عبق نيوز| إسرائيل/ فلسطين | خلص تحقيق داخلي أجراه الجيش الإسرائيلي ونشر الخميس، الى حصول “إخفاق تام” في منع هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، وسوء تقدير قدرات الحركة الفلسطينية.
وشكّل الهجوم غير المسبوق على جنوب إسرائيل، والذي قتل خلاله المئات، شرارة اندلاع حرب مدمّرة في قطاع غزة استمرت 15 شهرا، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وإلحاق دمار واسع وأزمة إنسانية كارثية.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحافيين خلال إحاطة بشأن التقرير، إن “السابع من أكتوبر كان عبارة عن إخفاق تام”، والجيش “أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين”.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه “الكثير من المدنيين قتلوا في ذاك اليوم وهم يسألون أنفسهم أو بصوت مرتفع، أين كان” الجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام أن قواته “أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين. تمّ التفوّق على فرقة غزة (الإسرائيلية) في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة الإرهابيين (على الأرض) وارتكابهم مجازر في المجتمعات وعلى الطرق في المنطقة”.
أقرّ المسؤول العسكري بأن الجيش كان يتمتع بـ”ثقة مفرطة” وأساء تقدير قدرات حماس قبل أن تشنّ الهجوم غير المسبوق في تاريخ الدولة العبرية.
وسيتم تقديم نتائج تحقيق الجيش الذي يشمل 77 تحقيقا منفصلا في ما جرى داخل البلدات والقواعد العسكرية والتجمعات السكنية ونقاط الاشتباك في مناطق جنوب إسرائيل المحاذية لغزة، الى من طالهم هجوم العام 2023 الذي شكّل شرارة حرب مدمّرة في القطاع الفلسطيني.
وأوضح المسؤول أن هذا لا يزال مجرد “جزء صغير من العملية برمتها”.
ويوجد هناك تحقيقات إضافية، بما في ذلك ما حدث في مهرجان نوفا الموسيقي.
– “أعظم إخفاقات” الجيش –
أسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
ومن بين 251 شخصا تم احتجازهم كرهائن في ذلك اليوم، لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بما في ذلك 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48319 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأكد المسؤول العسكري “كان هذا أحد أكثر الأحداث المروعة التي شهدتها إسرائيل على الإطلاق” واصفا السابع من أكتوبر بأنه “كان أحد أعظم إخفاقات” الجيش الإسرائيلي.
وأشار أن التحقيق أجري على مدى 15 شهرا وركز على أربعة مجالات رئيسية: تصورات الجيش قبل السابع من أكتوبر، وإخفاقات الاستخبارات، والأحداث التي وقعت في الليلة السابقة للهجوم، والإجراءات العملياتية التي اتخذها الجيش في ذلك اليوم، فضلا عن جهوده لاستعادة السيطرة في الأيام التي أعقبت بدء الهجوم.
وأكد “لم نتصوّر حتى أن سيناريو كهذا كان ممكنا”.
وأوضح أن اهتمام إسرائيل كان منصبا على التهديدات من إيران وحزب الله.
وبحسب المسؤول فإن الجيش لم يحافظ على “فهم شامل للقدرات العسكرية للعدو” وأنه “كان واثقا بشكل مفرط في معرفته”، في إشارة الى حماس.
من جهته، قال مسؤول عسكري كبير ثانٍ “كنا مدمنين على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة”، موضحا أنه على الرغم من العلامات التي تشير إلى أن حماس تستعد للهجوم، إلا أن الجيش كان يركز بشكل مفرط على ما يعتقد أنه معلومات دقيقة.
– ثلاث دفعات –
وتوصل التحقيق الى أن الهجوم نفّذ على ثلاث دفعات.
وأفاد بأن “الدفعة الأولى… ضمّت أكثر من ألف من إرهابيي (وحدة) النخبة (في حماس) الذين تسللوا تحت ستار من النيران الكثيفة”، مشيرا الى أن الدفعة الثانية ضمّت ألفي مسلّح، في حين تخلّل الثالثة دخول مئات المسلحين يرافقهم آلاف المدنيين.
أضاف “في المجموع، تسلّل قرابة خمسة آلاف إرهابي الى الأراضي الإسرائيلية خلال الهجوم”.
وأوضح المسؤول أن الساعات الأولى من الهجوم كانت حاسمة وشهدت معظم عمليات القتل والخطف.
وفي ذلك الوقت قامت وحدة النخبة التابعة لحماس بتدمير نظام الاتصالات العسكري ومراكز القيادة والسيطرة، مما أدى إلى خلق حالة من الفوضى في حين كان الجيش يكافح لاستعادة السيطرة.
وتعقيبا على التحقيق، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه يتحمل “المسؤولية الكاملة” عن الفشل.
وقال هيرتسي هاليفي إن “المسؤولية تقع على عاتقي. كنت قائدا للجيش في 7 أكتوبر، وأتحمل أيضا المسؤولية الكاملة عنكم جميعا”.
وقدم رئيس الأركان استقالته الشهر الماضي على خلفية “الفشل” في مواجهة هجوم حماس، على أن يبقى في منصبه حتى السادس من مارس المقبل.
بالإضافة إلى هاليفي، أعلن قائد المنطقة الجنوبية للجيش، يارون فينكلمان، استقالته. ومثله فعل رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حاليفا في اغسطس 2024.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.