عبق نيوز| سوريا / روسيا /تركيا| قتل 78 مقاتلاً على الأقل من فصيل سوري موال لأنقرة الإثنين جراء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب في شمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، في تصعيد هو الأعنف منذ سريان وقف لاطلاق النار قبل نحو ثمانية أشهر.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد أحصت مقتل 56 مقاتلاً على الأقل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “ما جرى هو التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة مع تسجيل الحصيلة الاكبر على الإطلاق”.
وأوضح أن الموقع المستهدف عبارة عن مقر كان قد تم تجهيزه حديثاً كمعسكر تدريب، وتم قصفه فيما كان عشرات المقاتلين داخله يخضعون لدورة تدريبية.
ويشكل “فيلق الشام” الاسلامي مكوناً رئيسياً في الجبهة الوطنية للتحرير، تجمع للفصائل المعارضة والمقاتلة في إدلب. واندمجت الجبهة قبل عام مع فصائل “درع الفرات” الناشطة في شمال وشمال شرق البلاد تحت مظلة “الجيش الوطني” الذي تدعمه تركيا.
وأكد المسؤول الاعلامي في الجبهة سيف الرعد لوكالة فرانس برس استهداف روسيا للمقر، من دون أن يحدد حصيلة القتلى النهائية.
وندد “باستمرار خرق طيران روسيا وقوات النظام للاتفاق التركي الروسي مع استهداف مواقع عسكرية وقرى وبلدات”.
وأعقب وقف اطلاق النار المستمر منذ مارس هجوماً شنته قوات النظام على مدى ثلاثة أشهر، تسبب بنزوح نحو مليون شخص، عاد منهم نحو 235 ألفاً إلى مناطقهم منذ يناير، غالبيتهم بعد وقف اطلاق النار.
ورغم خروقات متكررة، لا تزال الهدنة صامدة. وتنفذ روسيا بين الحين والآخر، وفق عبد الرحمن، غارات تطال ما تعتبره أهدافاً عسكرية، لم تستثن الفصائل المقربة من أنقرة. وتسببت الغارات بمقتل مدنيين أيضاً.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) حالياً على حوالى نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتنشط في المنطقة، التي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، أيضاً فصائل مقاتلة أقل نفوذاً.
-“مخرج وحيد” للنزاع-
وتتعرض المنطقة بين الحين والأخر لغارات تشنها أطراف عدة، آخرها قصف أميركي الخميس تسبب بمقتل 17 جهادياً بينهم قياديون في تنظيم متشدد مرتبط بتنظيم القاعدة، إضافة إلى خمسة مدنيين على الأقل، وفق المرصد.
وتعدّ منطقة إدلب من أبرز المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، التي لطالما كررت رغبتها باستعادتها عن طريق المعارك أو التسوية.
وأبرمت موسكو وأنقرة اتفاقات تهدئة عدة، أعقبت سيطرة الفصائل المقاتلة عليها منذ العام 2015، أبرزها اتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر 2018.
وبموجب الاتفاق، نشرت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها، طوقت قوات النظام عدداً منها. وأخلت أنقرة الشهر الحالي أكبر تلك النقاط قرب بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، من دون ان تتضح أسباب ذلك.
ولم يصدر أي تعليق من أنقرة حول الانسحاب أو وجهة قواتها، خصوصاً أنها أكدت مراراً عدم رغبتها الانسحاب من أي من نقاط المراقبة التابعة لها.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه قبل أكثر من تسع سنوات بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وبدمار واسع في البنى التحتية، عدا عن نزوح وتشريد الملايين داخل سوريا وخارجها.
ولم تثمر جولات التفاوض التي رعتها الأمم المتحدة بين وفدي النظام والمعارضة منذ العام 2014 في التوصل الى تسوية للنزاع المدمر.
وقال الموفد الدولي الخاص الى سوريا غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق الأحد، إن “الشعب السوري يعيش فترة صعبة للغاية، يعاني خلالها”.
وشدّد على أنه “بكل تأكيد، يوجد مخرج واحد لذلك، وهو البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن والتركيز على العملية السياسية”.
ويتولى بيدرسن، الذي قال إنه سيلتقي ممثلين عن المعارضة، تيسير جولات تفاوض في جنيف بين طرفي النزاع حول الدستور السوري.
وأمل الموفد الدولي من دمشق “إيجاد أرضية مشتركة أكثر حول كيفية دفع هذه العملية إلى الأمام” لتسوية النزاع.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.