اتفاق حول الحديدة اليمنية وجولة محادثات جديدة في يناير

وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يترأس وفد حكومته في محادثات السلام في السويد، يصافح رئيس وفد المتمردين محمد عبد السلام على مشهد من الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في 13 ديسمبر 2018، تصوير : / جوناثان ناكستراند / فرانس برس .

عبق نيوز| الأمم المتحدة/ اليمن | توصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون في السويد الخميس إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها، ووقف اطلاق النار في المحافظة، في اختراق سياسي مهم على طريق ايجاد حل لنزاع أوقع آلاف القتلى ووضع ملايين على شفير المجاعة.

وقال الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في ختام محادثات في بلدة ريمبو السويدية استمرت لاسبوع “لقد توصلتم إلى اتفاق حول ميناء الحديدة والمدينة سيشهد إعادة انتشار لقوات الطرفين في الميناء والمدينة ووقف لاطلاق النار على مستوى المحافظة”.

وأكّد غوتيريش أن الامم المتحدة “ستلعب دورا رئيسيا في الميناء” الذي تدخل عبره غالبية المساعدات الانسانية والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الفقير.

وقال إن جولة ثانية من المحادثات حول اليمن ستعقد في نهاية يناير المقبل، من دون أن يحدّد مكانها. وأوضح غوتيريش أن اتفاق الحديدة ينصّ على انسحاب كافة الأطراف المتنازعة من المدينة ومينائها، وأنّ الانسحاب سيتم “في غضون أيام”.

ويسيطر الحوثيون على الحديدة منذ 2014، وتحاول القوات الموالية للحكومة بدعم من تحالف عسكري بقيادة السعودية والامارات، استعادتها منذ أشهر. وأوضح مصدر في الأمم المتحدة أن 30 مراقباً تابعين اممي سينتشرون في المدينة.

–مجلس الأمن يلتئم الجمعة —

ومساء ألخميس أعلنت الأمم المتحدة أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد صباح الجمعة اجتماعاً حول اليمن للاستماع إلى إحاطة حول المفاوضات التي جرت في السويد وما أفضت إليه.

وبحسب دبلوماسيين فإنّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوتوك سيبلغان مجلس الأمن بنتيجة المحادثات التي جرت في ريمبو قرب ستوكهولم.

الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش متوسطا وزير الخارجية اليمني خالد اليماني (الثاني من اليسار) ووزيرة الخارجية السويدية مارغو فالستروم ورئيس وفد المتمردين محمد عبد السلام (الرابع من اليمين) في ريمبو بالسويد في 13ديسمبر، تصوير : جوناثان ناكستراند / فرانس برس .

 

 

وتوقّعت مصادر دبلوماسية أن يصدر مجلس الأمن الأسبوع المقبل قراراً يكرّس اتفاقات ريمبو ويأذن بنشر مراقبين للأمم المتحدة في الحديدة.

وقال غوتيريش “آمل أن يصدر قرار قوي عن مجلس الامن بشأن الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه بما يسمح أن تكون هناك آلية فعّالة جداً لمراقبة (تنفيذه)”.

كما أعلن الامين العام عن التوصل إلى “تفاهم مشترك” بين الأطراف اليمنية حول مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمردون.

وصافح وزير الخارجية ليمني خالد اليماني الذي يترأس وفد حكومته في حادثات السلام في السويد، رئيس وفد المتمردين محمد عبد السلام وسط تصفيق حاد.

وكتب اليماني على تويتر “هذا ما قلته للسيد الأمين العام للأمم المتحدة عندما حاول تقريبي ومحمد عبدالسلام للمصافحة: لا داعي للتقريب في ما بيننا فهذا أخي، رغم انقلابه على الدولة وتدميره للوطن وتسبّبه بهذه المأساة الإنسانية، إلاّ أنّه يظل أخي!”.

— تبادل أسرى —

وخلال المحادثات التي بدأت الخميس الماضي، وهي الاولى منذ مشاورات الكويت في 2016، توصّل طرفا النزاع أيضا إلى اتفاق لتبادل الاسرى يشمل سعوديين، كما تبادلا أسماء نحو 15 ألف أسير، على أن يبدأ التنفيذ خلال أيام.

ورأى اليماني في مؤتمر صحافي في ريمبو عقب اختتام المشاورات أن التفاهمات التي تم الاتفاق عليها هي الأهم منذ بداية الحرب، لكنّه أكّد أن الاتفاق يبقى “افتراضيا” حتى تطبيقه.

من جانبه، صرح محمد عبد السلام “نحن محكومون بالاتفاق. لا تفسيرات لطرف على طرف. هناك اتفاق على مرحلتين. المرحلة الاولى وقف العمليات العسكرية وفتح ممرات انسانية لطريق صنعاء وطريق تعز وطريق حجة وطريق صعدة”.

وأضاف “يجب أن نفرق بين المسألتين. القوات العسكرية الموجودة يجب أن تنتهي من الطرفين. وبين سلطة محلية يجب أن تقام بعملها الإداري وهي الموجودة حالياً بالمدينة”.

وناقش الطرفان أيضاً وضع مطار صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، لكنّهما لم يتوصّلا إلى اتّفاق. وكانت الحكومة عرضت إعادة الحركة للمطار الذي يتحكّم التحالف بأجوائه، على أن تقتصر على الرحلات الداخلية فقط.

وفي وقت يتصاعد الضغط الدولي لإنهاء الحرب، أعلن سفير السعودية لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان في سلسلة تغريدات أن الرياض منحت “دعمها المؤكّد” للاتفاق، معتبراً إيّاه “خطوة كبيرة نحو التخفيف من حدّة الأزمة الإنسانية والتوصّل إلى حل سياسي”.

وأعلنت الامارات ،الشريك الرئيسي في التحالف العسكري والتي تقود قوات الحكومة اليمنية في معاركها ضد المتمرّدين في الحديدة، تأييدها لاتفاق الحديدة.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة “نرى نتائج الضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف (…) والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة يؤتي ثماره ويحقق هذه النتائج السياسية”.

ميناء الحديدة في اليمن في 22 نوفمبر 2018 ، تصوير : فرانس برس / STR

 

وكشف قرقاش أن خمسة آلاف جندي إماراتي شاركوا في الحملة التي شنتها القوات الموالية للحكومة اليمنية باتجاه الحديدة منذ يونيو الماضي.

بدورها رحّبت فرنسا بالاتفاق، معتبرةً أنّه يشكّل “اختراقاً” في الازمة على طريق انهاء النزاع المستمر منذ 2014 والذي قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء عمليات التحالف في 2015 ووضع 14 مليونا من السكان على حافة المجاعة.

— “السلام ممكن” —

وفي واشنطن، رحّب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باتفاقات ريمبو، معتبراً أنّ السلام أصبح “ممكناً” في البلد الغارق في الحرب منذ أربع سنوات.

وقال بومبيو في بيان إنّ “هذه المحادثات بين حكومة الجمهورية اليمنية والحوثيين تمثّل خطوة أولى حاسمة (…) السلام ممكن”.

ولم يعلّق الوزير في بيانه على مشروع القانون الذي أقرّه مجلس الشيوخ الأميركي في وقت سابق الخميس والذي يمنع الإدارة من الاستمرار في تقديم دعم عسكري للرياض في الحرب التي تخوضها ضدّ المتمرّدين الحوثيين في اليمن، علماً بأنّ تحوّل هذا النصّ إلى قانون مستبعد جداً لأن الرئيس دونالد ترامب لن يوقّع عليه على الأرجح.

ولم يكتف مجلس الشيوخ بهذا الضغط على الإدارة بل ضاعفه بتبنّيه نصّاً ثانياً حمّل فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “المسؤولية عن مقتل” الصحافي جمال خاشقجي.

وإزاء ضغوط الكابيتول هذه دعا بومبيو لأن تكون نهاية محادثات السويد “بداية فصل جديد لليمن”. وهنّأ الوزير طرفي النزاع والمبعوث الأممي غريفيث على “التقدّم” الذي تمّ إحرازه في المفاوضات “على الرّغم من تأجيل العديد من التفاصيل لإجراء مزيد من المناقشات”.

بدورها رحّبت إيران “بالاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل اليها في ستوكهولم”، معتبرة أنّ الخطوات “الايجابية التي تبث الثقة والاتفاقات المبدئية الحاصلة تبعث على الامل باستمرار الحوار”.

من جهتها، اعتبرت منظمة “ميرسي كوربس” غير الحكومية في اليمن، ان اتفاق السويد “ليس سوى خطوة صغيرة” وسيتم الحكم عليها من خلال “الإجراءات المتخذة على الأرض، وليس عبر تصريحات في غرفة الاجتماعات”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

اتفاق حول الحديدة اليمنية وجولة محادثات جديدة في يناير

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد