عبق نيوز| كوريا الشمالية/ الأمم المتحدة | أعلنت الأمم المتّحدة الأربعاء أنّ كوريا الشمالية سجّلت في 2018 أدنى مستوى من المحصول الزراعي منذ أكثر من 10 سنوات، وذلك بسبب الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد وافتقارها إلى الأراضي الصالحة للزراعة وعدم كفاءة الزراعة.
وتعاني كوريا الشمالية التي ترزح تحت وطأة عقوبات صارمة من المجموعة الدولية بسبب برامجها النووية والبالستية المحظورة، من نقص غذائي حاد مزمن.
وقالت المنظّمة الدولية في تقرير حول “الحاجات والأولويات” في 2019 إنّ إجمالي المحاصيل الزراعية في كوريا الشمالية بلغ في العام الماضي 4,95 مليون طنّ أي أقلّ بنصف مليون طن ممّا كان عليه في 2017.
ونقل التقرير الأممّي عن منسّق الأمم المتّحدة المقيم لكوريا الشمالية تابان ميشرا قوله إنّ هذا “أدنى مستوى من الإنتاج في أكثر من عقد”. وأضاف “لقد أدّى هذا إلى فجوة غذائية كبيرة”.
وأوضح المسؤول الأممي أنّ النتيجة هي أنّ 10,9 ملايين شخص في كوريا الشمالية، أي 43% من إجمالي السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، أي بزيادة 600 ألف شخص عن العام الماضي، مما يزيد مخاطر سوء التغذية والأمراض.
ولكن في الوقت الذي تزداد فيه أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية فإنّ الأمم المتحدة اضطرت إلى خفض عدد الناس الذين تستهدف تقديم المساعدات إليهم من 6 ملايين إلى 3,8 ملايين شخص بسبب نقص التمويل.
— احتياجات انسانية–
وقال ميشرا إنّ 24% فقط من الأموال التي طلبت الأمم المتحدة جمعها العام الماضي تأمّنت، مضيفاً أنّها “واحدة من الخطط الإنسانية الأقلّ تمويلاً في العالم”.
وأضاف أن بعض الوكالات اضطرت لخفض حجم برامجها أو حتى وقفها داعيا الجهات المانحة الى “عدم السماح بان تعرقل الاعتبارات السياسية، عملية تلبية الاحتياجات الانسانية”.
وغالبا ما تدان كوريا الشمالية من قبل المجموعة الدولية بسبب اعطائها الاولوية لبرامجها العسكرية بدلا من الاهتمام بشؤون شعبها.
وقبل القمة التي عقدت الاسبوع الماضي في هانوي بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الاميركي، تحدث دونالد ترامب تكرارا عن ان بيونغ يانغ يمكن ان تصبح قوة اقتصادية كبرى اذا تخلت عن ترسانتها النووية والبالستية. لكن هذا الامر لم يكن كافيا لاحراز تقدم خلال القمة التي انتهت الى فشل.
وفي نهاية العام الماضي أقرّت كوريا الشمالية بـحدوث “تراجع” في قطاعها الزراعي في بلد لا يزال يعتمد بشكل كبير على واردات الغذاء والمساعدات.
وتعاني كوريا الشمالية من فقر مزمن في إنتاج المحاصيل الزراعية، وشهدت عدداً من المجاعات أسفرت عن مئات آلاف، إن لم يكن ملايين، الضحايا في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) صنّفت في ديسمبر كوريا الشمالية ضمن 40 دولة، 31 منها في إفريقيا، تحتاج لمساعدات خارجية لتوفير الغذاء لشعبها.
وشهدت كوريا الشمالية موجة تصنيع سريعة بعد الحرب الكورية (1950-1953) وكانت لفترة أغنى من الجنوب. وساهمت المساعدة المالية الروسية بالتعويض عن سوء الإدارة.
لكن هذا الامر انتهى مع انهيار الاتحاد السوفياتي وما تلاه من سلسة مجاعات في التسعينيات. لكن الزراعة الكورية الشمالية بقيت متضررة من عدم تمكن بيونغ يانغ من الحصول على أحدث التكنولوجيات او الأسمدة.
كما انها دولة جبلية وهناك 20% فقط من أراضيها ملائمة للزراعة. وشهدت كوريا الشمالية من جانب آخر في تموز/يوليو وفي آب/اغسطس الماضيين موجة حر شديدة تلتها فيضانات ناجمة عن مرور الاعصار سوليك. وادت احوال الطقس الى خفض محاصيل الارز والقمح من 12 الى 14%.
كما انخفض انتاج كوريا الشمالية من الصويا السنة الماضية بنسبة 39% وكذلك انتاج البطاطا الذي كان يعتبره كيم جونغ اون وسيلة التعويض عن النقص، بنسبة 34% بحسب الامم المتحدة. والشهر الماضي أعلنت بيونغ يانغ في الامم المتحدة أن 1,4 مليون طن من الاغذية ستنقصها هذه السنة.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.