خدمة تلغرام. وقد طلب وزير داخلية ساكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس الاثنين من شركتي غوغل وآبل العملاقتين إزالة هذا التطبيق من متاجر التطبيقات الخاصة بهما.
وإلى جانب التجمعات أو التحركات المحظورة، يستخدم التطبيق للترويج لشهادات صحية مزورة.
وقالت وزيرة الداخلية الفدرالية نانسي فيسر “يجب أن نتحرك بتصميم أكبر التحريض والعنف والكراهية على الإنترنت”، معبرة عن أسفها لأن “خدمات الرسائل ليست مشمولة حاليا” بالتشريعات المناهضة للكراهية على الإنترنت خلافا لتويتر وفيسبوك.
المصدر/ فرانس برس العربية.
Comments are closed.