عبق نيوز| فلسطين / اسرائيل | أفرجت حماس السبت عن 3 رهائن إسرائيليين أمضوا 16 شهرا محتجزين في قطاع غزة، بينما أفرجت إسرائيل عن 183 معتقلا فلسطينيا في خامس عملية تبادل منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
ونقل الرهائن الثلاثة أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما) في شاحنات بيك آب وأصعدهم مقاتلو حماس إلى منصة خلال مراسم نظمتها الحركة في دير البلح في وسط قطاع غزة على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان.
وسلموا بعد ذلك إلى الصليب الأحمر الدولي الذي سلمهم بدوره إلى السلطات الإسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق تسلم الرهائن الثلاثة.
وانتشر عشرات من مقاتلي حماس الملثمين والمسلحين وعلى جبينهم عصبة الحركة الخضراء، وفرضوا طوقا أمنيا في المكان، تجمعت خلفه حشود ضمت مئات الأشخاص.
وفي مقابل إطلاق الرهائن الثلاثة، أفرجت إسرائيل عن 183 فلسطينيا، بحسب ما اعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية السبت.
ووصلت حافلة تقل معتقلين فلسطينيين أفرج عنهم الى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة على أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وكانت الحافلة غادرت سجن عوفر الإسرائيلي القريب من بلدة بيتونيا. ونزل المعتقلون واحدا تلو الآخر وهم يلوحون بأيديهم للحشود التي كانت في استقبالهم وسط انتشار لعناصر الشرطة الفلسطينية.
وأعلن نادي الأسير عن نقل سبعة منهم الى المستشفى بسبب وضعهم الصحي.
ونددت حركة حماس بسياسة “القتل البطيء” بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
-“جريمة ضد الإنسانية”
وفي “ساحة الرهائن” في تل أبيب تجمع مئات الأشخاص لمتابعة النقل المباشر للإفراج عن الرهائن.
ونصبت في المكان شاشة عملاقة تعد الأيام والساعات والدقائق والثواني التي مضت منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 داخل إسرائيل وخطف خلاله الرهائن واقتيدوا إلى غزة.
وأثارت وجوه الرهائن الثلاثة الشاحبة وقاماتهم الهزيلة صدمة في إسرائيل، خصوصا بالمقارنة مع صورهم المنتشرة في أنحاء إسرائيل منذ اختطافهم في السابع من أكتوبر 2023.
وعلق “مجلس أكتوبر” الذي يضمّ عائلات ضحايا هجوم 7 أكتوبر، أن مشهدهم يذكر “بصور الناجين من المحرقة”، وهو يطالب بتحقيق رسمي في ملابسات ما يعتبره أحلك يوم في تاريخ الدولة العبرية.
وجعل عناصر حماس الرهائن الثلاث يعتلون منصّة ليتلوا عليها بنظرات تائهة تصريحا بالعبرية عبر مذياع هو عينه تقريبا في كلّ مرّة.
وتحدث الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن “جريمة ضد الإنسانية” في تعليقه على مشاهد الإفراج.
وكتب هرتسوغ عبر منصة اكس “هكذا يكون مشهد جريمة ضد الإنسانية. يجب على العالم بأسره أن يشاهد (الرهائن الثلاثة) الذين تم تجويعهم وقد بدا الهزال والمعاناة على وجوههم فيما يتم استغلالهم في مشهد وقح وقاس من قبل قتلة حقيرين”.
بينما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن المشاهد “صادمة” مؤكدا في بيان أن “المشاهد الصادمة التي رأيناها اليوم لن تمر من دون رد”.
وكانت شكوك تخيّم على هذه الصفقة بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة. لكن هذه الشكوك تبددت مساء الجمعة.
وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا على اندلاع الحرب المدمّرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.
قُتلت زوجة إيلي شرابي وابنتاهما المراهقتان في منزلهم في كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر 2023. ويُشتبه أيضا في مقتل الشقيق الأكبر لإيلي، يوسي شرابي الذي أُخِذ رهينة بشكل منفصل.
وقُتلت زوجة أور ليفي، إيناف، عندما هاجم عناصر حماس مهرجان نوفا الموسيقي الذي قدم الزوجان لحضوره.
أما زوجة أوهاد بن عامي التي اختطفت معه من كيبوتس بئيري، فقد أُطلِق سراحها خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا في غزة في نوفمبر 2023.
ويتضمن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وكانت قد حصلت حتى اليوم أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.
– “ساعِدوني” –
ناشد ياردين بيباس، الرهينة الإسرائيلي الذي أفرجت عنه حماس الأسبوع الماضي، نتانياهو الجمعة العمل على إعادة زوجته وطفليه المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023 في القطاع الفلسطيني ولا يزال مصيرهم مجهولا.
وقال بيباس في أول تصريح علني له منذ استعاد حرّيته في الأول من فبراير “للأسف أسرتي لم تعد بعد … كل شيء هنا مظلم… ساعدوني على إعادة النور إلى حياتي”، وذلك بعيد نشر لائحة بأسماء الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس السبت.
واحتُجز خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر 251 شخصا رهائن، كما قتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وأدّى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 48 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.
– “لا داعي للعجلة” –
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب استهجانا واسعا إثر اقتراحه سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإخلاءه من سكانه تطوير مشاريع عقارية فيه، مع “إعادة توطين” سكانه في أماكن أخرى من المنطقة، ولا سيما مصر والأردن.
ورفضت القاهرة وعمّان هذا المقترح الذي أثار أيضا استنكارا دوليا، مع تحذير الأمم المتحدة من أيّ “تطهير عرقي”. كذلك رفضته بشدّة حماس والسلطة الفلسطينية.
وقال الرئيس الأميركي الجمعة إنه ليس مستعجلا في تنفيذ مقترحه.
وينادي المجتمع الدولي بتنفيذ حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، إلا أنّ الدولة العبرية تعارضه بشدة.
رغم موجة التنديد الدولية، أعلنت إسرائيل الخميس أنها بدأت وضع خطة لتسهيل “المغادرة الطوعية” لسكان غزة.
وفي خطوة جديدة تؤكد دعم ترامب للدولة العبرية، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة الموافقة على بيع قنابل وصواريخ ومعدات ذات صلة بقيمة تفوق 7,4 مليارات دولار، لإسرائيل التي استخدمت أسلحة أميركية الصنع ذات قدرات تدميرية في الحرب في غزة.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.