لكن حذار من اتهام هذه الشركة بالنسخ، فنقل نموذج شركة أجنبية إلى إيران ليس بالمسألة البسيطة.
وقال أمير علي مهاجر (32 عاما) المسؤول عن التشغيل في “بينتابين”، “إنها ليست مسألة نسخ حرفي”.
وأضاف “تحتاج إلى خبرة محلية يتعين بناؤها من الأسفل إلى الأعلى، وقد تحتاج إلى نموذج عمل مختلف تماما لجعلها تنجح”.
يقع مكتب مهاجر إلى جانب العديد من الشركات الناشئة المتسارعة النمو في مكاتب مجموعة “إيران انترنت غروب” في شمال طهران حيث يعرف شباب وشابات الطبقة المتوسطة بولعهم بالمظاهر الغربية، بدءاً من ارتداء سراويل الجينز الضيقة وأغطية الرأس التي لا تغطي الشعر كله، وبشرب قهوة الاسبرسو في غرف الاجتماعات الزجاجية.
موظفو “بينتابين” لا يبنون موقعا الكترونيا فحسب بل يقومون بتحويل صناعة الفنادق بأسرها في إيران.
وقال مهاجر “حتى وقت قريب جدا، كانت ترتيبات السفر تتم خارج الانترنت وعبر اتصالات هاتفية ورسائل فاكس وطرق تقليدية تنتمي فعلا للعقد الماضي”.
يمكن مشاهدة الأجنحة الضخمة لمعرض “ايليكومب” للتكنولوجيا في مختلف أنحاء المدينة بأكشاكها البراقة وخطوطها المضيئة.
وهي تنمو بسرعة، فقطاع الشركات الناشئة كان يتضمن 80 شركة قبل ثلاث سنوات، والان تجاوز العدد يتجاوز ال400، وهي تنشط في مجال تطبيقات التسليم والتسوق على الانترنت والالعاب.
غير أن العلامات التجارية العالمية تكاد تكون غائبة تماما جراء العقوبات الأميركية القاسية التي لا تزال مفروضة رغم رفع دول أخرى بعض القيود بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015.
وتوصل بعض الإيرانيين إلى طرق للاستفادة من العقوبات. فإحدى الشركات في “ايليكومب” تقوم بشراء منتجات “أمازون” من الولايات المتحدة وشحنها إلى إيرانيين مقابل مبلغ إضافي زهيد.
وقال المتحدث باسم الشركة حميد توكلي “الناس يحبون ذلك. هناك الكثير من المنتجات المقلدة في إيران. عندما يشترون عن طريقنا، يحصلون على السلعة الاصلية”.
غير أن للعزلة نتائج متباينة.
وقال منظم المعرض ناصر علي سعدات “هناك وجهان للعملة. عندما ترزح تحت العقوبات تكون لديك الفرصة للقيام بالكثير من الأشياء بنفسك”.
واضاف “لكنه بشكل عام ليس بالامر الجيد … لا يمكن أن تعيش وكأنك على جزيرة في هذا العالم”.
ومع ذلك يرى إمكانات هائلة في الدولة البالغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، مع طبقة متوسطة استهلاكية كبيرة.
وقال “إنها ربما الدولة الكبيرة الأخيرة من دون منافسين كبار”.
ويبدو المستثمرون الأجانب مدركين للوضع. فقطاع التكنولوجيا في إيران جذب مئات ملايين الدولارات من شركات مثل الجنوب أفريقية “ام تي إن” والالمانية “روكيت” والسويدية “بوميغرانات”.
وليست التكنولوجيا نفسها هي الانجاز الحقيقي بحسب اسفنديار باتمانقليج مؤسس منتدى أوروبا-إيران، بل تأسيس تلك الشراكات الأجنبية.
وقال “المسألة لا تقتصر على الابتكار الرقمي وتأسيس الشبان لمشاريع أعمال رائدة، وهو أمر مستجد بعض الشيء في إيران، بل ايضا حول تأثير رأس المال الاستثماري على الاستثمار في إطاره الأوسع”.
ويتوقع باتمانقليج تكرار تلك الشراكات في مزيد من القطاعات التقليدية مثل قطاع التجزئة.
وقال “التكنولوجيا كانت منطلقا ذكيا، مبالغ أولية صغيرة من رأس المال تمكنك من العمل مع رواد مشاريع شباب بدلا من أعمال تديرها عائلات عريقة”.
وأضاف “بالطبع، تبقى العديد من التحديات لكنها من صنع الناس ويمكن حلها من قبل الناس”.
المصدر / فرانس برس العربية .
Comments are closed.