عبق نيوز| أمريكا / الإتحاد الأوروبي / ايران| يبحث وزراء خارجية الدول الأوروبية الكبرى والولايات المتحدة الخميس مسألة إعادة إحياء اتفاق 2015 المبرم مع إيران بشأن برنامجها النووي، قبل أيام من انقضاء مهلة نهائية حددتها طهران ستفرض من بعدها قيودا على عمليات التفتيش.
ويشير محللون إلى أنه لا تزال هناك فرصة لإنقاذ الاتفاق التاريخي الذي تلقّى ضربة قاضية تقريبا عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده منه عام 2018.
لكن إدارة خلفه جو بايدن أفادت أنها مستعدة للانضمام مجددا إلى الاتفاق والبدء برفع العقوبات إذا عادت إيران للإيفاء بكامل التزاماتها المنصوص عليها فيه، وهو شرط بدت إيران غير راضية عنه.
وقبيل الاجتماع، أجرى بايدن ليلا محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ناقشا خلالها “التهديد الإيراني والتحديات الإقليمية”، بحسب نص الاتصال الذي نشره البيت الأبيض.
وتنوي إيران فرض قيود على بعض عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال لم ترفع واشنطن عقوباتها التي فُرضت منذ 2018، وذلك بناء على بنود قانون أقرّه برلمان الجمهورية الإسلامية في ديسمبر.
وطلب مجلس الشورى الإيراني من الحكومة بموجب القانون تعليق التطبيق الطوعي للبروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حال عدم رفع الولايات المتحدة للعقوبات التي أعادت فرضها على الجمهورية الإسلامية اعتبارا من 2018، بحلول 21 فبراير. وسيؤدي ذلك الى تقييد بعض جوانب نشاط المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت تبلغها من طهران دخول الخطوة حيز التنفيذ في 23 من الشهر نفسه.
-“دور مهم” لأوروبا-
ويتوجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي السبت إلى طهران لعقد محادثات مع السلطات الإيرانية تهدف إلى إيجاد حل يمكّن الوكالة من مواصلة عمليات التفتيش في إيران، بحسب الهيئة الأممية.
وأبدى روحاني استعداده لاستقباله قائلا “إذا أراد أن يفاوض، يمكنه أن يفاوض، لا مشكلة لدينا في ذلك”.
وحذّرت الهيئة من “التداعيات الخطيرة” للخطوة التي تهدد بها إيران على “أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق والمراقبة في البلاد”.
في واشنطن، صرّح المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن على إيران أن “تتعاون بشكل كامل وفي الوقت المناسب” مع الوكالة.
وقال “على إيران التراجع عن خطواتها والامتناع عن اتّخاذ خطوات أخرى من شأنها التأثير على تطمينات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لا تعتمد عليها الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا في المنطقة فحسب، بل العالم بأسره”، مشيرا إلى أن بلينكن يرى أن بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يلعب “دورا مهما”.
وتستبعد المحللة البارزة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إيلي جيرانمايه أن يفضي الاجتماع الأميركي الأوروبي الخميس إلى أي خطوة سياسية أو اقتصادية مهمة تمنع إيران من المضي قدما بفرض القيود.
وتقول لفرانس برس “كانت المهلة النهائية مطروحة على مدى شهور، وفي غياب أي تخفيف (للعقوبات) الاقتصادية، يشعر قادة إيران أنهم مجبرون على المضي قدما” بخطتهم.
وتم التوصل الى الاتفاق النووي الإيراني في فيينا عام 2015 على أساس التزام إيران بعدم تطوير قنبلة ذرية، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها تدريجيا.
وكثفت طهران نشاطها النووي في انتهاك للاتفاق بعدما أعيد فرض العقوبات الأميركية عليها في إطار سياسة ترامب القائمة على ممارسة “أقصى درجات الضغط” على الجمهورية الإسلامية في مسعى لإضعاف نظامها.
وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي أن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المعدني في انتهاك جديد للاتفاق، ما دفع القوى الأوروبية للتحذير من أن طهران “تقوّض فرص إعادة إحياء الدبلوماسية”.
وفي محادثاتها مع روحاني، قالت ميركل إن “الوقت حان لصدور مؤشرات إيجابية قادرة على خلق الثقة وزيادة فرص التوصل إلى حل دبلوماسي”.
إلا أن الرئاسة الإيرانية قالت إن روحاني “انتقد” خلال الاتصال “أداء أوروبا” في ما يتعلّق بالتزاماتها بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق.
-“نافذة زمنية قصيرة”-
ويحدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي السياسة الإيرانية في نهاية المطاف، لكن يمكن أن تفاقم الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في يونيو الضغط من ناحية الوقت.
ومن المنتظر أن يغادر روحاني المدافع عن الدبلوماسية مع القوى الكبرى، منصبه بعد انقضاء ولايتيه — وهو الحد الأقصى الذي يمكن أن يقضيه أي رئيس في المنصب. ويتوقع أن تخلفه شخصية أكثر تشددا.
وقالت جيرانمايه “هناك نافذة زمنية قصيرة للغاية للحد من الأضرار التي قد تنجم عن خطوات إيران المقبلة، مثلا عبر التخفيف من تداعيات خطوات كهذه على نوعية عمليات التفتيش التي يجريها المراقبون الدوليون”.
وأشارت إلى أن على واشنطن أن تتحرّك سياسيا وعمليا بشكل يظهر للإيرانيين بأن إدارة بايدن “تنأى بنفسها عن سياسة الضغوط القصوى التي شهدتها حقبة ترامب”.
وشدد خامنئي الأربعاء على أن إيران تنتظر بأن تتحرّك الإدارة الأميركية بشكل من شأنه أن يساعد اقتصادها.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.