عبق نيوز| الصين/ اليابان/ كوريا الجنوبية | أكدت اليابان وكوريا الجنوبية والصين السبت أن السلم في شبه الجزيرة الكورية مسؤولية مشتركة، وفق ما أعلن وزير الخارجية الياباني خلال اجتماع ضم وزراء خارجية الدول الثلاث وتعهدوا خلاله تعزيز التعاون.
وأتى الاجتماع عقب قمة ثلاثية عُقدت في سيول في مايو الماضي اتفق خلالها القادة على تعزيز العلاقات التجارية، وأكدوا مجددا هدفهم المتمثل في جعل شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح النووي، في إشارة إلى كوريا الشمالية.
لكنه يأتي أيضا فيما تخيم الرسوم الأميركية التجارية على المنطقة ومع تزايد المخاوف إزاء تجارب تجريها كوريا الشمالية على الأسلحة ونشرها قوات دعما لحرب روسيا ضد أوكرانيا.
وقال الوزير الكوري الجنوبي تشو تاي يول السبت “أكدنا مجددا أن إرساء السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية هو مصلحة مشتركة ومسؤولية مشتركة للدول الثلاث”.
وأضاف “كما شددت على وجوب وقف التعاون العسكري غير القانوني بين روسيا وكوريا الشمالية فورا”.
وعادة ما تتخذ سيول وطوكيو موقفا أشد لهجة من كوريا الشمالية مقارنة بالصين التي تظل واحدة من أكبر حلفاء بيونغ يانغ وتقدم لها مساعدة اقتصادية.
وقال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا إنه أجرى مع تشو والوزير الصيني وانغ يي “تبادلا صريحا لوجهات النظر حول التعاون الثلاثي والشؤون الدولية والإقليمية من منظور واسع، وأكدنا على تعزيز التعاون في المستقبل”.
وقال إيوايا في مستهل اجتماع السبت إن “الوضع الدولي يزداد خطورة، وليس من المبالغة القول إننا عند نقطة تحول في التاريخ”.
وأضاف “في هذا السياق أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى بذل الجهود للتغلب على الانقسام والمواجهة من خلال الحوار والتعاون”.
من جهته قال وانغ إن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أنه “لا يمكننا بناء مستقبل أفضل إلا بالتأمل الصادق في التاريخ”.
وأضاف أن تعزيز التعاون سيسمح للدول “بمقاومة المخاطر معا”، بالإضافة إلى تعزيز “التفاهم المتبادل” بين شعوبها.
وفي المحادثات الثنائية بين إيوايا ووانغ السبت، قال الوزير الياباني إنّه “نقل بصراحة أفكار بلادنا ومخاوفها” بشأن الجزر المتنازع عليها والمواطنين اليابانيين المحتجزين والوضع في تايوان وبحر الصين الجنوبي، من بين قضايا خلافية أخرى.
– عالم “مليء بعدم اليقين” –
وناقش المجتمعون السبت أيضا مسألة أوكرانيا وحذر إيوايا من أن تغيير الوضع الراهن بالقوة من جانب واحد أمر غير مقبول في أي مكان.
وقال لصحافيين “في ما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، شدّدتُ على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي في تأكيد أن أي محاولة لتغيير الوضع الراهن بالقوة من جانب واحد لن يتم التهاون معها في أي مكان في العالم”.
وكان تغير المناخ وشيخوخة السكان والتجارة من بين المواضيع الرئيسية التي قال المسؤولون إنها ستُناقش السبت، بالإضافة إلى التعاون في مجال الإغاثة من الكوارث والعلوم والتكنولوجيا.
وتأثرت الصين وبدرجة أقل كوريا الجنوبية واليابان بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأسابيع الأخيرة، لكن لم يتطرق أي من الوزراء إلى هذه القضية بشكل مباشر في تصريحاتهم الصحافية.
وأوضح إيوايا أن الوزراء الثلاثة “اتفقوا على تسريع التنسيق للقمة المقبلة” بين قادة الدول.
وبعد ظهر السبت، عقدت اليابان والصين أول “حوار اقتصادي رفيع المستوى” بينهما منذ ست سنوات.
ووفق هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “ان اتش كي”، قال وانغ للصحافيين إنّ “الاقتصاد العالمي يواجه تغيّرات خطيرة”، موضحا أنّ “الأحادية والحمائية تنتشران”.
وأضاف أنّ “الصين واليابان، باعتبارهما اقتصادين رئيسيين، يجب أن تسعيا إلى التنمية والتعاون معا بالتفكير المبتكر وتحقيق الاستقرار في عالم مليء بعدم اليقين”.
ورأت الباحثة في السياسة الخارجية في معهد بروكينغز بواشنطن باتريشيا م. كيم أنه رغم أن “الحوارات الثلاثية تجري من أكثر من عقد”، إلا أن هذه الجولة “تحمل أهمية متزايدة” نظرا للموقف الأميركي الجديد.
وقالت لوكالة فرانس برس إن “قادتهم يتعرضون لضغوط متزايدة لتنويع خياراتهم والبحث عن فرص اقتصادية بديلة”.
وأضافت أن بكين “تسعى جاهدة لتحسين علاقاتها مع القوى الكبرى والمتوسطة الأخرى في ظل تزايد الخلافات مع الولايات المتحدة”.
المصدر / وكالىة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.