عبق نيوز| العراق/ السعودية| أكّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأربعاء خلال زيارة إلى السعودية طال انتظارها لتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين أنّ بلاده لن تصبح نقطة انطلاق لأي هجوم على المملكة.
وفي يناير، تحطّمت طائرات مسيّرة مفخّخة في القصر الملكي الرئيسي في الرياض، في هجوم نقلت وسائل إعلام في الولايات المتّحدة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ الطائرات التي شنّته أُطلقت من العراق المجاور.
ولم يكشف المسؤولون السعوديون علناً عن أيّ تفاصيل حول الهجوم الذي أفادت التقارير أنّه استهدف مجمّع اليمامة المترامي الأطراف.
لكنّ هذه الأنباء أثارت القلق في بلد يتعرّض باستمرار لهجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة مفخّخة يشنّها من اليمن المجاور المتمرّدون الحوثيون المدعومن من إيران والذين تقود ضدّهم الرياض منذ ستّ سنوات تحالفاً عسكرياً.
وكانت “ألوية الوعد الصادق” وهي جماعة مسلّحة غير معروفة نسبياً في العراق أعلنت مسؤوليتها عن ذلك الهجوم، لكن خبراء أمنيين اعتبروا أنّها واجهة لفصائل أخرى أكثر رسوخاً في العراق تدعمها إيران.
– “غير صحيح” –
وردّاً على سؤال بشأن هذا التبنّي قال الكاظمي إنّ ما أعلنته الجماعة المسلّحة “غير صحيح”، مشدّداً على أنّ الهجوم لم يُشنّ من العراق.
وفي أعقاب اجتماع استمرّ، وفقاً لعدد من مساعدي رئيس الوزراء العراقي، ساعات عدّة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال الكاظمي للصحافيين “لن نسمح بأيّ اعتداء على المملكة”.
وأضاف “أمّا الحديث عن اعتداءات من العراق فلم تكن هناك أيّ اعتداءات”، معتبراً أنّ “هناك محاولات من البعض لتوجيه الاتّهامات لضرب العلاقات”.
وتأتي زيارة الكاظمي إلى الرياض بعد إعادة فتح معبر عرعر الحدودي للمرة الأولى بين البلدين بشكل رسمي في نوفمبر، بعد إغلاقه في العام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت في ظلّ حكم صدام حسين، ولم يجر فتحه رسمياً باستثناء مواسم الحج.
وقال مسؤول عراقي لفرانس برس إنّ “الهدف من هذه الزيارة هو مناقشة التعاون المستمر وتوسيعه، اضافة الى توسيع عمل مجلس التنسيق السعودي العراقي”.
وأضاف أن زيارة الكاظمي تسعى الى “تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار”، و”استكشاف طرق تعزيز الاستقرار الاقليمي”.
وقالت وكالة الأنباء السعودية ان الزيارة جاءت تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز.
وكتب الكاظمي على تويتر قبل بدء زيارته “نتوجه اليوم الى المملكة العربية السعودية الشقيقة في زيارة رسمية هدفها توطيد العلاقات المتميزة بين بلدينا الشقيقين وإرساء آفاق التعاون الأخوي بين دول المنطقة”.
وكان من المقرر أن يزور الكاظمي السعودية في أول رحلة خارجية رسمية له في يوليو الماضي، لكن الزيارة ألغيت في اللحظة الأخيرة حينذاك بعد خضوع الملك السعودي لجراحة.
وقام الكاظمي بزيارة طهران، العدو اللدود للرياض، حيث التقى المرشد الأعلى الإمام علي خامنئي.
والكاظمي المعروف بمحافظته على علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي يسير على حبل دبلوماسي مشدود في العلاقة مع طهران والرياض، اذ غالبا ما تجد بغداد نفسها عالقة في النزاع بينهما وبين حليفتها واشنطن ايضا.
والعراق هو ثاني مصدّر للنفط في منظمة اوبك بعد السعودية.
وتدفع حكومة الكاظمي التي تعمل على تسريع وتيرة الاستثمارات الأجنبية بما في ذلك الدعم السعودي في مجالات الطاقة والزراعة، باتجاه تعميق العلاقات الاقتصادية مع الرياض.
المصدر/ فرانس برس العربية.
Comments are closed.