عبق نيوز| أوكرانيا / روسيا | دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين إلى إحلال سلام دائم في أوكرانيا خلال السنة الراهنة، في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا.
وتأتي هذه الذكرى في خضم تحول في الموقف الأميركي تجاه أوكرانيا، إذ تتباحث الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب مباشرة مع روسيا وتنتقد الرئيس الأوكراني وتحمّل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب في 24 فبراير 2022.
من جهتها، أعلنت روسيا التي تحتل 20 % من الأراضي الأوكرانية أنها لن تتوقف عن القتال إلا عندما تنال ما تريده من المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب. وتؤكّد موسكو أن أوروبا تسعى إلى مواصلة الصراع.
وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى اندلاع أسوأ نزاع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ما أسفر عن مقتل الآلاف ونزوح الملايين وتدمير مدن كاملة.
وأكد زيلينسكي خلال قمة في كييف مع عشرات القادة الأوروبيين في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا “يجب أن تشهد هذه السنة بداية سلام حقيقي ودائم. (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يمنحنا السلام أو سيعطينا إياه في مقابل شيء. يجب أن نظفر بالسلام بالقوة والحكمة والوحدة”.
وفي السياق نفسه، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الإثنين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد “استسلام” أوكرانيا، فيما أعلنت تقديم مساعدات جديدة لكييف بقيمة 3,5 مليارات يورو.
وقالت فون دير لايين خلال القمة إنّ “الحرب في أوكرانيا تبقى الأزمة الأهم والأكثر تأثيرا على مستقبل أوروبا. بوتين يحاول أكثر من أي وقت مضى الفوز في هذه الحرب على الأرض. ويظل هدفه استسلام أوكرانيا”.
وأضافت المسؤولة التي شاركت في القمة التي حضرها قادة غربيون من بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو “تبقى الحرب في أوكرانيا الأزمة الأهم التي تحمل أكبر تبعات على مستقبل أوروبا”.

– دعم تركيا –
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين إن موسكو لن توقف القتال في أوكرانيا إلا بعد تحقيق أهدافها من المفاوضات التي يعتزم الرئيسان الروسي والأميركي مباشرتها لإنهاء النزاع.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي فيدان هاكان في أنقرة “لن نوقف القتال إلا عندما تفضي المفاوضات إلى نتيجة ثابتة ودائمة تناسب روسيا الاتحادية”.
وتطالب موسكو عمليا باستسلام الجيش الأوكراني وتخلي كييف عن خمس مناطق تحتلها روسيا كليا أو جزئيا وتخليها عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وقيام سلطات جديدة في كييف.
ولا تخفي روسيا ارتياحها لرؤية دونالد ترامب يكسر العزلة التي أراد الغرب أن يفرضها على فلاديمير بوتين، ويتبنى مواقف قريبة من مواقف الكرملين، ويعتبر أن وجود زيلينسكي في المفاوضات مع روسيا بشأن الصراع “ليس مهما”.
كذلك، أعلن الكرملين أن بوتين “أطلع” الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين على المحادثات الروسية-الأميركية التي بدأت الأسبوع الماضي.
بدوره، أشاد شي الاثنين بـ”الجهود الإيجابية” التي تبذلها روسيا مع أطراف أخرى “لنزع فتيل” الأزمة في أوكرانيا، أثناء اتصال هاتفي مع بوتين، وفق ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين عبر رابط فيديو خلال القمة دعمه لوحدة أراضي أوكرانيا، مشددا على أنّه يجب تمثيل موسكو وكييف “بشكل عادل” في أي محادثات لإنهاء النزاع.
وبمواجهة الخطر الروسي وتبدل الموقف الأميركي، يسعى الأوروبيون الذين باتوا في موقع ضعف لحشد قواهم.
وفي هذا السياق، يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الولايات المتحدة الإثنين والخميس على التوالي، فيما أعلنت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها ستتوجه الثلاثاء إلى الولايات المتحدة.
– مفاوضات على المعادن –
وبعدما تبنى الموقف الروسي الذي يحمل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب وباشر محادثات مع موسكو بدون أي مشاركة أوكرانية أو أوروبية، يصر دونالد ترامب على استعادة قيمة المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف منذ بدء الصراع، من خلال وصول الولايات المتحدة إلى موارد أوكرانيا من المعادن الحيوية والنادرة.
واستبعد زيلينسكي الأحد توقيع اتفاق يدفع ثمنه “عشرة أجيال من الأوكرانيين”.
لكن أوكرانيا أعلنت الاثنين أنها وصلت إلى المراحل النهائية من المحادثات المرتبطة بالمعادن، ووصفتها نائبة رئيس الوزراء أولغا ستيفانيتشينا على إكس بأنها “بناءة”.
وأفاد مصدر رفيع المستوى وكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه أن أوكرانيا اقترحت على الولايات المتحدة توقيع “اتفاق إطاري” في واشنطن بحضور زيلينسكي وترامب، وهي تنتظر رد واشنطن.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.