عبق نيوز| فلسطين/ إسرائيل | تجري حركة حماس وإسرائيل السبت سادس عملية تبادل رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي وصل إلى حافة الانهيار هذا الأسبوع.
ومن المرتقب الإفراج عن ثلاثة إسرائيليين، جميعهم يحملون جنسية مزدوجة، كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ 16 شهرا، وعن 369 معتقلا فلسطينيا، في وقت يصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل مساء السبت لإجراء محادثات مقررة الأحد.
وكما في كل عملية تبادل، انتشر عشرات المقاتلين الملثمين والمسلحين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في الصباح حول منصة أقيمت هذه المرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.
ورفعت خلف المنصة لافتة عريضة تحمل شعار كتائب عز الدين القسام وعبارة “لا هجرة إلا للقدس” بالعربية والإنكليزية والعبرية، تعبيرا لرفض خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن والتي قوبلت برفض عربي كبير.
كما رفعت لافتة كتب عليها “يا قدس نحن قادمون” إلى جانب صور لقادة حماس الذين قتلوا في الحرب.
والرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم السبت هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبانوف (29 عاما)، والإسرائيلي الأميركي ساغي ديكل حن (36 عاما)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاما).
ونشر الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي مساء الجمعة شريط فيديو يظهر فيه تروبانوف على شاطئ غزة وهو يحمل صنارة صيد.
وخُطف الثلاثة من كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 73 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم السبت “36 أسيرا محكومين بالسجن المؤبد، سيتم إبعاد 24 منهم”، وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.
وقادت مصر وقطر وساطة هذا الأسبوع لمواصلة عمليات تبادل الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بعد تهديد حماس بتعليق إطلاق سراح الرهائن، وتوعد إسرائيل باستئناف الحرب.
– “تجويع وتعذيب” –
وستكون حالة الرهائن محل متابعة لدى إطلاق سراحهم، في ظل القلق في إسرائيل على وضعهم الجسدي والنفسي.
وأكد الرهينة الإسرائيلي الأميركي كيث سيغل (65 عاما) الذي أطلق سراحه في الأول من شباط/فبراير أنه عاش “ظروفا لا يمكن تصورها” أثناء احتجازه. وقال في مقطع فيديو الجمعة “أنا من الناجين… كل يوم كان يبدو لي كأنه اليوم الأخير”.
وتابع “عندما كنت في غزة، عشت في خوف دائم، خوف على حياتي وسلامتي الشخصية… تعرضت للتجويع والتعذيب، جسديا وعاطفيا”.
وأضاف “عندما اشتدت الحرب، عاملني الإرهابيون الذين احتجزوني بشكل أسوأ”. وقال “ركلوني وبصقوا عليّ واحتجزوني بلا ماء أو ضوء أو هواء للتنفس”.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تسهّل عمليات التبادل، الجمعة أنها “قلقة جدا” حيال وضع الرهائن المحتجزين في غزة.
في الثامن من شباط/فبراير، سلمت حماس الصليب الأحمر ثلاثة رهائن في حالة ضعف جسدي شديد خلال استعراض أثار استياء إسرائيل.
كما نُقل سبعة مُعتقلين فلسطينيّين تم الإفراج عنهم حينها إلى مستشفيات في الضفة الغربية المحتلّة بسبب وضعهم الصحّي جرّاء اعتقالهم في إسرائيل، حسبما أكّد نادي الأسير الفلسطيني.
وقالت حماس مساء الجمعة إن “تسليم الدفعة الجديدة من الأسرى الصهاينة سيتم بطريقة لائقة وعلى الهواء مباشرة”.
ولفتت الحركة إلى أن “عمليات تسليم الأسرى تمت بسلاسة واضحة وشكل حضاري يعكس الثقافة الفلسطينية وتعاليم ديننا”.
– استئناف المحادثات –
ويخيّم غموض على مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن مرحلته الثانية التي يفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فستخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
وأكد القيادي في حماس طاهر النونو لفرانس برس الجمعة أن الحركة تتوقع بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع الأسبوع المقبل، موضحا أن “الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن”.
وقال إن “حماس أكدت أنها ملتزمة تنفيذ إجراءات صفقة التبادل وكل بنود الاتفاق” الذي نصّ على وقف النار.
وفي ما يتعلّق بمصير قطاع غزة على المدى البعيد، يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 شباط/فبراير لمناقشة الرد على خطة ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة ونقل سكانه إلى مصر والأردن المجاورتين.
والخميس، أعلن روبيو أنّ بلاده منفتحة على مقترحات من الدول العربية بشأن مرحلة ما بعد الحرب في غزة، بعدما قوبِلَ اقتراح ترامب بإنشاء “ريفييرا الشرق الأوسط” باستنكار في مختلف أنحاء العالم.
وقال روبيو الذي سيتوجه إلى السعودية والإمارات بعد زيارته إسرائيل “حاليا الاقتراح الوحيد – لا يحبّونه – ولكنّ الاقتراح الوحيد هو اقتراح ترامب. إذا كان لديهم اقتراح أفضل، حان وقت تقديمه”.
وشهدت العاصمة الأردنية عمّان الجمعة، تظاهرة ضد اقتراح ترامب، شارك فيها مئات الأشخاص، بعد دعوة أطلقتها حماس لتنظيم “مسيرات تضامن” في كل أنحاء العالم خلال نهاية هذا الأسبوع لمعارضة المشروع الأميركي الذي لم يلقَ ترحيبا سوى من إسرائيل.
أدى هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، إلى مقتل 1211 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية يشمل الرهائن ومن بينهم الذين قتِلوا أو توفوا خلال فترة احتجازهم في غزة.
في المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل 48222 شخصا على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.