عبق نيوز| أمريكا/ السعودية / الإمارات / اليمن | قال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو إنّه “شهد” أمام الكونغرس بأنّ السعودية والإمارات، العضوين في التحالف العربي، تتخذان تدابير لخفض المخاطر على المدنيين في عملياتهما العسكرية في اليمن، وهي خطوة رئيسية لضمان استمرار الدعم الأميركي للتحالف.
وتأتي هذه الشهادة التي يطلبها الكونغرس للسماح للطائرات الأميركية بإعادة تزويد الطائرات الاميركية والإماراتية بالوقود، بعد سلسلة من الضربات التي شنّها التحالف وأدّت إلى مقتل عشرات المدنيين، من بينهم العديد من الأطفال.
وأشار بومبيو في بيان إلى أنّ البلدين “يتّخذان إجراءات ملموسة لخفض الخطر على المدنيين والبنية التحتية المدنية التي تتسبّب بها العمليات العسكرية لهاتين الحكومتين”.
ولم يكشف بومبيو عن مزيد من التفاصيل. لكنّ التحالف أقرّ في الأوّل من سبتمبر بارتكاب “أخطاء” في ضربة جوية في أغسطس أدّت إلى مقتل 40 طفلاً.
— تقرير غير سري —
وفي تقرير غير سري حصلت عيه فرانس برس وترافق مع شهادة بومبيو، اعترف وزير الخارحية الأميركي بأنّ الولايات المتحدة “لاحظت وقوع ضحايا بين المدنيين بمعدّلات عالية جداً الى حدّ بعيد في حملة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن”.
وشدّد بومبيو في التقرير على وجوب الحدّ من الإصابات في صفوف المدنيين “لأسباب استراتيجية وأخلاقية”. وتشير الوثيقة الى طرق عدة يحاول التحالف من خلالها تحقيق ذلك، من بينها تجنّب ضرب البنى التحتية المدنية والإبقاء على لائحة بقواعد “عدم الاستهداف” وتحديث قواعد الاشتباك.
وتعهّدت القوّة الجوية السعودية الملكيّة أيضاً تمويل برنامج للتدريب تؤمّنه الولايات المتحدة وتبلغ قيمته 750 مليون دولار. ويشير التقرير أيضاً إلى أنّ التحالف منخرط بـ”جهود عاجلة حسنة النيّة” لدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الحرب.
وكانت غارة جوية شنّها التحالف العربي واستهدفت سوقاً مكتظة في شمال اليمن الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون أسفرت عن مقتل 51 شخصاً، بحسب الصليب الأحمر.
وأدى النزاع في اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث تقدّر الأمم المتحدة أن 10 آلاف شخص قتلوا معظمهم من المدنيين منذ أطلق التحالف العربي عملياته العسكرية في 2015.
وأدت غارتان جويتان جنوب ميناء الحديدة التي يسيطر عليها المتمردون على البحر الأحمر في 23 اغسطس إلى مقتل 26 طفلاً، بحسب الأمم المتحدة.
وتعرّضت الولايات المتحدة إلى انتقادات شديدة بسبب دعمها المستمر للتحالف والذي يشتمل كذلك على تبادل المعلومات الاستخباراتية والتزويد بمعلومات عن الأهداف.
— “مهزلة”–
وانتقدت جماعات حقوقية شهادة بومبيو، وتوقّعت أن تؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى المدنيين. وقالت منظمة “اوكسفام أميركا” في بيان “مع شهادة الوزير بومبيو تظهر وزارة الخارجية أنّها تقدّم الدعم الأعمى للعمليّات العسكرية في اليمن دون أي التزام بالحقائق أو القانون الأخلاقي أو الإنساني”.
وقال سكوت اندرسون من معهد بروكنغز أنّه يتعيّن على الكونغرس أن يطلب الحصول على مزيد من المعلومات على أساس هذه الشهادة ومواجهة بومبيو إذا لم تكن المعلومات كافية.
ووصف العضو الديموقراطي في الكونغرس رو خانا هذه الشهادة بأنها “مهزلة”. وكتب على تويتر “لقد قصف السعوديون عمداً حافلة مليئة بالأطفال. هناك إجابة اخلاقية واحدة فقط، وهي إنهاء دعمنا لهذا التدخّل في اليمن”.
وأصدر وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس بياناً منفصلاً أكّد فيه شهادته وقال إنّ الامارات والسعودية “تبذلان كل جهد” للحدّ من سقوط ضحايا مدنيين وتجنّب أية أضرار جانبية.
وكان ماتيس حذّر الشهر الماضي من أن الدعم الأميركي للتحالف “ليس غير مشروط”، مشيراً إلى أنّ على التحالف أن يفعل “كل ما بوسعه لتجنّب سقوط أبرياء، وهو يدعم عملية السلام التي تتوسّط فيها الأمم المتحدة”.
وصرّح بومبيو أنّ واشنطن ستعمل بشكل وثيق مع التحالف لتضمن دعم السعودية والإمارات لجهود السلام الدولية والسماح بوصول الإمدادات التجارية والمساعدات الانسانية إلى اليمنيين دون عوائق.
وقال بومبيو “إدارة (الرئيس الاميركي دونالد) ترامب قالت بوضوح إنّ إنهاء النزاع في اليمن هو أولوية للأمن القومي”. ولم تجر محادثات السلام بوساطة الامم المتحدة والتي كان من المقرر أن تعقد بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمتمرّدين الحوثيين في جنيف الاسبوع الماضي.
وقال الحوثيون إنّ الأمم المتحدة لم تضمن العودة الآمنة لوفد المحادثات من جنيف إلى صنعاء أو ضمان اخلاء الجرحى من المتمرّدين إلى سلطنة عُمان.
Comments are closed.