عبق نيوز| ألمانيا/ برلين | يتواجه المستشار الألماني أولاف شولتس وزعيم المعارضة فريديريش ميرتس مساء الأربعاء في مناظرة تلفزيونية ثانية وأخيرة قبل أربعة أيام من انتخابات تشريعية تشهد أكبر قدر من التوتر في تاريخ ألمانيا الحديث.
ومن المتوقع أن تكون قضيتا الهجرة والأمن أبرز موضوعين في المناظرة التي من المقرر أن تبدأ عند الساعة 20,15 (19,15 ت غ)، إلى جانب التوترات الأميركية الأوروبية والحالة المزرية للاقتصاد الألماني.
ورغم أنه لن يكون موجودا في القاعة، قد يسرق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الذي صعد نجمه مجددا الأضواء، خصوصا بعد الدعم العلني الذي حظيت به حملته الانتخابية من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتوقّعت استطلاعات الرأي أن يحل حزب البديل من أجل ألمانيا في المركز الثاني في الانتخابات التشريعية ويحصل على ما لا يقل عن نسبة 20 %، خلف الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ بقيادة ميرتس الذي تتوقع الاستطلاعات حصوله على نسبة تراوح بين 30 % و32 %.
وحتى لو فاز المحافظون كما هو متوقع، سيكون على ميرتس إيجاد شركاء في الائتلاف، وهي عملية قد تستغرق أسابيع كما أنها أصبحت أكثر تعقيدا بسبب تنامي نفوذ حزب البديل من أجل ألمانيا وإمكان وصول أحزاب أصغر إلى البرلمان.
وما زال ميرتس يصر، رغم أنه اعتمد على دعم “البديل من أجل ألمانيا” في تصويت برلماني الشهر الماضي، على أنه لن يشكل أبدا ائتلافا مع هذا الحزب المناهض للهجرة.
وفي استطلاع أجرته INSA ونشرته صحيفة “بيلد”، اعتبر 40 % ممن شملهم أن ميرتس أكثر كفاءة من شولتس الذي حصل على 28 % فقط من التأييد.
وسجل ميرتس نتائج أفضل من شولتس بسبب مجموعة من المواضيع الانتخابية، بما فيها الهجرة والأمن والاقتصاد.
وقد تشهد المناظرة نقاشا حول نقطة تثير توترا مع الولايات المتحدة، هي التحول المفاجئ في سياسة واشنطن بشأن حرب أوكرانيا بعدما التقى مسؤولون في إدارة ترامب نظراءهم الروس في السعودية الثلاثاء.
واستبعدت الدول الأوروبية الحليفة لأوكرانيا من المحادثات، بما فيها ألمانيا التي حذر مستشارها من “سلام مفروض” على كييف.
– فضيحة التبرعات –
اضطر حزب البديل من أجل ألمانيا الأربعاء، إلى اتخاذ موقف دفاعي بعدما أثيرت تساؤلات حول المصدر الفعلي لتبرعات بقيمة 2,35 مليون يورو (2,45 مليون دولار).
وقال الحزب إنه حصل على الأموال التي استُخدمت في طباعة ملصقات للحملة الانتخابية، من مسؤول سابق في حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا، وفق ما أفادت صحيفتا “دير شبيغل” الألمانية و”دير ستاندرد” النمسوية.
ولكن هناك شكوك في أن مليارديرا ألمانيا يعمل في مجال العقارات تبرع بها، مع كون النمسوي واجهة، وهو أمر غير قانوني، كما ذكرت تقارير نقلا عن مسؤولين أمنيين نمسويين.
وأصر أمين صندوق الحزب كارستن هيوتر على أن المانح النمسوي قدّم ضمانات أن الأموال مصدرها أصوله الخاصة وأوضح “لا دليل على الادعاءات المزعومة… لا يمكن التحدث عن فضيحة تبرعات”.
كذلك، دفع ميرتس الشهر الماضي باقتراح في البرلمان بشأن تشديد سياسة الهجرة بدعم من الحزب اليميني المتطرف، في رد على هجوم مميت على مجموعة من الأطفال اتُهم بتنفيذه طالب لجوء أفغاني، هو الأحدث في سلسلة من اعتداءات نفذها مهاجرون.
وأثارت هذه المبادرة احتجاجات من وصفوه بأنه انتهاك “لجدار العزل”، في إشارة إلى الموقف التقليدي للأحزاب الألمانية الرافضة للتعامل مع اليمين المتطرف.
وما ساهم في تأجيج التوترات حول هذا الموضوع وتوتر علاقات برلين مع أحد أقرب حلفائها التقليديين، تصريحات نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس والملياردير إيلون ماسك اللذين أعربا عن دعمهما حزب البديل من أجل ألمانيا.
ودعا فانس الأسبوع الماضي أمام مؤتمر ميونيخ أوروبا إلى فتح الباب أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة وقال “لا مجال لجدران العزل”.
ورد زعيم حزب المحافظين الألماني قائلا “لن أسمح لنائب الرئيس الأميركي بأن يخبرني مع من يجب أن أتحدث هنا في ألمانيا”.
من جهته وصف شولتس خطاب نائب الرئيس الأميركي بأنه “غير مقبول”.
وتأتي انتخابات الأحد إثر انهيار ائتلاف شولتس المكون من ثلاثة أحزاب في تشرين الثاني/نوفمبر بسبب خلافات حول الموازنة.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.