عبق نيوز| أوكرانيا / كييف| دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال تنصيبه الاثنين الى انتخابات مبكرة، في استهداف مباشر لطبقة سياسية مناهضة له كونه لا يملك خبرة سياسية، مؤكدا ايضا أن أولويته ستكون التوصل لوقف لإطلاق النار في شرق البلاد.
ويدشن تنصيب زيلينسكي، الممثل الذي اصبح اصغر رئيس لاوكرانيا في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي (41 عاما)، مرحلة جديدة في هذا البلد الذي نال استقلاله قبل اقل من ثلاثين عاما.
وقال في خطاب تنصيبه “اعلن حل البرلمان”، مطالبا النواب باقالة العديد من المسؤولين الرئيسيين واقرار سلسلة قوانين خلال “الشهرين” المتبقيين من ولايتهم النيابية.
ويسعى زيلينسكي الى الافادة من انتصاره الساحق (73 في المئة) في الانتخابات الرئاسية للفوز في الانتخابات المبكرة من دون انتظار موعدها الاساسي في اكتوبر. واظهرت استطلاعات الراي تأييدا لحزبه “خادم الشعب” الذي يكاد يكون غير موجود بنسبة اربعين في المئة.
ويلتزم زيلينكسي البقاء في المعسكر الموالي للغرب. لكن برنامجه يبقى غير واضح وفريقه شبه مجهول. ويتساءل كثيرون عن مدى قدرته على حكم بلاد تواجه تحديات كبيرة، بدءا بالنزاع في شطرها الشرقي وصولا الى ازمة اقتصادية حادة.
وأكد الرئيس في خطاب تنصيبه أن “مهمتنا الأولى هي التوصل لوقف إطلاق نار في دونباس”، المنطقة الغنية بمناجم الفحم والتي يسيطر عليها الانفصاليون، ما أثار تصفيق النواب. واضاف “لم نبدأ هذه الحرب ولكن علينا ان ننهيها”.
وتابع “انا مستعد لكل شيء، لخسارة شعبيتي وحتى منصبي للحصول على السلام” و”اعادة الاراضي التي خسرناها”، اي حوض دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وقال ايضا “إنها اراض اوكرانية” متحدثا مرارا باللغة الروسية ومبديا عزمه على مد اليد لسكان هذه المناطق الناطقة بالروسية. وطلب الرئيس الجديد أيضاً “عزل” وزير الدفاع والنائب العام وقائد قوات الأمن، وجميعهم موالون لسلفه بترو بوروشنكو.
–صور سيلفي–
في ختام خطابه، قال زيلينسكي “شعبي العزيز، بذلت طوال حياتي كلّ الجهود الممكنة لأرسم الابتسامة على وجوه الأوكرانيين (…) وخلال السنوات الخمس المقبلة، سأبذل كل الجهود لأبعد الدموع عنكم”. وردّ رئيس البرلمان أندريه باروبيه في ختام الجلسة البرلمانية “شكراً، هذا ممتع”.
مرتدياً بدلة داكنة، وصل زيلينسكي إلى مقر البرلمان سيراً من منزله القريب، محيياً الجماهير المحتشدة على جانبي الطريق، وملتقطاً صور سيلفي مع مناصريه.
وأقسم اليمين لاحقاً ملتزماً تقاليد هذا الحدث، واضعاً يداً على دستور البلاد لعام 1991، وأخرى على إنجيل يعود للقرن السادس عشر، قائلاً “أقسم على حماية سيادة واستقلال أوكرانيا بكل قواي”.
وأدّى زيلينكسي مشهد قسم اليمين أصلاً في مسلسله “خادم الشعب” حيث لعب دور أستاذ تاريخ يصبح رئيساً للبلاد بشكل مفاجئ.
لكن هذا المرة، كان القسم حقيقياً وليس خياليا. ولم يأخذ كثر الممثل الشاب على محمل الجد عند ترشحه في 31 كانون الأول/ديسمبر.
وانتخب سلفه بوروشنكو الذي حضر مراسم التنصيب قبل خمس سنوات في أعقاب انتفاضة ميدان المؤيدة لأوروبا، وقاد البلاد في فترة حساسة من تاريخها، أي بعد ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم واندلاع نزاع مسلّح في الشرق مع الانفصاليين الموالين لروسيا.
ونجح بوروشنكو في تجنيب البلاد الانهيار، كما أطلق سلسلة إصلاحات أساسية، لكنه انتقد لعدم قيامه بما يكفي لتحسين مستوى حياة الأوكرانيين ومكافحة الفساد المزمن.
واذا كان حلفاء كييف قد رحبوا بانتخاب زيلينسكي، فإن روسيا التي تتهمها اوكرانيا والغربيون بدعم الانفصاليين الموالين لها، اعلنت أنها لن تغير سياستها حيال اوكرانيا.
ولم يدع اي مسؤول روسي لحضور تنصيب الرئيس الجديد. واكتفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول إن الرئيس فلاديمير بوتين ينتظر “النجاحات الاولى (للرئيس الجديد) في تطبيع العلاقات الاوكرانية الروسية” ليهنئه.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.