عبق نيوز| فلسطين / إسرائيل | توعدت إسرائيل الثلاثاء حماس بـ”معارك عنيفة” في قطاع غزة وبإنهاء اتفاق إطلاق النار في حال عدم إفراجها عن الرهائن المحتجزين فيه بحلول السبت، فيما جددت الحركة الفلسطينية تأكيدها التزام الهدنة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب كبير حلفاء إسرائيل، توعد كذلك حماس ب”الجحيم” في حال “لم تفرج عن كل الرهائن” قبل “الساعة 12,00” من يوم السبت بعدما هددت الحركة الإسلامية الفلسطينية بإرجاء عمليات الإفراج المقررة السبت في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت حماس في بيان مساء الثلاثاء التزامها اتفاق وقف النار واتهمت إسرائيل بعدم تنفيذ تعهداتها.
وقالت الحركة إنها “ملتزمة اتفاق وقف إطلاق النار ما التزم الاحتلال به (..) نؤكد أن الاحتلال هو الطرف الذي لم يلتزم تعهداته، وعليه تقع مسؤولية أي تعقيدات أو تأخير”.
وبعدما حشد منذ الاثنين قوات حول قطاع غزة الذي لحق به دمار هائل جراء الحرب التي اندلعت قبل 15 شهرا، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إرسال تعزيزات إضافية إلى هذه المناطق “تشمل جنود الاحتياط”.
وفي ظل هذه الأجواء التصعيدية، استقبل الرئيس الأميركي الذي أثارت خطته لسيطرة بلاده على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى مصر والأردن خصوصا، موجة استنكار دولية، الثلاثاء في البيت الأبيض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأعلن ملك الأردن الذي يعارض شأنه في ذلك شأن كل الدول العربية الخطة الأميركية، استعداد بلاده لاستقبال ألفي طفل مريض من قطاع غزة.
وسمح اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، في إطار مرحلة أولى تمتد على أربعة أسابيع بحصول خمس عمليات تبادل رهائن بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
إلا ان هذه الهدنة باتت مهددة في الأيام الأخيرة فيما لم تنطلق بعد المفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء “اذا لم تفرج حماس عن رهائننا بحلول ظهر السبت، فإن وقف اطلاق النار سينتهي و(الجيش الإسرائيلي) سيستأنف معارك عنيفة حتى الحاق هزيمة نهائية بحماس”.
ولم يوضح نتانياهو ما اذا كان كلامه يشمل جميع الإسرائيليين المحتجزين في غزة أو مجموعة من الرهائن من المقرر أن يتم الافراج عنهم السبت في مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم اسرائيل، في إطار اتفاق الهدنة.
وطالب وزير المال الاسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الثلاثاء نتانياهو بأن “يفتح أبواب الجحيم” على حماس إذا لم تفرج السبت عن جميع الرهائن الاسرائيليين لديها. وأكد “إما الافراج عن جميع الرهائن بحلول السبت (…) وإما سنفتح عليهم أبواب الجحيم” مضيفا “هذا يعني أن لا كهرباء بعد اليوم ولا مياه ولا وقود ولا مساعدة إنسانية. فقط نار وكبريت من طائراتنا ومدفعيتنا ودباباتنا ومقاتلينا الأبطال”.
– “اتفاق يجب احترامه” –
من جهته أبقى ترامب على مهلة السبت للافراج عن الرهائن مؤكدا أنه لا يتوقع أن تحترم حماس هذه المهلة.
وكان دعا الاثنين ألى الإفراج عن “كل” الرهائن. وأكد “السبت عند الساعة 12,00 وبعد ذلك سيبدأ الجحيم”.
وهذا المطلب يتجاوز ما هو وارد في اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على الإفراج عن 33 رهينة خلال المرحلة الأولى في مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري “على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقا يجب احترامه من الطرفين وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى”.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حماس الثلاثاء إلى المضي قدما في عملية إطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين.
وكتب غوتيريش على إكس “علينا أن نتجنب بأي ثمن استئناف الأعمال القتالية في غزة والذي من شأنه أن يؤدي إلى مأساة هائلة”.
منذ بدء الهدنة، أفرج عن 16 رهينة إسرائيليين بالإضافة إلى خمسة تايلانديين (خارج الاتفاق)، وأطلق سراح 765 معتقلا فلسطينيا.
ومن بين 251 رهينة تم اقتيادهم إلى غزة، في إطار هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ما زال 73 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 35 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
والثلاثاء، أعلن الجيش وكيبوتس كيسوفيم وفاة شلومو منصور (86 عاما) الذي اختطف من منزله في كيبوتس كيسوفيم خلال هجوم حماس.
وجدد المتمردون الحوثيون في اليمن تهديدهم باستئناف عملياتهم ضد إسرائيل، في حال أقدمت الدولة العبرية على أي تصعيد جديد في قطاع غزة.
وقال زعيهم عبد الملك الحوثي الحوثي “نحن حاضرون حتى للتدخل العسكري في أي جولة تصعيد ضد غزة في أي وقت من الأوقات”.
وقد تظاهر العديد من الإسرائيليين، بينهم أقارب رهائن، أمام مكتب نتانياهو في القدس، مطالبين بتنفيذ الاتفاق.
ومن بين هؤلاء شاهار مور زهيرو، ابن شقيق الرهينة المقتول أبراهام مندر. وقال “لا نستطيع أن نتحمّل مواجهة أخرى بين الطرفين. هناك اتفاق. تحرّكوا!”.
ومن المفترض أن تفضي المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وووقف نهائي للاعمال القتالية، قبل المرحلة النهائية المخصصة لإعادة إعمار غزة.
لكن لم تبدأ بعد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تكون جارية وفقا للاتفاق.
اقترح ترامب خلال استقباله نتانياهو الأسبوع الماضي خطة غير مسبوقة لغزة تقوم على تهجير جميع سكّان القطاع لكي تسيطر عليه الولايات المتحدة من أجل تطويره عقاريا.
وأكد الرئيس الأميركي الثلاثاء أنه لا يسعى للمشاركة شخصيا في تطوير غزة عقاريا.
لكنه حذر من أنه قد يوقف المساعدات الأميركية المقدمة للأردن ومصر في حال رفض البلدان استقبال فلسطينيي غزة.
وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إعادة إعمار قطاع غزة “بدون تهجير سكانه الفلسطينيين” مضيفا أن إقامة دولة فلسطينية هي “الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم” في المنطقة.
وعبر مصريون عن غضبهم حيال المتقرح الأميركي.
وسأل سمير جمعة صاحب كاراج سيارات في القاهرة يبلغ 71 عاما “بعدما قصفوهم وقتلوهم، يريدون أن يهجّروهم أيضا؟”.
وقال بغضب “هذه أرض فلسطينية، من المجنون الذي يبيع أرضا ليست له ويحوّلها لمشروع سياحي؟”.
وكان هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1210 أشخاص غالبيتهم من المدنيين وفق تعداد لوكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردت إسرائيل بحملة قصف عنيف دمرت القطاع وحولته إلى ركام وتسببت بمقتل 48219 شخصا من سكانه بحسب بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.+
المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.