ترامب يلوح بعقوبات على موسكو غداة قصف روسي مكثّف لأوكرانيا

وكالات

عبق نيوز|أمريكا / روسيا/ أوكرانيا | أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا واصلت “قصف” أوكرانيا ورفض السلام، لكنّه حيّد في موقفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد ضربات روسية جديدة بصواريخ ومسيّرات استهدفت مدنا ومنشآت أوكرانية.

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشل” أنه “نظرا إلى أن روسيا تقصف أوكرانيا حاليا في ساحة المعركة، أفكر بقوة في فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق وعقوبات ورسوم جمركية على روسيا إلى أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار ولاتفاق تسوية نهائي بشأن السلام”.

لكن في موازاة ذلك، حجبت واشنطن “موقتا” عن أوكرانيا لقطات أقمارها الاصطناعية، وفق ما أعلن الجمعة متحدث باسم الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف قد أعلن الأربعاء أن الولايات المتحدة “أوقفت” تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا.

بالنسبة إلى الجيش الأوكراني، يوازي الدعم الاستخباري الأميركي بأهميته العتاد العسكري الذي يتم إمداده به في إطار التصدي للهجوم الروسي.

يأتي توقيف الدعم الاستخباري لأوكرانيا بعد تعليق إدارة ترامب تسليم مساعدات عسكرية أميركية لكييف إثر المشادة بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وشنّت روسيا الجمعة هجمات بأسراب من الطائرات المسيرة والصواريخ مستهدفة بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا.

على الرغم من ذلك، قال ترامب إنه يجد التعامل مع روسيا “أسهل” من التعامل مع أوكرانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإنه يثق بأن بوتين “يريد وضع حدّ للحرب”.

وصرّح ترامب “أصدّقه. بصراحة أجد التعامل مع أوكرانيا أكثر صعوبة وهم لا يملكون الأوراق. قد يكون التعامل مع روسيا أسهل”.

– السلام “في أقرب ما يمكن”-

كرّر الرئيس الأوكراني المتوترة علاقاته مع واشنطن على خلفية تبنيها الرواية الروسية لأسباب النزاع، دعوته إلى هدنة في الجو والبحر الجمعة، ورأى في الغارات الأخيرة التي وقعت في خضمّ مباحثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار دليلا جديدا على قلّة استعداد موسكو لخوض مسار سلام.

وكتب زيلينسكي على إكس “الخطوات الأولى لإرساء سلام حقيقي يجب أن تكون إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، أي روسيا، على إنهاء هذه الهجمات”، داعيا إلى “وقف” استخدام “الصواريخ والمسيرات البعيدة المدى والقنابل” الجوية.

وقال زيلينكسي في خطابه اليومي الذي يبثّ على شبكات التواصل الاجتماعي “جرى عمل مكثّف مع طاقم الرئيس ترامب طوال اليوم على مستويات عدّة مع مكالمات عدّة. والعنوان واضح: السلام في أقرب ما يمكن”.

ويزور زيلينسكي الإثنين السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عشية لقاء من المقرر أن يُعقد في الأسبوع المقبل بين وفد أميركي وآخر أوكراني.

ويرمي اجتماع الوفدين الأميركي والأوكراني إلى تحديد “إطار اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار”، بحسب الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

والجمعة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يتمتع بلده بموقع استراتيجي في حوض البحر الأسود وتشكّل قواته ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد الولايات المتحدة، إنه يؤيد فكرة الهدنة “في الجو والبحر” التي اقترحها زيلينسكي.

وصرّح إردوغان “نحن نؤيد فكرة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ووقف الهجمات الجوية والبحرية كإجراء لبناء الثقة بين الطرفين”، وعرض مجددا استضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا.

– هجوم “مكثف” –

وصباح الجمعة، قال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو عبر فيسبوك إن “منشآت الطاقة والغاز في مناطق أوكرانية عدة تتعرض مجددا لقصف مكثف بصواريخ ومسيّرات”، مضيفا أن “كل الإجراءات الضرورية تتخذ لتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة والغاز”.

وأفاد سلاح الجو الأوكراني الجمعة بأن روسيا أطلقت 58 صاروخا و194 مسيّرة على الأقل خلال الهجوم ليل الخميس الجمعة.

وأعلن أنه أسقط 34 صاروخا و100 مسيّرة، مضيفا أنه استخدم طائرات ميراج الفرنسية للمرة الأولى لصد الهجوم الروسي.

وتم تفعيل صافرات الإنذار في كل أنحاء البلاد خلال الليل، مع الإبلاغ عن وقوع أضرار وإصابات في كثير من المناطق.

وفي خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، أصيب خمسة أشخاص ليل الخميس الجمعة بحسب السلطات.

وكتب رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف عبر تلغرام أنه تم انتشال امرأة حية من تحت الأنقاض وهي تتلقى الرعاية الطبية مشيرا إلى تضرر العديد من المباني “إلى جانب منشأة حيوية ومبنى سكني”.

وفي ترنوبل (غرب) “أصابت صواريخ منشأة صناعية حيوية” من دون التسبب في وقوع إصابات بحسب حاكم المنطقة ياتشيسلاف نيغودا الذي حذّر من احتمال فرض قيود على إمدادات الغاز.

وفي وقت سابق من الليل، أُبلِغ عن أضرار لحقت ببنى تحتية حيوية في منطقة أوديسا في جنوب البلاد.

وقال جهاز الطوارئ إن “الهجوم تسبب في نشوب حرائق في ثلاثة مبان سكنية. كذلك، لحقت أضرار بمنشآت حيوية. وبحسب التقارير الأولية، لم يصب أحد”.

وفي اليوم السابق، أدت غارات روسية على فندق في كريفي ريه (وسط) إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين، بحسب السلطات.

وقال زيلينسكي الخميس إن “متطوّعين أميركيين وبريطانيين” في منظمة غير حكومية كانوا في هذا الفندق ونجوا.

وأفاد مراقبون ووسائل إعلام بأن الوضع تدهور بالنسبة إلى القوّات الأوكرانية التي تحتلّ جزءا من منطقة كورسك الروسية التي تريد كييف استخدامها كعملة مقايضة في المفاوضات لكن القوات الروسية سجلت “خرقا” هدّد سبل إمدادها.

– “إعادة تسليح أوروبا” –

في مواجهة توقف الدعم الأميركي لأوكرانيا، أعطى قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الذين اجتمعوا في بروكسل الخميس في قمة استثنائية بشأن أوكرانيا، الضوء الأخضر لخطة طرحتها المفوضية الأوروبية لـ”إعادة تسليح أوروبا” تقضي برصد حوالى 800 مليار يورو وتؤكّد “ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير”.

وكشفت دوائر مقرّبة من وزير الجيوش الفرنسي أن سيباستيان لوكورنو سيجتمع بنظرائه من ألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا الأربعاء المقبل “لتنسيق الجهود بغية دعم كييف”.

ويجتمع الوزراء الخمسة في فال-دو-غراس في باريس غداة لقاء يعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويجمع رؤساء هيئات الأركان في البلدان الأوروبية المستعدّة لضمان السلام في أوكرانيا.

 المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد