عبق نيوز| أمريكا / واشنطن | يلقي دونالد ترامب الثلاثاء خطابه الأول في السياسة العامة أمام الكونغرس، عازما على توسيع الصلاحيات الرئاسية إلى حد غير مسبوق في التاريخ الأميركي الحديث، بما في ذلك على حساب السلطة التشريعية نفسها.
وعلى ضوء البلبلة التي يحدثها ترامب وإدارته منذ توليه السلطة قبل حوالى ستة أسابيع سواء في الولايات المتحدة أو في العالم، بات العديد من الخبراء يحذرون من اتجاه أقوى ديموقراطية في العالم إلى نظام غير ليبرالي، لا بل استبدادي.
ولم يتردد أحد أقرب مستشاري الرئيس الأميركي ستيفن ميلر الثلاثاء في وصفه بأنه “أعظم خطيب رأيناه على الإطلاق في المكتب البيضوي”، مضيفا أن ترامب سيعرض حصيلة “أنجح بداية لولاية رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة”.
ويلقي الملياردير البالغ 78 عاما كلمته في الساعة 21,00 (2,00 ت غ الأربعاء) أمام مجلسي النواب والشيوخ في مبنى الكابيتول في واشنطن.
وذكرت شبكة “فوكس نيوز” أن ترامب سيعرض أمام الكونغرس الذي يسيطر حزبه الجمهوري على مجلسيه، الإنجازات الاقتصادية التي حققها خلال أسابيعه الأولى في البيت الأبيض وسط سيل من الإعلانات التي كان لبعضها وقع الصدمة.
كذلك، سيعرض وفق ما أورد مقال نشرته الشبكة المفضلة للإدارة الجديدة على موقعها، مشاريعه من أجل “السلام في العالم”.
وترامب عازم على إطباق قبضته على هرمية السلطة بالكامل، غير آبه لتوازن السلطات الذي نص عليه الدستور مانحا الكونغرس والمحاكم صلاحيات توازن صلاحيات السلطة التنفيذية.
– ماسك –
أصدر ترامب عشرات المراسيم الرئاسية، بعضها قوبل بطعون أمام القضاء باعتباره يتخطى الصلاحيات الرئاسية، وأطلق يد إيلون ماسك، أكبر أثرياء العالم، للاقتطاع من الميزانية ولو أنها من ضمن صلاحيات السلطة التشريعية.
وبحسب الصحافة، دعي رئيس مجموعتي تيسلا وسبايس إكس للجلوس في قاعة الكونغرس خلال إلقاء ترامب خطابه مساء الثلاثاء.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، تقرب ترامب بشكل متسارع من الكرملين، فيما ضاعف الهجمات على حلفاء الولايات المتحدة، وكان آخرها فرض رسوم جمركية مشددة على المكسيك وكندا.
وتنتظر تصريحاته بشأن أوكرانيا بترقب شديد على ضوء المواجهة الكلامية الحادة بينه وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في البيت الأبيض، وبعدما علقت واشنطن للتو مساعدتها العسكرية لكييف.
وقال ترامب إنه يعتزم إحداث “قطيعة تامة” مع دبلوماسية “الماضي” المتبعة منذ العام 1945 والتي كانت الولايات المتحدة بموجبها تضمن أمن الديموقراطيات الغربية.
وعلى الصعيد الداخلي، تتجلى هذه “القطيعة” في تعيين أوفياء له على رأس الجهازين القضائي والأمني وتفكيك البيروقراطية الفدرالية بوتيرة سريعة والهجمات المتكررة على الصحافة.
– “استبدادي” –
وحذر الخبيران السياسيان ستيفن ليفيتسكي من جامعة هارفرد ولوكان واي من جامعة تورنتو في مقال نشرته مجلة “فورين أفيرز” من الانتقال إلى نظام “متسلط قائم على المنافسة”.
وكتب الخبيران أن “انهيار الديموقراطية في الولايات المتحدة لن يؤدي إلى ولادة دكتاتورية تقليدية تكون الانتخابات فيها مهزلة ويتم سجن المعارضين أو طردهم أو قتلهم” بل إلى نظام تتواجه فيه الأحزاب في انتخابات غير نزيهة لأن الحزب الحاكم يكون تلاعب بالقوانين والنقاش السياسي لصالحه.
ويتوقع الباحثان أن “يبقى بوسع الأميركيين معارضة الحكومة، لكن الأمر سيزداد صعوبة وخطورة، ما سيحمل عددا من الشخصيات والمواطنين على اتخاذ قرار بأن الأمر لا يستحق العناء”.
وإن كانت قرارات ترامب حتى الآن ساحقة، فالواقع أن ردود الفعل عليها تبقى خجولة، وخصوصا داخل الحزب الديموقراطي.
ونصحت الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، إحدى الشخصيات الأكثر نفوذا بين الديموقراطيين، أعضاء حزبها بتفادي التواجه مع ترامب مساء الثلاثاء.
وقالت بيلوسي التي قامت في الرابع من فبراير 2020 بتمزيق نسخة الخطاب الذي كان ترامب ألقاه للتو في الكونغرس، متحدثة لصحيفة واشنطن بوست “دعوه يتخبط في مواقفه. لا تعطوا حججا للذين سيترصدون تصرفات غير لائقة”.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.