سعي أممي وأميركي لإطلاق مفاوضات جديدة حول اليمن خلال شهر

صورة من الارشيف لمبعوث الامم المتحدة الخاص الى اليمن مارتن غريفيث ، تصوير : فابريس كوفريني / فرانس برس .

عبق نيوز| اليمن / أمريكا / الأمم المتحدة | أعلن مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الأربعاء أنّه سيعمل على تحديد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن في غضون شهر، بعد ساعات على دعوة أميركية مماثلة.

وكانت الولايات المتحدة دعت الثلاثاء إلى إنهاء الحرب في اليمن، مطالبة خصوصا بوقف الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية على المناطق المأهولة في هذا البلد الفقير.

وتأتي هذه الدعوات في خضم تداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول والتي أساءت الى صورة السعودية. وتتعرض الرياض أيضا لانتقادات كثيرة بسبب حرب اليمن حيث أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا، بحسب الأمم المتحدة.

وقال غريفيث في بيان نشر على حسابه على موقع “تويتر”، “ما زلنا ملتزمين جمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، كون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتّفاق شامل”.

ودعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى وقف لإطلاق النار في اليمن ومشاركة جميع أطراف النزاع في مفاوضات تُعقد في غضون الثلاثين يوماً المقبلة.

كما طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التحالف بوقف كل الغارات الجوية في المناطق المأهولة والتي ادت الى مقتل مئات المدنيين منذ بدء عمليات هذا التحالف في آذار/مارس 2015.

لكن واشنطن ترى في الوقت نفسه أن الخطوة الأولى يجب أن يقوم بها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، العدوة اللدودة للولايات المتحدة وحليفتها السعودية.

ويأتي هذا الحزم في الموقف الأميركي بينما تتعرض إدارة الرئيس دونالد ترامب لضغوط في الكونغرس من أجل النأي بالنفس من السعودية بسبب تدخلها في حرب اليمن وقضية خاشقجي.

وإذ رحّب غريفيث في بيانه بالدعوات الأميركية، أضاف “أحثّ جميع الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بنّاء في جهودنا الحالية لاستئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة”.

وكانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي قالت الثلاثاء إنّه “حان الوقت لتتوقف” الحرب في اليمن، مكرّرة “استنكارها” للأزمة الإنسانية في هذا البلد.

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أمام البرلمان إنّ لندن تدعم الدعوات الأميركية، وإنّ وزير خارجيتها جيريمي هانت تحدّث مع غريفيث مساء الثلاثاء واتّفقا على “تشجيع الأطراف (…) للدفع باتّجاه اتّفاق سياسيّ دائم”.

وتدخّل التحالف بقيادة السعودية في اليمن دعماً للقوات الحكومية في مارس 2015 بهدف وقف تقدّم المتمرّدين الحوثيين بعيد سيطرتهم على أجزاء واسعة من أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.

ومنذ بدء علميات التحالف، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل، فيما آلاف السكان مهددون بالجوع حاليا. وباءت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في سبتمبر الماضي في جنيف، بالفشل بسبب غياب الحوثيين. ويقدّم الجيش الأميركي مساعدة لوجستية للسعودية والإمارات، الشريك الرئيسي للسعودية في التحالف.

— “بصيص أمل” —

وقال “المجلس النروجي للاجئين” (منظمة إغاثية) في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه إنّ الدعوات الأميركية لوقف الحرب “تمثّل بصيص أمل”، مضيفا “قد يكون هذا هو الاختراق السياسي المطلوب منذ وقت طويل”.

وحذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الأسبوع الماضي من أنّ 14 مليون شخص قد يصبحون “على شفا المجاعة” خلال الأشهر المقبلة في حال استمرّت الأوضاع على حالها في اليمن.

وقال لوكوك إنّ “الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم، وأن 75% من السكان، أي ما يعادل 22 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8,4 ملايين في حالة انعدام الأمن الغذائي وبحاجة الى توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة”.

ويأتي الحديث عن مفاوضات السلام في وقت يستقدم فيه المتمرّدون الحوثيون والقوات الموالية للحكومة تعزيزات إلى داخل مدينة الحديدة ومحيطها.

وقُتل في الأيام الثلاثة الماضية 110 من المتمرّدين في غارات للتحالف على مناطق عدة في محافظة الحديدة، بحسب ما أفاد الأربعاء مسعفون في ثلاث مستشفيات، مشيرين إلى أنّ 23 من القتلى سقطوا في غارات شنّها التحالف بعد الدعوة الأميركية.

وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/يونيو الماضي بدعم من التحالف العسكري، حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.

لكن حدّة المعارك تراجعت. وتدخُل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكّان في البلد الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014.

ورجّح مسؤول في القوات الحكومية أن تشنّ هذه القوات هجوماً واسعاً جديداً ضدّ المدينة في خلال أيام، وقدّر عدد القوات التي من المتوقّع أن تشارك في العملية المقبلة بأكثر من 10 ألف مقاتل تتوزّع مهامهم “بين شنّ الهجوم العسكري وتأمين المواقع المحرّرة”.

— أزمة إنسانية —

وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في مؤتمر صحافي أمام البنتاغون مقر وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن في 07 أغسطس 2018 ، تصوير : سول لوب / فرانس برس .

 

 

في واشنطن، أكد ماتيس الذي كان التقى نهاية الاسبوع الماضي العديد من المسؤولين العرب على هامش حوار المنامة على ضرورة استئناف المفاوضات. وقال “علينا أن نقوم بذلك الأيام الثلاثين المقبلة (..) وأعتقد ان السعودية والامارات على استعداد” للمضي في الامر.

وطلب بومبيو أيضا إجراء مشاورات أولى برعاية موفد الأمم المتحدة “في نوفمبر في بلد ثالث”، للبحث خصوصا في “إخلاء الحدود من الأسلحة وتركيز كل الأسلحة الثقيلة بأيدي مراقبين دوليين”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

سعي أممي وأميركي لإطلاق مفاوضات جديدة حول اليمن خلال شهر

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد