عبق نيوز| فرنسا / المانيا| قبل أشهر على مغادرتها منصبها، تستقبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون على عشاء مكرس لأوروبا في أحد آخر لقاءاتهما الثنائية للبحث في مسائل انقسما حولها لفترة طويلة قبل حصول تقارب لافت جراء جائحة كوفيد-19.
وسيبحث قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم هذه في الجائحة وتحفيز الاقتصاد والهجرة والعلاقات الخارجية بما يشمل التوتر مع تركيا وروسيا.
وسيرتدي اللقاء طابعا خاصا في وقت تستعد فيه المستشارة الألمانية لمغادرة السلطة بعدما امضت 16 عاما في قيادة أكبر اقتصاد أوروبي اثر انتخابات تشريعية تجرى في 26 سبتمبر.
وقال فرانك باسنر مدير معهد لودفيغسبرغ الفرنسي الألماني لوكالة فرانس برس إن “إيمانويل ماكرون يريد أن يستغل الفرصة لشكر المستشارة شخصيا” التي أقام معها “علاقة شراكة فعلية”.
وأكدت سابين فون اوبلن الخبيرة في جامعة فرايه أونيفرستيت في برلين أن “العلاقة مع ماكرون الذي يتشارك وميركل الحس العملي نفسه، كانت بالتأكيد أفضل بكثير” من العلاقة مع ثلاثة رؤساء فرنسيين آخرين تعاملت معهم هم جاك شيراك (2005-2007) ونيكولا ساركوزي (2007-2012) وفرنسوا هولاند (2012-2017).
-بدايات صعبة-
لكن البدايات كانت صعبة. فعندما ألقى إيمانيول ماكرون في 2017 كلمة في جامعة السوربون شدد فيها على ضرورة تجديد أوروبا ومد اليد إلى المانيا، كان الرد الألماني شبه غائب ما أثار استياء لدى الجانب الفرنسي.
وقالت فون اوبلن إن “حكومة انغيلا ميركل خذلت ماكرون في تلك الفترة”.
وكانت ميركل يومها غارقة في مفاوضات شاقة لتشكيل حكومة ائتلافية.
لكنها أيضا متحفظة جدا في الأساس، على حصول تكامل أوسع على مستوى الميزانية ومنطقة اليورو والدفاع في الاتحاد الأوروبي.
وميركل المتمسكة جدا بالعلاقة عبر الأطلسي التي شكلت أساسا لالمانيا بعد الحقبة النازية، لم تستسغ قول ماكرون 2019 عن حلف شمال الأطلسي إنه في “حالة موت دماغي”.
إلا أن الأزمة الصحية والاقتصادية المرتبطة بجائحة كوفيد-19 شكلت منعطفا في هذه العلاقة.
فقد أطلق البلدان مبادرة لخطة انعاش أوروبية بقيمة 750 مليار يورو تستند إلى عملية اقراض مشتركة على مستوى الاتحاد الأوروبي واعادة توزيع لصالح أكثر الدول تضررا ما أطاح بموقف ألماني معارض عادة للتضامن المالي.
-وحدة صف في الأزمات-
تشكل وحدة الصف هذه خلال الأزمات، لازمة في العلاقات بين البلدين. وأشار ياكوب روس الخبير لدى مركز الابحاث الالماني “المجلس الألماني للعلاقات الخارجية”، إلى أنه “رغم الاختلافات لطالما رص الثنائي الفرنسي الألماني الصفوف خلال الأزمات”.
فمع نيكولا ساركوزي حصل ذلك بشأن أزمة اليورو والدين ومع فرنسوا هولاند بشأن أزمة الهجرة والاعتداءات الجهادية. أما مع ماكرون فكانت الجائحة محرك هذا الموقف.
وأضاف روس أن التقلبات الجيوسياسية لا سيما ولاية دونالد ترامب المناهض للاتحاد الأوروبي وبريكست والتوتر مع روسيا والصين، عززت القناعة بأن باريس وبرلين “يجب أن تعملا بشكل وثيق لكي تسمِع أوروبا صوتها على الساحة العالمية”.
وفي هذا الإطار سيعمل ماكرون وميركل جاهدين بحلول نهاية الشهر الحالي للتقدم على صعيد مشاريع عدة لا سيما الطائرات المقاتلة والدبابات الأوروبية المقبلة على ما رأى الخبير لدى “المعهد الفرنسي الألماني” فرانك باسنر.
ويلف الغموض الوضع السياسي من الجانب الألماني مع انتهاء حقبة ميركل وكذلك الجانب الفرنسي مع انتخابات رئاسية العام المقبل قد يكون لليمين المتطرف دور كبير فيها.
وأكد باسنر “سندخل قريبا في مرحلة جمود” لن تشهد اطلاق أي مشاريع جديدة حتى منتصف 2022 على الأقل.
المصدر / فرانس بر س العربية .
Comments are closed.