نتانياهو في واشنطن لبحث المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في غزة

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu stands with US President Donald Trump after signing the Abraham Accords, in Washington, US, September 15, 2020. (File/REUTERS)

عبق نيوز| أمريكا / إسرائيل/ فلسطين | يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين في واشنطن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في قطاع غزة، قبل أن يستقبله الثلاثاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكد تحقيق “تقدم” في المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى.

وصل نتانياهو الأحد إلى العاصمة الأميركية حيث سيكون أول زعيم أجنبي يستقبله ترامب بعد تنصيبه، ما يرمز للتحالف الثابت بين البلدين.

وتجري الزيارة فيما يتوقع استئناف المفاوضات من خلال الوسطاء هذا الأسبوع بين إسرائيل وحركة حماس بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، والتي يفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح آخر الرهائن المحتجزين في القطاع وإنهاء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

كما تتزامن زيارة نتانياهو مع مواصلة اسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة بدأتها في 21 يناير.

ويجري نتانياهو الاثنين محادثات مع موفد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يلتقي لاحقا خلال الأسبوع رئيس وزراء قطر ومسؤولين مصريين كبارا يؤدون دور الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة.

وأعلن نتانياهو قبل سفره إلى الولايات المتحدة أنه سيبحث الثلاثاء مع ترامب “الانتصار على حماس، وعودة جميع رهائننا ومحاربة المحور الإيراني بكل أبعاده”.

وأشار إلى أن قرارات إسرائيل أثناء الحرب أعادت تشكيل الشرق الأوسط وهو أمر يمكن لدعم ترامب أن يدفع به إلى الأمام.

وقال “أعتقد بأنه من خلال العمل عن كثب مع الرئيس ترامب، سيكون بإمكاننا إعادة رسم (خارطة الشرق الأوسط) بشكل إضافي وأفضل”.

وبعد عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية التي جرت في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الساري المفعول منذ منتصف يناير، لا يزال حوالى خمسين رهينة محتجزين في قطاع غزة، بعضهم لقي حتفه.

وأكد ترامب مساء الأحد أن المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل وعدد من الدول الأخرى تحرز “تقدما”. وقال “أعتقد بأن هناك اجتماعات كبيرة على جدول أعمالنا” أثناء زيارة نتانياهو.

ومن المقرر في هذا السياق أن يستقبل ترامب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 11 شباط/فبراير.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لترامب السبت أن المجتمع الدولي “يعول” على قدرته “على التوصل إلى اتفاق سلام دائم”.

– أولويات أخرى –

منذ عودته إلى البيت الأبيض، اقترح ترامب “تنظيف” غزة ونقل الفلسطينيين إلى أماكن “أكثر أمانا” مثل مصر أو الأردن، ما أثار احتجاجات دوليا.

واعتبر الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأن مقترح ترامب هذا “يرقي إلى تطهير عرقي”.

وألغى ترامب الحظر المفروض على تسليم إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل (حوالى 900 كيلوغرام)، بعدما علق سلفه الديموقراطي جو بايدن هذه الإمدادات. كما ألغى عقوبات مالية مفروضة على مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف بحق فلسطينيين.

ورأت سيلين توبول المديرة المشاركة لمؤسسة التعاون الاقتصادي في تل أبيب أن “إقامة علاقة مميزة مع البيت الأبيض أداة أساسية بالنسبة لنتانياهو”.

لكن “زيارة العمل” هذه ستسمح أيضا لرئيس الوزراء بتقييم ثمن هذه العلاقة مع رئيس أميركي يعتمد منطق الصفقات بصفته رجل أعمال.

وترامب عازم على تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، كما بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وأورد مركز صوفان للدراسات في نيويورك أن مستشاريه “يؤكدون أن استئناف المعارك في الشرق الأوسط سيمنعه من العمل على … أولوياته الأكثر إلحاحا”، وفي طليعتها مكافحة الهجرة غير القانونية القادمة من المكسيك وإيجاد تسوية للحرب بين روسيا وأوكرانيا.

– تحالف بوجه إيران –

وبمعزل عن كل هذه المواضيع، قال دافيد خلفة الباحث في معهد جان جوريس في باريس إن “ترامب يريد إعادة توجيه أولويته إلى آسيا والمحيط الهادئ”.

وأوضح أن الرئيس الأميركي “يعتبر، على غرار أسلافه، أن عليه إرساء الاستقرار في المنطقة أولا وتشكيل ائتلاف مضاد لإيران مع شركائه الإستراتيجيين” وبينهم إسرائيل، إنما كذلك السعودية.

وستتناول المحادثات على الأرجح التنازلات التي يتحتم على نتانياهو تقديمها من أجل تحريك عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والرياض.

وبدت هذه الآلية على السكة حتى اندلاع الحرب في غزة. وتشترط الرياض منذ ذلك الحين وضع مسار فعلي لإقامة دولة فلسطينية، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

لكنّ جزءا من التحالف الحكومي في إسرائيل يريد استئناف القتال بمجرّد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة. ويهدّد وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش في حال لم يحصل ذلك بالانسحاب من الحكومة، ما  سيحرم نتانياهو من الغالبية في الكنيست.

وقالت توبول “إذا طلب منه ترامب تقديم تنازلات للفلسطينيين من أجل الحصول على التطبيع بين إسرائيل والسعودية، فسيتحتم على نتانياهو أن يختار بين علاقة مميزة مع الرئيس الأميركي والحفاظ على ائتلافه”.

كذلك قد تتناول المحادثات التوترات المتزايدة في الضفة الغربية المحتلة حيث نفذت إسرائيل الأحد هجوما واسعا في جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة حيث فجرت حوالى 20 مبنى.

ودانت الرئاسة الفلسطينية في بيان الإثنين المخططات الإسرائيلية “لتهجير المواطنين والتطهير العرقي” في الضفة الغربية المحتلة، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل.

وعبّر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان عن إدانة “قيام سلطات الاحتلال بتوسيع حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية لتنفيذ مخططاتها الرامية لتهجير المواطنين والتطهير العرقي”. ودعا البيان الإدارة الاميركية إلى التدخل “قبل فوات الأوان”.

وأكد الجيش الاسرائيلي أنه قتل 50 فلسطينيا ممن يصفهم بأنهم “إرهابيون” في الضفة منذ منتصف يناير.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الإثنين أن الجيش الاسرائيلي قتل 70 فلسطينيا في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام 2025.

وقال مصدر مطلع في حركة حماس لفرانس برس إنه “من المقرر حسب اتفاق وقف النار ان تبدأ المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية اليوم”.

وأضاف أن “حماس أبلغت الوسطاء خلال الاتصالات الجارية واللقاءات التي عقدت مع الوسطاء المصريين الاسبوع الماضي في القاهرة، باننا جاهزون لبدء جولة المفاوضات للمرحلة الثانية”.

وقال “نطالب الوسطاء بالزام الاحتلال بتطبيق الاتفاق وعدم المماطلة”.

وأفاد بأن “المفاوضات ستركز على قضايا، وقف إطلاق النار الدائم وعدم العودة للحرب، والانسحاب العسكري بما في ذلك من محور فيلادلفيا، والاتفاق على المعايير الخاصة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية من الصفقة، حيث ان القسام وفصائل المقاومة لديها عدد من كبار الضباط العسكريين وجنود اسرى”.

وأفاد بأن “الوسطاء يواصلون المحادثات والاتصالات، وأكدوا حرصهم على تطبيق كافة بنود الاتفاق، والوقف الدائم للحرب، والتوجه للمفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية، وصولا الى اعمار واعادة بناء ما دمره الاحتلال في قطاع غزة”.

 المصدر / وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد