عبق نيوز| فلسطين / الجامعة العربية | قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتأدية دور في غزة بعد الحرب، بموجب خطة مصرية قدمت كبديل لخطة دونالد ترامب لوضع القطاع تحت السيطرة الأميركية.
واجتمع قادة جامعة الدول العربية الثلاثاء في القاهرة لمناقشة إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته 15 شهرا وحيث وعدت إسرائيل بالقضاء على حماس واستبعدت كذلك أي دور مستقبلي للسلطة الفلسطينية.
وخلال هذه القمة، عرضت مصر خطة بقيمة 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات، وهو مبلغ يعادل تقديرات الأمم المتحدة، لإعادة بناء قطاع غزة، وفق وثيقة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الخطة ستضمن بقاء سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة على أراضيهم، ردا على خطة الرئيس الأميركي لنقلهم إلى مصر والأردن لإعادة بناء القطاع وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وافتُتحت القمة في وقت وصلت مفاوضات اتفاق الهدنة في قطاع غزة إلى طريق مسدود على ما يبدو، مع انتهاء المرحلة الأولى منه السبت بدون اتفاق على المرحلة الثانية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس والدولة العبرية حيز التنفيذ في 19 يناير، بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا، وأعقبت هجوما غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وللانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء “نزعا كاملا للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا” الذين خطفوا خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 في إسرائيل.
وسيطرت حركة حماس على السلطة في غزة عام 2007، بعد إطاحة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس الذي يمارس سلطة محدودة فقط في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عبّاس (89 عاما) في القمة “تتولى دولة فلسطين مهامها في قطاع غزة من خلال مؤسساتها الحكومية، وقد تم تشكيل لجنة عمل لهذا الغرض”.
– “البقاء على أراضيه” –
كما أعلن الرئيس الفلسطيني أنه سيستحدث منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية. وقال “قررنا استحداث منصب جديد وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأكد الاستعداد “لإجراء انتخابات عامة وتشريعية خلال العام المقبل، في حال توفرت الظروف في غزة والضفة والقدس الشرقية”.
ومن جملة القرارات التي أعلن عنها عباس “إصدار عفو عام عن جميع المفصولين من حركة فتح واتخاذ الإجراءات التنظيمية الواجبة لذلك”، حرصا من السلطة على وحدة الحركة التي يرأسها.
من جهته قال السيسي إن “مصر عملت بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين، على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة”.
وشدّد على موقف بلاده “الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، وبقائه عليها عزيزا كريما”.
لكنه لم ينتقد خطة ترامب التي أثارت ردود فعل دولية معارضة مطلع فبراير الماضي، وأكد أن الرئيس الأميركي “قادر على وضع نهاية للتوترات في منطقتنا”.
وتدعو الخطة المصرية التي تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، إلى إعادة إعمار غزة على مدى خمس سنوات، كما تقترح إنشاء صندوق يخضع لإشراف دولي لضمان “كفاءة التمويل” وكذلك “الشفافية والمراقبة”، وفق مسودة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.
ووفق الخطّة، يتمّ تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية من التكنوقراط.
وبموجب الخطة، فإنّ هذه اللجنة ستعمل “تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وذلك تمهيدا لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة بشكل كامل لقطاع غزة”.
وتركّز المرحلة الانتقالية في هذه الخطة، على رفع الأنقاض وإزالة الألغام وتركيب مساكن مؤقتة لأكثر من 1,5 مليون شخص في القطاع.
وسيتبع ذلك مرحلتان من إعادة الإعمار، تشمل الأولى بنى تحتية أساسية ومساكن دائمة، بينما تشمل المرحلة الثانية ميناء تجاريا ومطارا.
وأعلن الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش تأييده القوي للخطة وقال “أرحب واؤيد بشدة مبادرة الجامعة العربية لتعبئة الدعم لإعادة إعمار غزة، والتي تم التعبير عنها بوضوح في هذه القمة. إن الامم المتحدة مستعدة للتعاون التام في هذا المسعى”.
وكانت حماس قالت في بيان في وقت سابق “نتطلع إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، ويلزم حكومته الفاشية بوقف جرائمها بحق المدنيين العزل، ويضغط لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه شعبنا… وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيره”.
ومع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي امتدت ستة أسابيع، لا تزال الخلافات بين الجانبين على التفاصيل تحول دون الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأعلنت إسرائيل الاثنين تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني أزمة إنسانية حادة ودمارا هائلا.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي الثلاثاء إن هذه المساعدات “أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات حماس”، في حين تدعو الامم المتحدة وعدد من الدول إلى استئناف ايصال المساعدات بشكل فوري.
ووافقت الدولة العبرية ليل السبت الأحد على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق حتى أبريل بناء على مقترح أميركي.
في المقابل، تؤكد الحركة وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل، وفق ما تقوله، وضع حد للحرب و”الانسحاب الشامل” للجيش الإسرائيلي من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمّر.
وقال ساعر في مؤتمر صحافي عقد في القدس “ليس لدينا اتفاق متعلق بالمرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا”.
وتابع “إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غدا”.
ورفضت حماس العرض، وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري لوكالة فرانس برس إن “سلاح المقاومة خط أحمر لدى حماس وكل فصائل المقاومة، ولا يخضع للمساومة وغير مطروح للنقاش أو التفاوض”، كما أن “أي حديث عن ترحيل المقاومين أو أبناء شعبنا من أرضه فهو مرفوض”.
وأسفر هجوم 7 اكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48405 أشخاص على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.