واشنطن تقترح “نهاية سريعة” للحرب في أوكرانيا في نص أمام الأمم المتحدة

المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ / الأناضول

عبق نيوز| أمريكا / الأمم المتحدة / أوكرانيا / روسيا | اقترحت الولايات المتحدة على الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يدعو إلى “نهاية سريعة” للنزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضيها، في حين يمارس الرئيس دونالد ترامب ضغوطا على فولوديمير زيلينسكي.

يدعو مشروع القرار الذي لا يتجاوز 65 كلمة واطّلعت عليه وكالة فرانس برس الجمعة إلى “نهاية سريعة للنزاع وإلى سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا”، في صياغة مقتضبة تختلف تماما عن نصوص سابقة للجمعية تدعم صراحة أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو “تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار بسيط وتاريخي في الأمم المتحدة، وندعو كل الدول الأعضاء الى تأييده بهدف رسم مسار نحو السلام”.

ووصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مشروع القرار الأميركي بأنه “فكرة سديدة”، لافتا في الوقت نفسه إلى افتقار النص لما يشير إلى “جذور” النزاع.

ولم يصدر الأوروبيون المتوجّسون من الحوار الأميركي-الروسي المفاجئ بشأن أوكرانيا، أي رد فعل على المقترح الأميركي حتى صباح السبت.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير “لا تعليق في الوقت الراهن”، في حين من المقرر أن تلتئم الجمعية العامة الإثنين في الذكرى السنوية الثالثة لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

واعتبر ريتشارد غوان الباحث في مجموعة الأزمات الدولية في تصريح لفرانس برس أن “نصا بسيطا كهذا لا يدين العدوان الروسي ولا يشير صراحة إلى وحدة أراضي أوكرانيا يبدو أشبه بخيانة لكييف وصفعة للاتحاد الأوروبي، وكذلك ازدراء للمبادئ التي تشكل صلب القانون الدولي”.

 – “ليست لديهم أي أوراق” –

وانعقاد الجمعية العامة الإثنين هو الاجتماع الأول منذ تنصيب دونالد ترامب الذي وجّه الجمعة انتقادات لاذعة إلى الرئيس الأوكراني خلال حدث جمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض.

وإذ قال إن الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين يجب أن “يتواصلا” من أجل “وقف (حرب) تقتل الملايين”، إلا أنه اعتبر أن مشاركة زيلينسكي في المحادثات مع روسيا ليست “ذات أهمية كبيرة”.

قال ترامب “لقد أجريت محادثات جيدة للغاية مع بوتين، ولم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر”.

وقال في تصريح لمحطة فوكس راديو “يعقد اجتماعات منذ ثلاث سنوات ولم يتم إنجاز أي شيء”. وأضاف “لا أعتقد أن هناك أهمية كبيرة لحضوره في الاجتماعات”.

كما رفض الرئيس الجمهوري مجددا تحميل روسيا مباشرة المسؤولية عن غزو أوكرانيا في فبراير 2022، وقال إن “روسيا هاجمت”، لكن القادة الغربيين “لم يكن ينبغي أن يسمحوا لها بالهجوم”.

واتّهم ترامب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنهما لم يفعلا شيئا لإنهاء الحرب.

ومن المقرّر أن يجتمع مع ماكرون وستارمر بشكل منفصل الأسبوع المقبل في البيت الأبيض.

– معادن استراتيجية –

وبالتزامن تتفاوض كييف وواشنطن على اتفاق يأمل زيلينسكي أن يكون “عادلا” بشأن استغلال شركات أميركية معادنها الاستراتيجية مقابل دعم واشنطن لها في مواجهة موسكو.

وفي رسالة عبر الفيديو على شبكة للتواصل الاجتماعي، قال الرئيس الأوكراني الجمعة إن أوكرانيا والولايات المتحدة تعملان على “مشروع اتفاق” بشأن الوصول إلى المعادن.

في بداية فبراير، أعلن الرئيس الأميركي أنّه يريد التفاوض على اتفاق مع أوكرانيا للحصول على حق الوصول إلى 50 في المئة من معادنها الاستراتيجية مقابل المساعدات الأميركية التي تمّ تقديمها.

وكان زيلينسكي قد رفض بشدة الطرح الأميركي، مؤكدا أن بلاده “ليست للبيع”، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام “استثمارات” أميركية في هذا المجال مقابل “ضمانات أمنية” ضد روسيا.

وفي الذكرى الثالثة للغزو الروسي، أعدت أوكرانيا والأوروبيون مشروع قرار لطرحه على الجمعية العامة للأمم المتحدة يشدّد على ضرورة “مضاعفة” الجهود الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب “في هذا العام”، ويشير إلى مبادرات دول أعضاء عدة طرحت “رؤيتها لاتفاق سلام شامل ومستدام”.

ويكرّر النص أيضا المطالب السابقة للجمعية العامة في ما يتّصل بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا ووقف الهجمات الروسية ضد أوكرانيا. وحظيت نصوص سابقة بهذا الصدد بأكثر من 140 صوتا مؤيدا من بين الأعضاء البالغ عددهم 193.

 – “القائد الشجاع” – 

تأتي التصريحات الجديدة لترامب بعد انتقادات حادة وجّهها للرئيس الأوكراني استدعت ردود فعل من كييف وأثارت صدمة لدى حلفائه الأوروبيين، في أعقاب زيارة أجراها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ، بدا أنها أسهمت في تهدئة الأوضاع.

وقال زيلينسكي إنه أجرى محادثات “بناءة” مع كيلوغ الذي وصف الرئيس الأوكراني بأنه “القائد الشجاع والمحاصَر لبلد في حرب”.

الجمعة، جدّد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التشديد  على أنّ الرئيس الروسي “منفتح” على محادثات سلام.

وتطالب روسيا خصوصا بأن تتنازل كييف عن أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمّها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وبأن لا تنضم أوكرانيا أبدا إلى حلف شمال الأطلسي.

وتُعتبر هذه الشروط غير مقبولة بالنسبة إلى السلطات الأوكرانية التي تطالب حلفاءها بضمانات أمنية قوية تردع روسيا عن غزوها مجددا.

وكان ترامب اعتبر أنّ انضمام أوكرانيا إلى الأطلسي لن يكون “واقعيا”.

وميدانيا، لاتزال القوات الأوكرانية تواجه صعوبات في حين أعلن الجيش الروسي أنه سيطر على بلدتين تقعان في شرق أوكرانيا الجمعة.

المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد