غارات إسرائيلية دامية على لبنان ردا على إطلاق صواريخ

Smoke rises from Jabal al-Rihan, following Israeli strikes in response to cross-border rocket fire, as seen from Marjayoun, in southern Lebanon, March 22, 2025. (Reuters)

عبق نيوز| إسرائيل/ لبنان | قتل ثمانية أشخاص بينهم طفلة السبت جراء غارات إسرائيلية على جنوب لبنان، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعد إعلان الدولة العبرية أنها سترد بحزم على إطلاق صواريخ باتجاه أراضيها من لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في مرحلة أولى شنّ ضربات ضد أهداف لحزب الله اللبناني في جنوب لبنان، ردا على إطلاق ثلاثة صواريخ من هذه المنطقة على شمال إسرائيل.

وأفادت الوكالة بأن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة تولين أدت في حصيلة نهائية إلى استشهاد خمسة أشخاص من بينهم طفلة وإصابة أحد عشر آخرين بجروح من بينهم طفلان”.

ونفذ الجيش الإسرائيلي لاحقا “سلسلة ثانية من الضربات ضد عشرات الأهداف الإرهابية لحزب الله في لبنان”، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع.

وطالت الموجة الثانية للغارات مدينة صور الساحلية ومناطق أخرى في جنوب لبنان وشرقه. وقتل في صور ثلاثة اشخاص وأصيب آخرون بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن وزارة الصحة اللبنانية.

وقال بلال قشمر المنسق الإعلامي بوحدة إدارة الكوارث في صور لفرانس برس إن “الغارة استهدفت شقة في مبنى سكني في حي الرمل”.

واوضح مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أن مسؤولا في حزب الله كان مستهدفا بهذه الضربة، من دون أن يؤكد ما إذا كان بين الضحايا.

كما أفادت الوكالة نقلا عن وزارة الصحة بأن “الغارة على بلدة حوش السيد علي في الهرمل (شرق) أدت إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح”.

وقالت إسرائيل في وقت سابق إنها اعترضت ثلاثة صواريخ أطلقت السبت من جنوب لبنان باتجاه شمال أراضيها. ولم تتبن بعد أي جهة عملية إطلاق الصواريخ.

وقال مسؤول إسرائيلي إنّ “ستة صواريخ أُطلقت صباح اليوم (السبت) على الجليل، ثلاثة منها دخلت الأراضي الإسرائيلية واعترضتها قوات سلاح الجو الإسرائيلي”.

ونفى حزب الله أن تكون له “أيه علاقة” بإطلاق الصواريخ، وأكد في بيان التزامه “اتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد”.

وأوقف اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر حربا مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله استمرت شهرين، بعدما فتح هذا الأخير جبهة ضد الدولة العبرية “إسنادا” لحماس منذ بدء الحرب في قطاع غزة في اكتوبر 2023.

وصمد الاتفاق عموما رغم الاتهامات المتبادلة بحصول انتهاكات فيما أبقى الجيش الإسرائيلي قواته في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان على طول الحدود مع شمال إسرائيل.

وكان قائد أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير تعهد قائلا “سيرد الجيش بشدة على هجمات هذا الصباح” مضيفا  في بيان “يتحمل لبنان مسؤولية احترام اتفاق” الهدنة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “لا يمكننا السماح بإطلاق صواريخ من لبنان على بلدات الجليل” مضيفا “تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية عمليات الإطلاق من أراضيها. أمرت الجيش بالرد”.

وأضاف “وعدنا بلدات الجليل بالأمن وهذا ما سيحصل. مصير المطلة هو نفسه مصير بيروت”.

ودوّت صافرات الإنذار في ساعات مبكرة من صباح السبت في بلدة المطلة الواقعة قرب الحدود اللبنانية. وقال رئيس بلدية المطلة ديفيد أزولاي، إنّ 8 في المئة فقط من السكان عادوا إلى المطلّة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، مضيفا أنّ بعض السكان غادروها السبت بعد الهجوم الصاروخي.

– تفكيك منصات اطلاق –

أعلن الجيش اللبناني السبت أنه فكك ثلاث منصات إطلاق صواريخ “بدائية الصنع” في جنوب لبنان وأوضح في بيان أنه “على أثر إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، أجرى الجيش عمليات مسح وتفتيش وعثر بنتيجتها على 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني”.

وبعد إعلان إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من “تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، لما تحمله من مخاطر جرّ البلاد إلى حرب جديدة، تعود بالويلات على لبنان واللبنانيين” مضيفا أنه أجرى اتصالا بوزير الدفاع شدد خلاله على “ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة، بما يؤكد أن الدولة وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلم”.

بدوره، دان الرئيس اللبناني جوزاف عون في بيان للرئاسة اللبنانية “محاولات استدراج لبنان مجددا إلى دوامة العنف” وقال “ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبراير الماضي، يشكل اعتداء متماديا على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون”.

وأعربت قوة الأمم الموقتة في لبنان (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان السبت عن قلقها من “تصعيد محتمل للعنف”، وحضّت “جميع الأطراف على تجنب تقويض التقدم المحرز”.

ودعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي السبت إلى تحرك دولي فوري “لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان”.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية إن الصفدي أكد في إتصال هاتفي مع نظيره اللبناني يوسف رجي “ضرورة التحرك الدولي الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان”.

وأكد الصفدي “تضامن المملكة المطلق مع لبنان الشقيق في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية”، مشددا على “ضرورة احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن رقم 1701”.

وبحسب البيان، أكّد الصفدي ورجي “ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بجميع بنوده”.

ونددت فرنسا بإطلاق صواريخ على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، مع دعوتها الدولة العبرية إلى “ضبط النفس إثر استئنافها ضرباتها ردا على” هذا الأمر.

– نازحون –

عندما بدأ إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل تضامنا مع حركة حماس في أكتوبر 2023، كان حزب الله المدعوم من إيران لاعبا أساسيا في الحياة السياسية اللبنانية.

في سبتمبر 2024، تطور تبادل القصف عبر الحدود إلى حرب مفتوحة مع ضربات كثيفة على لبنان ولا سيما على معاقل حزب الله قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد شهرين على ذلك.

وأضعفت الحرب حزب الله كثيرا فيما قضت إسرائيل على الكثير من قادته ولا سيما أمينه العام حسن نصرالله.

مع بدء تبادل القصف عبر الحدود، طلب من سكان المنطقة الحدودية مع لبنان إخلاءها بسبب قصف حزب الله.

ونزح 60 ألف شخص من شمال إسرائيل وقد عاد جزء فقط منهم حتى الآن إلى ديارهم. وسمحت السلطات الإسرائيلية للسكان بالعودة في الأول من مارس.

وعلى الجانب اللبناني، فر أكثر من مليون شخص من جنوب البلاد ولا يزال مئة ألف منهم نازحين بحسب الأمم المتحدة.

– مقتل قيادي بحماس في غزة –

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من استئناف إسرائيل هجومها على غزة، مطيحة بالهدوء النسبي الذي ساد القطاع منذ وقف إطلاق النار في 19 يناير.

وعاودت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة الثلاثاء قبل أن تنشر قواتها مجددا في مناطق سبق وأن أخلتها خلال فترة توقف القتال.

وقال كاتس الجمعة إنه أمر الجيش “بالسيطرة على مزيد من الأراضي في غزة”.

وأفاد مصدر قيادي في حماس وكالة الصحافة الفرنسية أن قصفا استهدف بعد منتصف الليل خيمة في جنوب قطاع غزة أدى إلى مقتل القيادي في حماس صلاح البردويل.

وقال المصدر “استشهد القيادي، عضو المكتب السياسي في حماس في غزة، صلاح البردويل وزوجته في قصف جوي إسرائيلي استهدف بعد منتصف الليلة خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة”.

ونعت حماس البردويل، عضو المكتب السياسي للحركة والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي “ارتقى شهيدا في عملية اغتيال صهيونية غادرة”، مؤكدة “أن هذا العدو المجرم لن ينال من عزيمتنا ولا من ثباتنا”.

والسبت في مدينة غزة، قال سامح المشهراوي إن “سبعة أشخاص استشهدوا” في غارة على منزل عائلته أودت بحياة شقيقيه وزوجتيهما وأطفالهما.

وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية ضرورية للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، بينما تتهم حماس إسرائيل بالتضحية بالرهائن باستئنافها القصف.

هذا ودعت عائلات رهائن إلى تجديد وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن فترات الهدنة شهدت الإفراج عن رهائن أحياء.

 المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد