عبق نيوز| إيران/ الولايات المتحدة | أعلنت الولايات المتحدة وإيران إحراز تقدم في جولتهما الأخيرة من المحادثات النووية السبت في عُمان، قبل أن تجتمعا مجددا الأسبوع المقبل سعيا للتوصل إلى اتفاق من شأنه أنّ يخفف التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط.
ووصف مسؤول أميركي كبير المحادثات بأنها “إيجابية وبناءة”، فيما اشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدوره الى إحراز تقدم، مع سعي الجانبين الى تضييق هوة خلافاتهما حول مجموعة من المواضيع قبل الجولة الرابعة الأسبوع المقبل.
وقال عراقجي لمراسل التلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط: إنّ “المفاوضات هذه المرة كانت أكثر جدية من ذي قبل”.
لكنه أوضح أن “هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل”، مضيفا أن “بعض خلافاتنا خطيرة جدًا، وبعضها أقل خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة”.
وتابع “حتى الاجتماع المقبل، من المقرر إجراء المزيد من الدراسات … حول كيفية تقليص الخلافات”.
رغم ذلك، أورد عراقجي “اعتقد أن تقدمنا كان جيدًا حتى الآن. أنا راضٍ عن عملية المفاوضات وسرعتها. أعتقد أنها تسير بشكل جيد ومُرضٍ”، مشيرا إلى أنّ المحادثات تمت في “أجواء جدية وعملية للغاية”.
وأكّد أنّ إيران تتفاوض “فقط” حول الملف النووي.
وصرح عراقجي “أود أن اقول بصراحة إن موضوعنا هو الموضوع النووي فقط، ولن نتفاوض على أي مواضيع أخرى ولا نقبل أي مواضيع أخرى للتفاوض عليها”.
وقال مسؤول أميركي كبير لم يشأ كشف هويته “استمرت هذه الجولة من المحادثات المباشرة وغير المباشرة أكثر من أربع ساعات. لا يزال هناك عمل كثير للقيام به، لكن تقدما جديدا أحرز بهدف التوصل الى اتفاق”، موجها الشكر الى “شركائنا العمانيين لتسهيلهم هذه المناقشات”.
وأفاد وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الذي تتولى بلاده دور الوساطة على منصة اكس “ستستمر المحادثات الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مبدئيا عقد اجتماع آخر رفيع المستوى في الثالث من مايو”.
وذكرت الخارجية الايرانية وفق ما نقل عنها الإعلام الرسمي الإيراني أن المناقشات التي استغرقت نحو 9 ساعات جرت في “أجواء جديّة”.
عُقدت هذه المباحثات عقب جولتين في 12 أبريل في مسقط، ثم في 19 أبريل في روما.
ويقود وفدي البلدين وزير الخارجية الإيراني عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف فيما يتولى البوسعيدي دور الوسيط.
وعقدت مباحثات فنية على مستوى الخبراء بموازاة المحادثات الرفيعة المستوى.
ولا يقيم البلدان علاقات دبلوماسية منذ 1980.
ويُعد هذا أعلى مستوى من التواصل بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلده أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي المُبرَم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.
– “نهج عدائي –
قالت إيران والولايات المتحدة إن جولة المفاوضات التي جرت السبت الماضي في مقر إقامة سفير عُمان في روما أسفرت عن “تقدّم”. وقالت طهران إن الاجتماع كان “جيّدا”.
لطالما اتهمت الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران باستمرار مؤكّدة أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية والمدنية فقط.
وخلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015، والذي نصّ على تخفيف العقوبات الدولية على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، عاد ترامب إلى سياسة “الضغوط القصوى” المتمثلة في تغليظ العقوبات على إيران، مكررا بذلك استراتيجيته التي اتّبعها خلال ولايته الأولى.
وفي مارس بعث ترامب برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي.
وأعلنت واشنطن الثلاثاء عقوبات جديدة تستهدف شبكة النفط الإيرانية، في خطوة وصفتها طهران بأنّها دلالة على “نهج عدائي” قبيل محادثات السبت في عُمان.
– حق “غير قابل للتفاوض” –
في مقابلة نُشرت الأربعاء، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو موقف واشنطن الحازم ضد تخصيب إيران لليورانيوم.
وقال في بودكاست “أونستلي”: “إذا أرادت إيران برنامجا نوويا مدنيا، فيمكنها امتلاكه كما هي حال العديد من الدول الأخرى في العالم، عبر استيراد المواد المُخصَّبة”.
من جهته، وصف عراقجي حقّ إيران في تخصيب اليورانيوم بأنه “غير قابل للتفاوض”، بعد أن نشر في وقت سابق من هذا الاسبوع على منصة اكس أنّ بلاده تسعى “لبناء 19 مفاعلا على الأقل”، علما أنّ لدى طهران حاليا مفاعلين هما بوشهر وأراك.
وتُخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي أعلى بكثير من نسبة 3,67 في المئة المنصوص عليها في الاتفاق، لكنها لا تزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وتزامنا مع المباحثات، وقع انفجار هائل في ميناء الشهيد رجائي بالقرب من مدينة بندر عباس في جنوب إيران أسفر عن عدد من القتلى ومئات الجرحى ولم تُعرف أسبابه بعد.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.