اسطنبول تصوّت مجدداً في انتخابات بلدية محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإردوغان

وكالة الأناظول التركية للأنباء /-

عبق نيوز| تركيا/ اسطنبول | يصوت سكان اسطنبول مجدداً الأحد لانتخاب رئيس بلديتهم بعد إلغاء نتائج انتخابات سابقة فاز بها المرشح المعارض للرئيس رجب طيب اردوغان، في اقتراع جديد سيؤدي بالنسبة لاردوغان إما إلى فوز مثير للجدل أو نكسة كبيرة.

وتجري هذه الانتخابات بعد نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات البلدية التي نظمت في 31 مارس، وفاز بها أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري والوجه المعارض الصاعد، إذ تمكن من التقدم بفارق بسيط على رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم أقرب المقربين من إردوغان.

وألغيت النتائج بعد تقديم حزب العدالة والتنمية (اسلامي) الحاكم طعونا لوجود “مخالفات كثيفة”. ورفضت المعارضة هذه الاتهامات منددةً بـ”انقلاب على صناديق الاقتراع” ورأت في الانتخابات الجديدة “معركة من أجل الديموقراطية”.

صورة مركبة يظهر في الأولى رئيس الحكومة السابق بن علي يلديريم في 31 مارس 2019 وفي الثانية المرشح عن حزب الشعوب الديموقراطي أكرم إمام أوغلو في 18 مارس 2019 ، تصوير : اوزان كوسه, ياسين اكغول / فرانس برس .

ولا يشكل اقتراع اسطنبول الأحد مجرد انتخابات بلدية بل أيضا امتحانا لشعبية إردوغان وحزبه في وقت تواجه فيه تركيا صعوبات اقتصادية كبيرة. ولم يتردد إردوغان بالقول “من يفوز في اسطنبول يفوز بتركيا”.

والرهان بالنسبة له هو الاحتفاظ بالعاصمة الثقافية لتركيا البالغ عدد سكانها 15 مليون نسمة والتي يسيطر عليها حزبه منذ 25 عاماً. أما المعارضة، فترى في هذه الانتخابات فرصة لتكبيد إردوغان أول هزيمة كبيرة له منذ 2003.

ومهما ستكون نتيجة انتخابات الأحد، يعتبر بعض المحللين أنها ستضعف إردوغان، فإما أن يتلقى هزيمة جديدة مذلة قد تعزز الانشقاقات في حزبه وإما أن يحقق فوزا يبقى ملطخا بإلغاء انتخابات آذار/مارس.

في الانتخابات الأولى نهاية آذار/مارس ، فقد حزب العدالة والتنمية أيضاً العاصمة أنقرة بعد هيمنة الإسلاميين المحافظين عليها طيلة 25 عاماً، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب مع نسبة تضخم بلغت 20% وانهيار الليرة التركية ونسبة بطالة مرتفعة.

— “كل شيء سيجري على ما يرام” —

وبعد أن تفادى الظهور في بداية الحملة لتجنّب إثارة حماسة معارضيه، عاد إردوغان إلى الساحة في الأيام الأخيرة مكثفاً هجماته العنيفة على إمام أوغلو.

ا ف ب/ارشيف / ياسين اكغولمركز اقتراع في اسطنبول خلال الانتخابات البلدية في 31 آذار/مارس 2019

 

وفي مقابل هذا الخطاب الاستقطابي، اعتمد إمام أوغلو خطاباً جامعاً مكرراً شعاره “كل شيء سيجري على ما يرام”.

وصوّتت المهندسة بيغوم البالغة 31 عاماً، في منطقة بيوغلو “ضد الظلم، ضد أولئك الذين يستقطبون البلاد ومن أجل مستقبل مشرق”. وتقول مبتسمةً “كل شيء سيجري على ما يرام”.

وتقول جالي أوشماز، المدرّسة المتقاعدة التي أدلت بصوتها في بيليكدوزو معقل إمام أوغلو، أن “كل العالم يعتقد أن هناك ظلماً ارتُكب (…) يعود الناس بأعداد كبيرة إلى اسطنبول حتى على حساب اختصار عطلهم”.

وبعدما جعل إردوغان من انتخابات 31 مارس تصويتا على “بقاء الأمة”، سعى هذه المرة للتقليل من شأن الاقتراع مؤكداً أن انتخابات الأحد “رمزية”.

ويعتبر أنصاره أن إلغاء الاقتراع الأول مبرر. وقال حسين (45 عاماً) لوكالة فرانس برس “إذا هي مسألة أمر مثل سرقة أصوات، أعتقد أنه من الأفضل إعادة الاقتراع باسم الديموقراطية”.

— تصويت كردي حاسم —

وإذ أكد إردوغان أنه سيقبل بنتيجة التصويت الجديد، حشدت المعارضة التي تخشى حصول عمليات تزوير، عددا كبيراً من المحامين لمراقبة صناديق الاقتراع.

وبما أن الفارق بين إمام أوغلو ويلديريم في انتخابات مارس اقتصر على نحو 13 ألف صوت، جهد حزب العدالة والتنمية لحشد الناخبين المحافظين الذين امتنع بعضهم عن التصويت أو صوتوا لخصم إسلامي في مارس، بالإضافة إلى حشد الأكراد.

ويشكل الأكراد الذين يُعتبر تصويتهم حاسماً، موضع معركة شرسة. فعمد حزب العدالة والتنمية إلى تلطيف نبرته بشأن المسألة الكردية في الأسابيع الأخيرة وذهب يلديريم إلى حدّ التحدث عن “كردستان”، وهي كلمة محظورة في معسكره.

وتحدث إردوغان شخصياً وكذلك وسائل إعلام رسمية عن رسالة وجهها الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان من سجنه داعياً فيها أنصار حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد، إلى الحياد.

لكن الحزب ندد بمناورة تقوم بها السلطات وتهدف إلى تقسيم الناخبين. ودعا كما فعل في مارس، إلى التصويت لإمام أوغلو.

ويمكن لإمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن يعتمد على دعم حزب الخير القومي، جامعا بذلك القوى الرئيسية المعادية لإردوغان.

وسواء انتصر أو هزم، فإن أنصار إمام أوغلو باتوا يعتبرونه بطل المعارضة الجديد القادر على تحدي إردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2023.

 المصدر / فرانس برس العربية . 

اسطنبول تصوّت مجدداً في انتخابات بلدية محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإردوغان

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد