عبق نيوز| الأمم المتحدة / اليمن / الحديدة | أكدت الأمم المتحدة أن بعثتها المكلفة مراقبة الهدنة في الحديدة بخير، بعد أن تعرض موكب لها الخميس لإطلاق نار في المدينة اليمنية، وذلك غداة موافقة مجلس الأمن الدولي على توسيع مهمة البعثة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن رئيس البعثة باتريك كامرت وفريقه تعرّضوا لإطلاق نار لدى خروجهم من اجتماع مع وفد حكومي يمني في الحديدة. ولم يحدد دوجاريك الجهة التي أطلقت النار واكتفى بالتأكيد أن الجنرال كامرت وفريقه بخير.
وقال المتحدث الأممي “لدى مغادرتهم تعرّضت آلية مدرّعة تابعة للأمم المتحدة لطلقة نارية من سلاح خفيف. وعاد الفريق إلى القاعدة من دون أي حوادث إضافية”.
وكانت البعثة وصلت في 23 ديسمبر إلى مدينة الحديدة للإشراف على تطبيق الهدنة التي تم التوصّل إليها الشهر الماضي خلال محادثات عقدت في السويد بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمتمرّدين الحوثيين.
وتقع الحديدة على البحر الأحمر ويمر عبر مينائها نحو 70 % من الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية، مما يوفر شريان حياة لملايين من السكان الذين باتوا على حافة المجاعة.
وقد أدى الاتفاق إلى تراجع حدة المعارك في المدينة بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة من تحالف عربي بقيادة السعودية.
وتقول الأمم المتحدة إن وقف إطلاق النار صامد عموما على الرغم من بعض الاشتباكات، في حين يتبادل المتمرّدون والحكومة الاتهامات بخرقه.
— “حادثة واحدة” —
وقلل دوجاريك من أهمية عملية إطلاق النار الخميس واعتبرها حادثة معزولة. وقال المتحدث الأممي للصحافيين في جنيف “إنها حادثة واحدة. عيار واحد أطلق على آلية”، داعيا إلى عدم تضخيم الأمور.
وتابع “نحن نعتبر ذلك حادثة، وأمور كهذه يمكن أن تحدث”. ويأتي إطلاق النار بعد يوم واحد من موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على نشر ما يصل إلى 75 مراقباً غير مسلحين في اليمن في مهمة جديدة لتعزيز وقف إطلاق النار.
وسيرسل المراقبون إلى مدينة الحديدة ومينائها وكذلك إلى مينائي الصليف ورأس عيسى لفترة أولية مدتها ستة أشهر. ويتفاوت تأييد المتمرّدين للهدنة التي تم التوصل إليها برعاية الأمم المتحدة ولنشر بعثة المراقبين، في حين يركّز بعضهم انتقاداته على كامرت. وأعلن عضو المجلس السياسي لحركة الحوثيين محمد البخيتي رفض المتمرّدين توسيع البعثة الأممية.
وقال البخيتي لفرانس برس “نحن لن نقبل الحوار حول زيادة عدد المراقبين الدوليين إلا بعد حل مشكلة باتريك كامرت لأنه قد سعى منذ اللحظة الأولى من تعيينه لإسقاط اتفاق ستوكهولم حيث وصفه بأنه اتفاق غامض وسعى لاتفاق جديد”.
والخميس اتّهم وزير الإعلام اليمني معمّر الإرياني الحوثيين باستهداف موكب المراقبين. وكتب وزير الإعلام اليمني على تويتر “الميليشيا الحوثية تطلق النار على موكب الفريق الأممي برئاسة الجنرال باتريك كامرت”.
وأكد أن “إصرار الميليشيا الحوثية على إفشال تنفيذ اتفاق ستوكهولم تجاوز رفضها تنفيذ بنوده المزمنة بالانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، وفتح الطرق للامدادات الغذائية، وعرقلة التئام اللجنة المشتركة، والاستمرار في خرق وقف اطلاق النار، ليصل حد الاعتداء على موكب فريق الرقابة الاممية”.
ويسيطر الحوثيون على معظم الحديدة، بينما تنتشر القوات الحكومية في ضواحيها الجنوبية والشرقية. ويفرض التحالف بقيادة السعودية، حصارا على الموانئ البحرية والجوية في اليمن ولا سيما ميناء الحديدة.
— مباحثات حول تبادل الأسرى —
وكانت الأمم المتحدة حققت اختراقا في الثالث عشر من ديسمبر بعد ثمانية أيام من المحادثات في السويد بين ممثلين عن حكومة عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية والإمارات من جهة، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة ثانية.
وبموجب هذا الاتفاق، دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في الثامن عشر من ديسمبر في مدينة الحديدة الواقعة في غرب اليمن على البحر الاحمر، على أن يلتزم المقاتلون الانسحاب من المنطقة التي ستدخلها بعثة مراقبة تابعة للامم المتحدة الى جانب الاتفاق على تبادل أسرى.
والخميس استأنف ممثلو الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون في عمان اجتماعاتهم لليوم الثاني على التوالي وللمرة الأولى خارج اليمن منذ اتفاق السويد قبل شهر، لبحث تطبيق اتفاق تبادل الأسرى، على ما أفاد مصدر في الأمم المتحدة.
والاتفاق يتعلق بنحو 15 ألف شخص من الطرفين في خطوة لبناء الثقة بينهما، وسترشف عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتجري هذه الاجتماعات “الفنية” في عمان بينما يجتمع المانحون الدوليون في برلين لانشاء صندوق لدعم عملية السلام في اليمن.
وتعهد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين تقديم 4,5 مليون يورو (نحو 5,1 مليون دولار) كمساهمة أولية في صندوق جديد لدعم عملية السلام في اليمن.
وأدى الصراع في اليمن إلى مقتل حوالى 10 آلاف شخص منذ تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم الحكومة المتعثرة في مارس 2015 ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن عدد القتلى الحقيقي قد يصل إلى خمسة أضعاف هذا الرقم. ودفعت الحرب 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.