كير ومشار يشيدان في جوبا بمزايا السلام

زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار لدى وصوله مع زوجته مطار جوبا، الأربعاء 31 أكتوبر 2018 ، تصوير : أكوت شول/ فرانس برس .

عبق نيوز| جنوب السودان/ جوبا |  تعهد زعيم المتمرّدين في جنوب السودان رياك مشار الذي زار جوبا ليوم واحد الاربعاء بعد غياب أكثر من سنتين والرئيس سالفا كير العمل من أجل السلام رغم بقاء العديد من العقبات بوجه تحقيق المصالحة.

وقال مشار خلال احتفال بمناسبة توقيع اتّفاق جديد للسلام تم التوصل اليه الشهر الماضي “ليس لدينا الا رسالة واحدة: العمل من اجل السلام”.

وسيستعيد مشار بموجب الاتّفاق منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله. واضاف زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة والذي وصل صباحاً من الخرطوم أن “نحمل هذا السلام في قلوبنا وسنطبق هذا الاتفاق”.

لم يزر مشار جوبا منذ أن اضطر للهرب من العاصمة في يوليو 2016 على إثر معارك طاحنة بين رجاله والقوات الحكومية بعد انهيار اتّفاق سلام سابق.

وتمّ التوقيع على الاتّفاق الأخير في سبتمبر بهدف إنهاء حرب أهليّة اندلعت في ديسمبر 2013 وأجبرت نحو أربعة ملايين شخص — نحو ثلث عدد السكّان على النزوح.

وكان في استقبال مشار في مطار جوبا الرئيس سالفا كير، حليفه وخصمه السابق. وقال كير “أود أن اؤكد أمامكم أن الحرب في جنوب السودان انتهت”.

واضاف “لقد انتهى وقت الملامة لمعرفة من بدأ (الحرب)، كل الذين بيننا يعتبرون أنفسهم قادة يجب أن يقبلوا المسؤولية الجماعية وأن نقدم وعدا لشعبنا بألا نلجأ إلى الحرب مرة أخرى”.

وتابع كير ان وجود مشار في جوبا دليل على أن “الحرب انتهت وأن مرحلة جديدة من السلام والازدهار بدات”. وكدليل على حسن النية أعلن الرئيس أيضا الافراج اعتبارا من الاربعاء عن المتحدث السابق للتمرد جيمس غاتديت داك والخميس عن وليام جون اندلي الكولونيل السابق في جنوب أفريقيا والمستشار السابق لمشار. وسيتم ابعاد الأخير إلى بلده.

وفي ديسمبر حكمت محكمة في جوبا على الرجلين بالاعدام. وانضمّ الخصمان لرؤساء أفارقة في الاحتفال بالاتّفاق الجديد الذي تم التوقيع عليه في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا.

وكمؤشر على وجود صعوبات، غادر مشار الذي عبّر عن مخاوف حيال سلامته، “جوبا مساء عائدا الى الخرطوم”، كم اعلن اتيني ويك اتيني المتحدث باسم كير لفرانس برس.

— “هنا من أجل السلام” —

وقال لام بول غابريال، المتحدّث باسم المجموعة التي تضمّ 10 فصائل متمرّدة بزعامة مشار، الثلاثاء إنّ مشار سيصل برفقة نحو 30 شخصية سياسية.

وأضاف “لدينا مخاوف بشأن سلامته في جوبا، لكن الحقيقة أنّنا هنا من أجل السلام وما نحاول القيام به هو بناء الثقة. ولهذا السبب يمكنه المغادرة بدون قوّاته والذهاب برفقة سياسيين”.

رئيس جنوب السودان سالفا كير (يمين) ونظيره السوداني عمر البشير في مطار جوبا، الأربعاء 31 أكتوبر 2018 ، تصوير : أكوت شول / فرانس برس .

 

وتجمّع آلاف الأشخاص لمتابعة الاحتفال عند ضريح جون قرنق الذي شيد تكريماً لبطل الاستقلال الذي قضى في تحطّم مروحية العام 2005.

وبين زعماء دول المنطقة الذين حضروا المراسم، الرئيس السوداني عمر البشير ورئيسة إثيوبيا الجديدة سهلي ورق زودي ورئيس الصومال محمد عبدالله محمد والرئيس الأوغندي يويري موسيفيني.

فر مشار من جوبا في يوليو 2016 بعد معارك شرسة بين القوات الحكومية وقواته أودت بحياة مئات الأشخاص. وتوجّه أولاً سيراً إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية قبل أن يقيم في المنفى في جنوب إفريقيا.

— أزمة إنسانية عميقة —

اندلعت الحرب الأهليّة في جنوب السودان عندما اتّهم كير، وهو من قبيلة الدنكا، نائبه آنذاك مشار وهو من قبيلة النوير، بالتخطيط للانقلاب عليه.

وأدّى النزاع إلى انقسام البلاد اتنياً. وشهدت الحرب فظائع على نطاق واسع مثل عمليات الاغتصاب الجماعي وتجنيد الأطفال والاعتداءات على المدنيين.

وتسبّبت الحرب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ودمّرت الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على إنتاج النفط الذي أصيب بالشلل لخمس سنوات.

وناشدت الأمم المتحدة والاتّحاد الإفريقي في وقت سابق هذا الشهر، الأطراف المتحاربة في البلاد اتّخاذ خطوات ملموسة لتطبيق اتفاق السلام الأخير.

استقلت دولة جنوب السودان عن السودان جارتها الشمالية، عام 2011 بعد حرب أهليّة استمرت 22 عاماً، خاضت فيها مجموعات متمرّدة معارك ضد الخرطوم.

وفشل العديد من اتفاقات الهدنة والسلام في إنهاء الحرب في جنوب السودان التي أودت بنحو 380 ألف شخص وأجبرت ثلث عدد السكان على النزوح ونحو مليوني ونصف على اللجوء إلى بلدان مجاورة وتسببّت بمجاعة. وعيّن السودان في وقت سابق من هذا الشهر موفداً للسلام إلى جنوب السودان في أعقاب التوقيع على اتّفاق أديس أبابا.

 المصدر / فرانس بر س العربية .

كير ومشار يشيدان في جوبا بمزايا السلام

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد