عبق نيوز| اليونان/ جمهورية مقدونيا الشمالية | فاز رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس الأربعاء في تصويت على الثقة بحكومته بعد أن تسبب خلاف حول الاتفاق على تغيير اسم مقدونيا بانهيار ائتلاف حكومي عمره أربعة أعوام. وبحسب التعداد الرسمي منح 151 نائبا الثقة لحكومة تسيبراس، بينهم العديد من المستقلّين.
وعقب التصويت قال تسيبراس إن “البرلمان صوّت اليوم على الثقة بالاستقرار (و) جهود استعادة مصداقية البلاد على الساحة الدولية. وبحكومة غيّرت اليونان بالفعل وستواصل عملها حتى انتهاء ولايتها الدستورية”.
وعلى الرغم من فوزه في التصويت لا يزال مصير حكومة تسيبراس، وما إذا كان قادرا على انهاء ولايته في رئاسة الحكومة ومدتها أربعة أعوام تنتهي في سبتمبر، غير محسوم.
ويواجه تسيبراس تحديا آنيا بحشد التأييد اللازم لتمرير الاتفاق على تغيير اسم مقدونيا في البرلمان اليوناني، والذي تسبب باحتجاجات في البلدين.
وكان تسيبراس (يسار) قال الثلاثاء في كلمته قبيل بدء المناقشات إن الحكومة اليوم تطلب منحها الثقة في تصويت هو بمثابة تصويت على استقرار البلاد ومصداقيتها على الصعيدين الأوروبي والدولي”. وتابع “سنفوز وسنواصل مسيرتنا”.
وأضاف رئيس الوزراء البالغ 44 عاما “أطلب من البرلمان تجديد ثقته في الحكومة التي أخرجت البلاد من الأزمة”. واعتبر أن الانتخابات القادمة لن تنظم قبل خريف 2019 وأنه لازال أمام الحكومة “تسعة أشهر ومهام كثيرة تتولاها”.
ويمثل حزبه سيريزا 145 نائبا في البرلمان الذي يضم 300 مقعد. ولئن كان لا يحتاج الى أغلبية بسيطة لا تقل عن 120 نائبا حاضرا، فان الحكومة تأمل في الحصول على تأييد أوسع.
وقال دميتريس تزاناكوبولوس المتحدث باسم الحكومة “حتى وإن لم يكن مهماً من الناحية الإجرائية، هدف الحكومة هو الحصول على أكثر من 151 صوتا”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليونانية.
وأضاف “لأن التصويت على الثقة ليس فقط تصويتا على الثقة في رئيس الحكومة بل أيضا في مبادرات الحكومة بشأن اتفاق (مقدونيا) ورفع الأجر الأدنى” وكذلك مسألة الديون.
— “غوغائي رخيص” —
وستشهد أثينا الأحد تظاهرة جديدة ضد الاتفاق مع سكوبيي على تغيير اسم مقدونيا إلى “جمهورية مقدونيا الشمالية”. ووجه رئيس حزب الديموقراطية الجديدة المعارض كيرياكوس ميتسوتاكيس انتقادات حادة لتسيبراس واصفا إياه بـ”الغوغائي الرخيص” الذي بنى مسيرته السياسية على أكاذيب. وقال ميتسوتاكيس متوجّها إلى تسيبراس “لقد تولّيت السلطة بالأكاذيب، وأدرتها بالأكاذيب، وستغادر السلطة بالأكاذيب”.
وتابع زعيم حزب الديموقراطية الجديدة الذي يتصدر نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية القادمة أن “البلد بحاجة الى حكومة جديدة، لقد أضعنا الكثير من الوقت”. ووعد في حال فوز حزبه في الاقتراع القادم، بالغاء الاتفاق بشأن التسمية الجديدة لمقدونيا التي يعتبرها “مدمرة”.
والاتفاق اليوناني المقدوني الذي استقطب النقاشات البرلمانية اليونانية، يفتح أمام مقدونيا أبواب الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي. وكانت أثينا تضع فيتو على هذا الانضمام معتبرة أن اسم مقدونيا هو تراث يوناني خالص وحكر على مقاطعتها الشمالية. ويرى تسيبراس أن الاتفاق يشكل “فرصة تاريخية” لانهاء خلاف سياسي-دلالي مستمر منذ 27 عاما.
ويحتاج الاتفاق لتصديق البرلمان اليوناني وذلك بعد أن صادق عليه برلمان مقدونيا. وقدر تزاناكوبولوس “ان لا يطول الامر” حيث أن “الحكومة تتقدم خطوة خطوة ويتعين قبل ذلك أن تفرغ من اجراءات التصويت على الثقة”.
وقد يتم اعلان تاريخ التصويت على الاتفاق منتصف ليل الاربعاء. فقد وعد رئيس الحكومة بأن يتم عرض التسمية الجديدة لمقدونيا على البرلمان “في غضون عشرة أيام” من تصويت برلمان مقدونيا اي يوم 21 يناير 2019. لكن المعركة لازالت محتدمة حيث ان الاتفاق اليوناني المقدوني يحتاج اغلبية مطلقة من 151 صوتا في البرلمان ليصبح نافذا.
Comments are closed.