واشنطن تقلل من أهمية قرار قضائي دولي يطلب وقف العقوبات “الانسانية” على ايران

Pastors from Nevada pray with Donald Trump during a visit to Las Vegas in October 2016. Plenty of moviegoers in Lynchburg, Virginia, heaped praise on the movie. Photograph: Evan Vucci/AP

عبق نيوز| أمريكا / ايران | أمرت محكمة العدل الدولية الاربعاء الولايات المتحدة بوقف العقوبات على السلع “الانسانية” المفروضة على ايران في قرار شكل ضربة قوية لواشنطن، لكن الاخيرة قللت من اهميته. وأشادت طهران بالقرار الذي اعتبرته “انتصارا للقانون” ويؤكد أنها “محقة”.

لكن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو اعتبر ان القرار يشكل “هزيمة لايران” مؤكدا ان بلاده تتخذ تدابير تأخذ في الاعتبار الحاجات الانسانية للايرانيين. واضاف ان القرار “رفض في شكل قاطع كل طلبات ايران التي لا اساس لها” لرفع العقوبات الاميركية في شكل شامل.

كذلك، اعلن بومبيو ان الولايات المتحدة انهت “معاهدة الصداقة” التي وقعت العام 1955 مع ايران والتي استندت اليها محكمة العدل لتبرير قرارها، وقال “انه قرار كان ينبغي، بصراحة، اتخاذه قبل 39 عاما” خلال الثورة الاسلامية في 1979 والتي افضت الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وتعليقا على قرار واشنطن الغاء معاهدة الصداقة، كتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على تويتر “اليوم، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة حقيقية بين الولايات المتحدة وايران بعدما أمرتها محكمة العدل الدولية بوقف انتهاك المعاهدة عبر فرضها عقوبات على الشعب الايراني. نظام خارج عن القانون”.

ويأتي القرار المفاجئ للمحكمة، أعلى هيئة قضائية لدى الامم المتحدة تتخذ من لاهاي مقرا لها، بعدما نظر القضاة في الشكوى المقدمة من ايران لوقف العقوبات الاقتصادية التي اعاد ترامب فرضها في مايو الفائت بعد انسحابه من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الكبرى في يوليو 2015.

وحكم القضاة بالاجماع بان العقوبات على بعض السلع تشكل انتهاكا “لمعاهدة الصداقة” المبرمة بين ايران والولايات المتحدة عام 1955.

وقال رئيس المحكمة القاضي عبد القوي أحمد يوسف إن “المحكمة توصلت بالاجماع الى أنه على الولايات المتحدة أن ترفع وعبر وسائل من اختيارها، كل عراقيل تفرضها الاجراءات التي أعلنت في 8 مايو 2018 على حرية تصدير أدوية ومواد طبية ومواد غذائية ومنتجات زراعية الى ايران”.

واعتبرت المحكمة أن العقوبات على سلع “مطلوبة لاحتياجات انسانية قد تترك أثرا مدمرا خطيرا على صحة وأرواح أفراد في ايران”.

ورأت أيضا ان العقوبات على قطع غيار الطائرات يمكن أن “تعرض سلامة الطيران المدني للخطر في ايران وكذلك أرواح مستخدميها”. ورحّبت وزارة الخارجية الإيرانية بقرار المحكمة باعتباره “إشارة واضحة” الى أن إيران “محقة”.

وقالت الوزارة في بيان إن الحكم الذي أصدرته المحكمة “يظهر مجددا أن الحكومة الأميركية .. تصبح معزولة يوما بعد يوم”. بدوره، كتب محمد جواد ظريف على تويتر “فشل جديد لهذه الحكومة الاميركية المدمنة على العقوبات، وانتصار القانون”.

وكان ترامب فرض دفعة أولى من العقوبات على ايران في اغسطس بعد انسحابه من الاتفاق النووي التاريخي المبرم بين ايران والقوى الكبرى والهادف لوقف طموحات ايران النووية، مثيرا استياء الحلفاء الاوروبيين. وهناك دفعة ثانية من العقوبات مرتقبة في  نوفمبر.

وتحكم محكمة العدل الدولية في خلافات بين الدول الاعضاء في الامم المتحدة، وقراراتها ملزمة لا يمكن الطعن بها لكن ليس هناك آلية لتطبيقها.

وسبق ان تجاهل البلدان أحكاما سابقا. ففي العام 1986، تجاهلت واشنطن حكم المحكمة بانها خالفت القانون الدولي بدعم متمردي الكونترا المؤيدين للولايات المتحدة في الصراع في نيكاراغوا.

في المقابل، تجاهلت إيران حكما من المحكمة في العام 1980 قضى بإطلاق سراح رهائن محتجزين في السفارة الاميركية في أزمة استمرت 444 يوما.

— “حرب نفسية”–

قبل صدور قرار المحكمة، اعتبر جواد ظريف ان العقوبات تعتبر شكلا من “حرب نفسية” تهدف الى تغيير النظام. وطوال أربعة أيام من جلسات الاستماع في اغسطس الماضي، اتهم محامو ايران واشنطن بانها “تخنق” اقتصاد الجمهورية الاسلامية.

وقرار الاربعاء هو بالواقع ضمن ما يسمى اجراءات موقتة قبل القرار النهائي حول هذه القضية الذي يمكن ان يستغرق عدة سنوات، كما يقول خبراء.

وكان الاتفاق النووي ابرم عام 2015 بين ايران والقوى الكبرى وتعهدت بموجبه طهران بعدم السعي لامتلاك السلاح النووي وبالسماح بدخول مفتشين دوليين الى أراضيها مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها منذ أكثر من عشر سنوات.

لكن ترامب انسحب منه في مايو الماضي معتبرا ان الاموال التي تحصل عليها ايران من رفع العقوبات بموجب الاتفاق استخدمت لدعم انشطة “ارهاب” وصنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

ووعد الاوروبيون بالحفاظ على الاتفاق وأعلنوا إنشاء نظام مقايضة لمواصلة تجارتهم مع إيران والإفلات من العقوبات الأميركية. لكن رغم ذلك اتهمت فرنسا الثلاثاء وزارة الاستخبارات الايرانية بالتخطيط لاعتداء قرب باريس تم إحباطه، كان يستهدف في يونيو الماضي تجمعا لمعارضين ايرانيين.

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وايران كثيرا منذ انتخاب ترامب رئيسا في 2016 . والقى الرئيسان الايراني حسن روحاني والاميركي دونالد ترامب خطابين متواجهين في الامم المتحدة في سبتمبر.

ورغم “معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية” المبرمة بين البلدين في 1955 فان ايران والولايات المتحدة لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980.

 المصدر / فرانس برس العربية .

واشنطن تقلل من أهمية قرار قضائي دولي يطلب وقف العقوبات “الانسانية” على ايران

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد