عبق نيوز| امريكا / هوليود / اوسكار| جاء فوز فيلم “نومادلاند” بأوسكار أفضل فيلم الأحد مطابقاً للتوقعات بكونه الأوفر حظاً، فيما أصبحت مخرجته كلويه جاو أول امرأة غير بيضاء تحصل على جائزة أفضل مخرج.
وفازت الأميركية فرانسس ماكدورماند، وهي من الممثلين المحترفين القلائل المشاركين في “نومادلاند”، بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في هذا الشريط الذي يشكّل مزيجاً هجيناً فريداً من نوعه من الـ”رود موفي” والدراما الاجتماعية والأفلام الوثائقية، من خلال متابعته مجموعة من الأميركيين الكبار السن يعيشون على الطرق في مقطوراتهم بعدما فقدوا كل شيء في أزمة “الرهن العقاري”.
وأتاح لها دور الأرملة المفلسة والخائبة التي تعيش في إحدى هذه المقطورات في هذا الفيلم أن تصبح ثاني امرأة تفوز بالأوسكار ثلاث مرات في هذه الفئة، وراء كاثرين هيبرن الحاصلة على أربع جوائز.
واغتنمت ماكدورماند التي أنتجت ايضاً “نومادلاند” الفرصة لدعوة الجمهور للعودة إلى دور السينما بعدما اضطرت بفعل الجائحة إلى الإقفال، وتوقف بعضها نهائياً. وقالت “الرجاء أن تشاهدوا فيلمنا على أكبر شاشة ممكنة. وفي يوم من الأيام، قريباً جداً، اصطحبوا كل شخص تعرفونه إلى السينما”.
-أوسكار في محطة القطار-
عند الرجال، حقق انتوني هوبكينز مفاجأة بحصوله على جائزة أفضل ممثل عن تأديته دور عجوز مصاب بالخرف في فيلم “ذي فاذر”، للكاتب الفرنسي فلوريان زيلر الذي فاز ايضاً بأوسكار أفضل سيناريو مقتبس عن الفيلم نفسه.
ولم يكن متوقعاً منح الجائزة لهوبكينز (83 عاما) الذي غاب عن الاحتفال، إذ كان من المرجّح أن تعطى للممثل الراحل تشادويك بوزمان الذي توفي الصيف الفائت بالسرطان، عن دوره كعازف بوق في “ما رينيز بلاك بوتوم”.
وأقيم الاحتفال استثنائياً في محطة “يونيون ستيشن” التاريخية للقطارات في وسط مدينة لوس أنجليس، وشارك فيه النجوم المتنافسون على الجوائز الذين مشى كثر منهم على سجادة حمراء للمرة الأولى منذ بداية الجائحة.
وفي هذه المحطة، تسلّم الدنماركي توماس فينتبربرغ أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن “أناذر راوند” الذي يتناول قصة أربعة أصدقاء يجرون تجربة ثمالة شبه علمية. وقد أهدى فوزه إلى ابنته إيدا التي قضت في حادث سير بعد أربعة أيام على بداية تصوير الفيلم، وكان من المقرر أن تشارك فيه.
-أوسكارات فرنسية-
أما فلوريان زيلر فتسلّم جائزته في باريس حيث أقيم موقع لاحتفال الأوسكار يرتبط مع المركز الرئيسي في لوس أنجليس بواسطة الأقمار الاصطناعية. ونال فرنسي آخر هو نيكولا بيكر جائزة أفضل صوت عن فيلم “ساوند أوف ميتال” الذي يتناول قصة عازف طبول في مجال موسيقى الـ”هيفي ميتال” يفقد قدرته على السمع. أما الأوسكار الفرنسي الثالث فحصل عليه الوثائقي القصير “كوليت” الذي يتمحور على كوليت ماران كاترين، وهي امرأة في التسعين كانت ضمن المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
وبدا المرشحون المئتان تقريباً الذين تلقوا دعوات للحضور سعداء باللقاء مجدداً على السجادة الحمراء التي كانت محدودة إلى أقصى درجة هذه السنة حرصاً على التزام القواعد الصحية والتباعد الاجتماعي.
وقالت الممثلة غلين كلوز للصحافيين النادرين الذين سُمح لهم بتغطية الاحتفال الثالث والتسعين حضورياً “إنها المرة الأولى التي أخرج فيها. لم أذهب إلى مدينة كبيرة منذ أكثر من عام”.
ولم توجه دعوات حتى إلى أبرز أقطاب هوليوود، ومنهم مثلاً رئيس “ديزني” بوب آيغر الذي لم يتمكن تالياً من أن يكون موجوداًَ شخصياً خلال منح جائزة أفضل فيلم للرسوم المتحركة إلى “سول”، وهو شريط شاعري من إنتاج استوديوهات “بيكسار” (التابعة لـ”ديزني”) يتناول معنى الحياة، يُكسبه طرحه في خضم الجائحة أهمية إضافية.
وبعد سنوات من الجدل في شأن تكوين الأكاديمية المنظمة لجوائز الأوسكار على خلفية اعتبارها “بيضاء” جداً وذكورية جداً ولا تعكس تالياً المجتمع الأميركي، منحت الجائزة لممثلين من ذوي البشرة الملونة، هما البريطاني دانيال كالويا (32 عاما) الذي فاز في فئة أفضل ممثل في دور مساعد عن دوره في “جوداس أند ذي بلاك ميسايا”، والكورية الجنوبية يون يو-جونغ (73 عاماً) التي حصلت على أوسكار أفضل ممثلة في دور مساعد عن دورها في فيلم “ميناري”.
-الإخفاق الثامن لغلين كلوز –
ويؤدي كالويا في “جوداس أند ذي بلاك ميسايا” دور فريد هامبتون، زعيم حركة “بلاك بانترز” التي ناضلت في سبيل الحقوق المدنية للسود الأميركيين في ستينات القرن العشرين. وقال الممثل لدى تسلمه جائزته “من الصعب جدا تقديم دور رجل كهذا لكنهم أقدموا على ذلك”.
أما الكورية الجنوبية يون يو-جونغ صاحبة دور الجدة في “ميناري”، فتقدمت على منافساتها وأبرزهن غلين كلور التي أخفقت للمرة الثامنة في نيل أوسكار.
وقالت الممثلة السبعينية بعد تبادل المزاح مع براد بيت “كيف يمكن أن أفوز مقابل غلين كلوز؟ لقد شاهدتها في عدد كبير جداً من الأدوار… هذا المساء، حالفني بعض الحظ على ما أعتقد”.
وكان الأوسكار الأول خلال الاحتفال، وهو جائزة أفضل سيناريو اصلي، من نصيب إميرالد فينيل عن “بروميسينغ يونغ وومان”، وهو فيلم تشويق نسوي مستوحي من حركة “مي تو”.
ومع أن منصة “نتفليكس” حصلت على ما مجموعة سبع جوائز، شكّلت نتائج الفئات الرئيسية خيبة أمل جديدة لها، رغم تناول عدد من أفلامها مواضيع الساعة.
فتشادويك بوزمان وفايولا ديفيس لم يتمكنا من الحصول على أي جائزة عن دوريهما في “ما رينيز بلاك باتم” الذي يتمحور على التمييز العنصري في شيكاغو خلال عشرينات القرن العشرين، وكذلك لم يفز “ذي ترايل أوف ذي شيكاغو سفن” لآرون سوركين الذي يتناول قمع الشرطة احتجاجات على حرب فيتنام شهدتها شيكاغو عام 1968.
أما “مانك”، وهو شريط بالأبيض والأسود عن العصر الذهبي لهوليوود، فاكتفى بجائزتي أفضل تصوير وأفضل ديكور.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.