ائتلاف شولتس ضعيف أكثر من أي وقت مضى بعد تكبده خسائر في انتخابات ولايتين

المستشار الألماني أولاف شولتس في 8 أكتوبر 2023 في برلين afp_tickers

عبق نيوز| المانيا/ برلين| يبدو الائتلاف الحكومي الألماني برئاسة المستشار أولاف شولتس الذي تقوّضه الانقسامات، ضعيف أكثر من أي وقت مضى بعد تكبّده هزيمة في انتخابات ولايتين حيث تأكّد تقدّم اليمين المتطرّف.

ووصفت مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية النتائج بأنها “كارثية” للائتلاف، بعد عملية الاقتراع التي أُجريت الأحد في بافاريا (جنوب) وهيسن (غرب) التي تضمّ مدينة فرانكفورت، مقرّ البنك المركزي الأوروبي.

في هاتين الولايتين اللتين تعدان معقلًا للمحافظين، هزم الاتحاد الديموقراطي المسيحي (يمين) وحزب “البديل لألمانيا” (يمين متطرف) كما كان متوقّعًا، أحزاب الائتلاف وهي الحزب الاشتراكي الديموقراطي من يسار الوسط بزعامة شولتس، والخضر والحزب الديموقراطي الحر (ليبرالي)، بحسب النتائج النهائية.

في هيسن، يشغل الحزب المناهض للمهاجرين المركز الثاني بعد الاتحاد الديموقراطي المسيحي.

بالنسبة للحزب الديموقراطي الحر (ليبرالي)، فإن النتيجة لا يمكن الرجوع عنها، إذ إنه لم يبلغ عتبة الـ5% اللازمة للبقاء في البرلمان المحلي في بافاريا. أما في هيسن، فهو بلغ بالكاد هذه العتبة.

في منتصف ولاية حكومة شولتس، اختار الناخبون معاقبتها في انتخابات اتّسمت بقلق السكان من الأزمة الصناعية في القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، وعودة مسألة الهجرة.

– “البديل لألمانيا على الطريق الصحيح” –

وكتبت “دير شبيغل” أن “خسارة الدعم بغاية الوضوح” وستجعل الحكومة “مجبرة على إعادة النظر بمسارها الحالي”.

واعتبر زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي لارس كلينغبيل أن الخسارة تعد “مؤشرًا للأحزاب الثلاثة” المنضوية في الائتلاف الحكومي لحضّها على “إيجاد حل أسرع” لمشاكل الألمان.

ويشكل التقدم الواضح لحزب “البديل لألمانيا” في هاتين الولايتين، صدمة.

ولفتت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” إلى أنه “لم يعد ممكنًا القول إن البديل لألمانيا حزب قوي فقط في شرق” البلاد حيث المناطق الأكثر حرمانًا اقتصاديًا.

وقالت رئيسة الحزب أليسا فايدل “نحن على المسار الصحيح”، معتبرةً أن النتائج تشكل “عقابًا” للحكومة و”تصويتًا من أجل التغيير”.

وهذا الحزب المعادي للهجرة والذي يندد بتدابير حماية المناخ التي يربطها بغلاء المعيشة والقيود، أكد تقدّمه في الاستطلاعات على مستوى البلاد حيث يحصل على ما بين 20 و22 بالمئة من نوايا التصويت، قبل عامين من الانتخابات التشريعية الوطنية.

واستفاد الحزب من تركّز الحملة إلى حدّ بعيد على الانتقادات الموجهة إلى الائتلاف الحاكم منذ ديسمبر 2021.

وتركزت الحملة أيضًا على المخاوف من أزمة هجرة جديدة على غرار أزمة 2015، مع تزايد أعداد طالبي اللجوء الوافدين خصوصًا من سوريا وأفغانستان عبر بولندا والنمسا والجمهورية التشيكية المجاورة.

– “لم ننجح” –

في هيسن، تكبّدت وزيرة الداخلية نانسي فايزر التي كانت تقود اللائحة الاشتراكية الديموقراطية، خسارة قاسية إذ حل حزبها (15,1%) خلف “البديل لألمانيا” (18,4%). أما الخضر، الحليف الحالي لليمين في الحكومة المحلية، فقد حلّ في المركز الرابع (14,8%).

وحلّ حزب أولاف شولتس بعيدًا خلف الاتحاد المسيحي الديموقراطي بقيادة المغمور بوريس راين الذي حصل على 34,6%، في تقدّم كبير مقارنة بنتائج 2018 (27%).

وقالت الوزيرة النافذة في الحكومة والتي تسعى للاحتفاظ بحقيبتها “لم ننجح في فرض أنفسنا”، معتبرة أن الأداء “مخيب جدا”.

في بافاريا حيث تأكد فوز رئيس الحكومة المحلية ماركوس سودر في الاستحقاق، أظهرت نتائج الاستطلاعات تراجعًا طفيفًا (37%)، علمًا بأن هذه النتيجة تعد الأسوأ منذ 70 عامًا لحزبه “الاتحاد المسيحي الاجتماعي”، حليف “الاتحاد المسيحي الديموقراطي”.

وأبدى سودر “رضاه” عن النتائج التي توفّر له “غالبية مستقرة ومتينة” مع شريكه في الائتلاف، حزب “الناخبين الأحرار” المحافظ المتشدد الذي يحظى بتأييد كبير في الأرياف ونال 15,8% من الأصوات.

في بافاريا حل “البديل لألمانيا” في المركز الثالث (14,6%) متقدّمًا على حزب الخضر (14,4%)، في حين يواصل الحزب الاشتراكي الديموقراطي الضعيف تقليديًا في الولاية، تراجعه (8,4%).

 المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد