عبق نيوز| فلسطين / إسرائيل | يخشى فلسطينيو قطاع غزة الذي مزقته الحرب من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للضغط على حركة حماس للموافقة على شروطها لتمديد وقف إطلاق النار.
كان تأثير إعلان إسرائيل قرارها الأحد فوريا وانعكس بشكل مباشر على الأسواق في شتى أنحاء القطاع حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية رغم محاولات الهيئات المحلية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإبقاء عليها مستقرة، حسبما أفاد المتسوقون والعاملون في مجال الإغاثة وكالة فرانس برس.
وقال بلال الحلو في سوق مكتظ في مدينة غزة “هناك شعور عام بالقلق والخوف، توافد اليوم كثير من الناس لشراء ما يحتاجونه والأسعار ارتفعت كثيرا … وسترتفع أكثر فأكثر” مع بقاء المعابر مغلقة.
وأضاف “سعر كيلو السكر اليوم 10 أو 12 شيكل (3 دولارات)” وهو أغلى بأكثر من مرتين مما كان عليه قبل الحرب، “الغلاء يزيد والناس خائفة من نقص الطعام”.
وقال عدلي الغندور “الأسعار ارتفعت بنسبة 80% حتى الآن، وإذا بقي المعبر مغلقا، سترتفع الأسعار بنسبة 200%”.
حول المتسوقين، كانت البسطات ممتلئة بالخضار والفاكهة وغيرها من المنتجات التي دخلت القطاع وفق تفاهمات المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار التي بدأت في 19 يناير وانتهت رسميا السبت، أول أيام رمضان.
وعرض التجار أيضا زينة رمضان من الفوانيس الصغيرة ولافتات كُتب عليها “رمضان كريم”، بينما كان باعة الحلوى يعدون القطايف.
– ليس حلا –
قالت كارولين سوغان، منسقة الطوارئ لدى منظمة أطباء بلا حدود في غزة، إنه تم إرجاع الشاحنات التي كانت من المفترض أن تصل الأحد بحمولتها. وأضافت الإثنين “تمكنا من إدخال بعض الشاحنات خلال الأسابيع الستة من وقف إطلاق النار، لكن ذلك ليس حلا دائما” للوضع الإنساني في غزة.
على الرغم من تجديد جزء من مخزون المنظمة من المستلزمات الطبية، إلا أن إسرائيل لم تسمح بدخول مواد أساسية أخرى مثل المولدات ومعدات تحلية المياه لأنها تصنفها كمواد “ثنائية الاستخدام” وقد تستفيد منها الفصائل الفلسطينية لصنع الأسلحة.
أضافت سوغان أن “المساعدات الإنسانية لا ينبغي أن تكون جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار بينما يحتاج سكان غزة إلى المساعدة”.
وفي مدينة جباليا شمال القطاع، يعيش النازحون الذين عادوا فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في خيام نصبتها الجمعيات والمنظمات الخيرية على قطعة أرض أزيلت منها الأنقاض والركام، تحيط بها مباني دمرها القصف والغارات الجوية.
قال القيادي في حماس أسامة حمدان الإثنين إن 15 منزلا متنقلا دخلت القطاع من أصل 65 ألفا كان يفترض دخولها خلال وقف إطلاق النار.
ولم ترد وكالة “كوغات” التابعة للحكومة الإسرائيلية والمسؤولة عن تنظيم تدفق المساعدات إلى غزة على استفسار فرانس برس بهذا الشأن.
– إحباط تام –
سوغان أيضا قالت إنها لاحظت زيادة فورية في الأسعار في أسواق غزة، بما في ذلك البيض الذي ارتفع سعره بنسبة 150%.
لكن ما يزيد من صعوبة الأمر وفق سوغان هو أن وقف المساعدات يوجه ضربة مؤلمة للغزيين الذين “يشعرون بإحباط تام”، متحدثة عن زملائها في غزة الذين صمدوا طوال 15 شهرا من الحرب المدمرة. وقالت “هم يخشون العودة إلى ما كانت عليه الحال في نوفمبر-ديسمبر… عندما كان يتعذر العثور على الخبز ولم يكن هناك أي لحوم في المدينة”.
لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر اتهم الإثنين حماس بتجميع المؤن وقال إن الحركة لديها “ما يكفي من الطعام للتسبب بوباء السمنة … الإمدادات موجودة لكن حماس لا تشاركها مع الناس”.
وصلت المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن استمرار الهدنة إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة.
وتضغط إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، في حين تطالب حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنص على انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.