عبق نيوز| أوكرانيا / كييف| عيّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد رستم أوميروف وزيرا للدفاع خلفا لأوليكسي ريزنيكوف، داعيا إلى نهج جديد.
وجاء الإعلان بعد ساعات على هجوم روسي بطائرات مسيّرة ليل السبت الأحد استهدف مواقع صناعية على نهر الدانوب في جنوب غرب أوكرانيا قرب حدود رومانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي التي دانت اعتداءً “غير مبرّر”.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية المسائية “أمضى أوليكسي ريزنيكوف أكثر من 550 يوما في حال من الحرب الشاملة. أعتقد أنّ الوزارة تحتاج نهجا جديدا وأشكالا أخرى من التفاعل مع الجيش والمجتمع”.
ورشّح زيلينسكي أوميروف، وهو من تتار القرم كان يرأس صندوق أملاك الدولة منذ العام الماضي، لخلافة ريزنيكوف، متوقّعًا أن “يدعم البرلمان هذا المرشّح”.
تأتي أنباء إقالة ريزنيكوف مع مواصلة كييف هجومها المضاد وسط حملة تشنّها لمكافحة الفساد استجابةً لطلب الاتّحاد الأوروبي.
– هجمات روسية بمسيّرات –
وواصلت روسيا هجماتها ضدّ البنية التحتيّة في أوكرانيا.
وتشهد منطقة البحر الأسود حيث توجد موانئ ومنشآت أساسيّة للتجارة والتصدير، توترا متزايدا منذ انتهاء العمل في يوليو باتّفاق لتصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر ممرّات بحريّة آمنة.
وأعلنت كييف أنّ طائرات مسيّرة روسيّة استهدفت ليل السبت الأحد مواقع “صناعيّة مدنيّة” في منطقة الدانوب، بينما أكّدت موسكو استهداف مرفأ في المنطقة.
وقال مكتب النائب العام الأوكراني على تلغرام “هاجم العدوّ منشآت صناعيّة مدنيّة في منطقة الدانوب”. وأضاف “أصيب شخصان نتيجة الهجوم ونُقلا إلى مستشفى”.
وأعلن سلاح الجوّ الأوكراني إسقاط 22 من 25 مسيّرة استُخدمت خلال الهجوم.
وقال “أطلق المحتلّون الروس موجات عدّة من الهجمات بواسطة مركبات غير مأهولة من طراز شاهد-136/131 (الإيرانيّة الصنع) من الجنوب والجنوب الشرقي”، مؤكّدًا أنّ 25 مسيّرة هجوميّة أُطلقت “ودمّر سلاح الجوّ 22 منها”.
من جهته، أعلن الجيش الروسي أنّه قصف بمسيّرات ميناء ريني الأوكراني المطلّ على الدانوب قرب حدود رومانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسيّة “خلال الليل، نفّذ الجيش الروسي ضربة بمجموعة مسيّرات استهدفت منشآت لتخزين الوقود تُستخدم لإمداد معدّات عسكريّة تابعة للقوّات المسلّحة الأوكرانيّة في ميناء ريني في منطقة أوديسا”. وأكّدت “ضرب كلّ الأهداف المحدّدة”.
وقوبِل الهجوم بإدانة سريعة من بوخارست. وأكّدت وزارة الدفاع الرومانيّة “بأعلى قدر من الحزم” أنّ “الهجمات ضدّ الأهداف والبنى التحتيّة المدنيّة في أوكرانيا غير مبرّرة وتتعارض بعمق مع قواعد القانون الإنساني الدولي”.
وأشارت في بيان إلى أنّ الهجمات “لم تُسبّب أيّ تهديد مباشر للأراضي أو المياه الإقليميّة الرومانيّة”.
من جهتها، شدّدت مولدافيا، وهي دولة غير أطلسيّة لكنّها تتشارك حدودا مع أوكرانيا ورومانيا، على ضرورة أن “تتحمّل روسيا مسؤوليّة كلّ جزء من البنى التحتيّة يتعرّض للتدمير”، حسب بيان للرئيسة مايا ساندو.
وبعد انتهاء العمل باتّفاق الحبوب، هدّدت روسيا بأنّها ستعتبر أيّ سفينة تُبحر من أوكرانيا وإليها عبر البحر الأسود هدفًا عسكريًّا محتملًا.
وباتت كييف تعتمد إجمالًا على الطرق البرّية ومرفأ نهري غير عميق، ما يحدّ كثيرا من كمّيات الحبوب المصدّرة، لكنّها لجأت أيضا إلى ممرّ بحري جديد رغم التهديد الروسي.
وأعلنت أوكرانيا هذا الأسبوع أنّ أربع سفن شحن إضافيّة أبحرت عبر الممرّ.
والأحد، بحث زيلينسكي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في “عمل” هذا الممرّ.
وكتب زيلينسكي عبر منصّات التواصل أنّ الاتّصال تطرّق إلى “وسائل ضمان عمل ممرّ الحبوب وتعزيز أمن منطقة أوديسا”.
وسبق أن استهدفت القوّات الروسيّة منشآت على نهر الدانوب، ولا سيّما ميناء ريني وميناء اسماعيل.
وكثّفت موسكو هجماتها على منطقتَي أوديسا وميكولايف حيث موانئ ومنشآت حيويّة لتصدير الحبوب، منذ انهيار الاتّفاق الذي أبرم في صيف 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة.
وأتى اتّصال زيلينسكي وماكرون عشيّة لقاء في مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، يرجّح أن يكون اتفاق الحبوب بندا رئيسيا على جدول أعماله.
ووفرت دول غربية ودول الناتو دعما عسكريا لأوكرانيا عبر تزويدها ذخائر ودبابات وعربات مدرعة ومدفعية وأنظمة صاروخية. كما تعتزم دول تزويد كييف طائرات “إف-16” الأميركية الصنع بعد الانتهاء من تدريب طياريها.
– “قوة دافعة” –
طالبت كييف في الأشهر الماضية حلفاءها بزيادة معوناتهم دعما لهجوم مضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وبدأ هذا الهجوم مطلع يونيو، لكن نتائجه بقيت ما دون المتوقّع. وأثار بطء تقدّم القوّات الأوكرانيّة انتقادات في الغرب رفضتها كييف.
لكنّ قائد الهجوم الأوكراني في الجبهة الجنوبية الجنرال أولكسندر تارنافسكي أكّد اختراق خطوط دفاع روسية.
وقال تارنافسكي لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية “أصبحنا الآن بين الخط الدفاعي الأول والثاني”.
أضاف “في خضمّ الهجوم، نستكمل الآن تدمير وحدات العدو التي توفر غطاء لتراجع القوات الروسية خلف خطها الدفاعي الثاني”.
وتسبب انتشار الألغام بكثافة في إبطاء تقدم القوات الأوكرانية.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام على إعلان كييف تحقيقها نصرًا استراتيجيًا باستعادة قرية روبوتين في الجنوب.
وأوضح تارنافسكي أن قوات موسكو “وقفت وانتظرت الجيش الأوكراني”، مشيرا إلى أنّ “العدو يستعين بعناصر الاحتياط، ليس من أوكرانيا فحسب بل من روسيا أيضًا. لكن عاجلًا أم آجلًا، سينفد الروس من أفضل الجنود. سيعطينا ذلك قوة دافعة للهجوم بشكل أكبر وأسرع”.
في سياق متّصل، أعلن رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفديف تجنيد نحو 280 ألف شخص في الجيش منذ مطلع العام.
ونقلت وكالة “تاس” عن ميدفديف قوله “بناء على بيانات وزارة الدفاع، انضم 280 ألف شخص إلى الجيش الروسي بموجب عقود منذ الأول من يناير”.
وكان الكرملين أعلن في سبتمبر 2022 استدعاءً جزئيًّا لتعويض الخسائر على الجبهة، ما ساهم في تجنيد 300 ألف شخص. ولم تعلن موسكو تعبئة جديدة، وهو إجراء لا يحظى بشعبية في أوساط الروس، لكنها قامت بحملة واسعة للاستقطاب إلى الجيش في ظل الهجوم الذي بدأ قبل 19 شهرا.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.