محاكمة استثنائية في تونس لمعارضين للرئيس سعيّد متهمين “بالتآمر”

afp_tickers

عبق نيوز| تونس / تونس | رفعت الثلاثاء جلسة محاكمة عشرات الأشخاص من مسؤولين في أحزاب سياسية ومحامين وشخصيات  في مجال الأعمال ووسائل الإعلام، بينهم أسماء بارزة في المعارضة التونسية، بتهمة “التآمر على أمن الدولة”.

ومع انطلاقها صباحا، ومن داخل قاعة الجلسة ردّد أفراد عائلات الموقوفين “حرّيات، حرّيات يا قضاء التعليمات” رافعين صورا لذويهم، بحسب مراسلة فرانس برس.

بدأت الجلسة في غياب المتهمين الموقوفين إذ قررت السلطات القضائية أن يمثلوا عبر تقنية الفيديو في إجراء انتقدته هيئة الدفاع بشدة.

وتعتبر هذه المحاكمة استثنائية كونها تضم عددا كبيرا من المتهمين من الوجوه السياسية الحزبية البارزة اضافة الى حقوقيين ومحامين.

ومن بين المتهمين، الناشط الحقوقي جوهر بن مبارك الموقوف حاليا، والذي ندد في رسالة “بمحاولة الدولة “إجهاض التجربة الديموقراطية التونسية الفتية وكان القضاء احد أهدافها الرئيسية، فسعت جاهدة إلى تدجينه وحشره في زاوية المظالم لتنفيذ أهواء السلطة وتصفية منهجية لكل الأصوات الرافضة أو المقاومة أو حتى الناقدة”.

ورفعت الجلسة مساء الثلاثاء وقرر القضاة ان تعقد الجلسة المقبلة في 11 ابريل.

– “وقف الجنون والعبث” –

خلال مداخلتها أمام القاضي عبرّت المحامية دليلة مصدق عن خشيتها ان تكون “أحكام القضية جاهزة”، بينما طلب المحامي عبد العزيز الصيد من القاضي “وقف الجنون والعبث الاجرامي” مؤكدا أن “لا أحد من المحامين اطلع على ملف القضية كاملا”.

وعلى غرار الكثير من المنظمات غير الحكومية ومعارضين آخرين، ينتقد بن مبارك ما يصفه بالقضية “الفارغة”.

ومنذ قرّر الرئيس قيس سعيّد احتكار السلطات في البلاد في يوليو 2021، يدين المدافعون عن حقوق الإنسان والمعارضون باستمرار تراجع الحقوق والحريات في هذا البلد الذي أطلق شرارة ما يسمى “الربيع العربي” في العام 2011.

وأوقف  الكثير من المتهمين أثناء حملة مداهمات في صفوف المعارضة في العام 2023. ويواجه نحو أربعين شخصا اتهامات بـ”التآمر على الأمن الداخلي والخارجي للدولة” و”الانضمام إلى تنظيمات إرهابية”.

تُعرض هذه التهم مرتكبيها لأحكام بالسجن مشددة تصل الى الإعدام.

ووجهت الى عدد من الموقوفين في القضية، بحسب الدفاع، تهم بإجراء اتصالات تُعتبر مشبوهة مع دبلوماسيين. ومن أبرز المتهمين، رئيس الحزب الجمهوري عصام الشابي، والقيادي السابق في حزب النهضة الإسلامي عبد الحميد الجلاصي.

كذلك، يلاحق في القضية الناشط السياسي الموقوف خيام التركي والحقوقية شيماء عيسى ورجل الأعمال كمال اللطيف والنائبة السابقة والناشطة النسوية بشرى بلحاج حميدة، الموجودة في فرنسا.

وقال أحمد نجيب الشابي رئيس “جبهة الخلاص الوطني” لفرانس برس انها “محاكمة جائرة لعدد من الشخصيات المرموقة والملتزمة… لن نكون جزءا من مسخرة قضائية والشرط الأول هو علنية الجلسة”.

وأكد المحامي عن هيئة الدفاع سمير ديلو أن القضية “مؤامرة السلطة ضد المعارضة”.

واعتبر المحامي الفرنسي كريستيان شارير-بورنازل الذي يرافع عن بعض المتهمين، أن  الملف  “مفاجئ”، مبينا “لا يوجد عنصر يبرر وجود مؤامرة ضد أمن الدولة”،

كذلك، تؤكد هيئة الدفاع أن القضية “فارغة” وتعتمد خصوصا على شهادات مجهولة المصدر.

ودعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان الثلاثاء السلطات التونسية الى “الإفراج فورا عن جميع الأشخاص المحتجزين تعسفيا منذ أكثر من عامين في القضية… ووضع حد لهذه المهزلة القضائية”.

– “إرهابيون” –

وأوقف عدة متهمين في عام 2023، وصفهم الرئيس سعيّد بأنهم “إرهابيون”. والأحد أكد قيس سعيّد خلال جولة في شوارع العاصمة تونس في حوار جمعه بالمواطنين أنه لا يتدخل “أبدا” في شؤون القضاء.

بعض المتهمين موقوفون، وبعضهم أحرار والبعض الآخر خارج البلاد.

وقد صدرت في الفترة الأخيرة أحكام سجن قاسية على معارضين وشخصيات سياسية أخرى بينهم راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة والرئيس السابق للبرلمان، الذي حُكم عليه بالسجن 22 عاما بتهمة “الإضرار بأمن الدولة”.

ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السلطات التونسية إلى “وقف جميع أشكال اضطهاد المعارضين السياسيين، وإلى احترام الحق في حرية الرأي والتعبير” داعية إلى “الإفراج الفوري لأسباب إنسانية عمن هم في سن متقدمة وعن الذين يعانون مشاكل صحية”.

وأعربت تونس عن “بالغ الاستغراب” لهذه الانتقادات، مؤكدة أن الأشخاص الذين أشارت إليهم الأمم المتحدة قد أُحيلوا على المحاكم “من أجل جرائم حقّ عامّ لا علاقة لها بنشاطهم الحزبي والسياسي أو الإعلامي أو بممارسة حريّة الرأي والتعبير”.

وأكدت وزارة الخارجية التونسية أن “تونس يمكن في هذا الإطار أن تُعطي دروسا لمن يعتقد أنّه في موقع يُتيح توجيه بيانات أو دروس”.

 المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد