عبق نيوز| مصر/ المنيا | قُتل سبعة أقباط الجمعة في إطلاق نار على حافلة جنوب القاهرة تبنّى مسؤوليّته تنظيم الدولة الإسلامية، في أوّل اعتداء يستهدف الأقباط منذ نهاية ديسمبر 2017.
وقالت النيابة العامة المصريّة في بيان إنّها “تلقّت إخطارًا بوقوع حادث إطلاق نار استهدف حافلة تقلّ مجموعة من الأقباط أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل” في محافظة المنيا الواقعة على بعد 250 كيلومترًا جنوب القاهرة.
وذكر مصدر أمني أنّ حصيلة الاعتداء “سبعة قتلى وسبعة جرحى”، بعد أن كان أسقف المنيا الأنبا مكاريوس أشار إلى سقوط سبعة قتلى و14 مصابًا.
وأشار صحافيّون في وكالة فرانس برس إلى أنّ انتشارًا أمنيًا كثيفًا قد أعاق في المساء الوصول إلى مكان الاعتداء في الصحراء. وقال تنظيم الدولة الإسلامية في بيان نشرته وكالة “أعماق” الناطقة باسمه على حسابها على تطبيق “تلغرام” للرسائل المشفّرة إنّ “منفّذي الكمين الذي استهدف زوّارًا نصارى على طريق +دير الأنبا صموئيل+ في المنيا هم من مقاتلي الدولة الإسلامية”.
ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضحايا الهجوم في تغريدة على “تويتر” قائلاً “أنعي ببالغ الحزن الشهداء الذين سقطوا اليوم بأيادٍ غادرة تسعى للنيل من نسيج الوطن المتماسك… وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين وأؤكد عزمنا على مواصلة جهودنا لمكافحة الإرهاب الأسود وملاحقة الجناة”.
وطلب السيسي الذي كان يُشارك في منتدى حول الشباب في شرم الشيخ (شرق)، من الجمهور التزام الصمت لمدّة دقيقة حدادًا على الضحايا. وقد غادر وزيرا الصحة والتضامن الاجتماعي هذا الحدث للتوجّه إلى المنيا.
وأعلنت النيابة العامة إرسال فريق إلى مكان الحادث للتحقيق. ونشرت الكنيسة القبطيّة على صفحتها في فيسبوك أسماء القتلى وبينهم امرأتان.
— سنة دامية —
وهو الاعتداء الأوّل على الأقباط منذ ديسمبر 2017 عندما قتل عنصر في تنظيم الدولة الإسلامية تسعة أشخاص في كنيسة في ضاحية حلوان جنوب القاهرة.
وكان عام 2017 داميًا بالنسبة إلى الأقباط الذين يُمثّلون نحو 10% من سكّان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة، والذين تعرّضوا لاعتداءات أوقعت أكثر من مئة قتيل وعشرات المصابين.
وبدأت سلسلة الاعتداءات في 11 ديسمبر 2016 عندما استهدف تفجير انتحاري تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية كنيسة مجاورة لمقرّ كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في العباسية في القاهرة، ما تسبب بمقتل 29 شخصًا.
في مايو2017، تبنّى التنظيم هجومًا على حافلة تقلّ أقباطًا على الطريق نفسه الذي حصل عليه اعتداء الجمعة، أسفر عن سقوط نحو 28 قتيلا. وردّت مصر في حينه بضربات جوّية استهدفت مخيّمات لمنظّمات جهادية في ليبيا المجاورة.
في 9 أبريل 2017، قُتل 45 شخصًا في اعتداءين استهدفا كنيستين في الاسكندرية وطنطا في شمال مصر خلال قدّاس عيد الشعانين. وتبنّى تنظيم الدولة الإسلامية الهجومين اللذين أعقبهما فرض حالة طوارئ لا تزال مستمرة حتى الآن في البلاد.
منذ إطاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013، نفّذت مجموعات إسلاميّة متطرّفة هجمات عدة على القوى الأمنية. وقُتل مئات عناصر القوى الأمنية والجنود في خمس سنوات من الهجمات والعمليات الأمنية والمواجهات في منطقة سيناء المغلقة تماما أمام الصحافيين.
في شباط/فبراير 2018، بدأ الجيش عمليّة واسعة ضدّ الجهاديين في سيناء. وأعلن في تشرين الأول/أكتوبر 2018 مقتل أكثر من 450 جهاديًا في عمليات عسكرية.
ودان الأزهر الشريف “الهجوم الإرهابي الخسيس”، مؤكّداً في بيان أنّ “مرتكبي هذا العمل الإرهابي الجبان مجرمون تجرّدوا من أدنى معاني الإنسانية، وهم بعيدون كلّ البعد عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب، وتجرّم قتل الأبرياء والآمنين”.
بدورها دانت جامعة الدول العربية الاعتداء. وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط في بيان إنّه يدين “بأشد العبارات العملية الإرهابية” التي ارتكبتها “قوى ظلامية تسعى لنشر فكر التطرّف والتشدّد والإرهاب والتأثير على أمن واستقرار الدولة المصرية”.
وعزّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الجمعة نظيره المصري “بضحايا الهجوم الإرهابي” الذي استهدف حافلة مدنيّة. وعبّر عباس، بحسب بيان رسمي، عن “إدانته واستنكاره الشديدين لهذا العمل الإرهابي الذي يتنافى مع كل القيم والأعراف والأخلاق الإنسانية والأديان السماوية”.
كما وجّه الملك الأردني عبدالله الثاني برقيّة إلى الرئيس المصري معزّيًا ومُدينًا “العمل الجبان”، ومؤكّدًا “وقوف الأردن إلى جانب الشقيقة مصر في جهودها في محاربة الإرهاب، والحفاظ على أمنها واستقرارها”. ودانت وزارة الخارجية الجزائرية “العمل الإرهابي”، مؤكّدة تضامنها مع مصر.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.