عبق نيوز| تونس / اليابان | انطلقت في تونس السبت فعاليات “ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا” (تيكاد) بمشاركة عشرات المسؤولين من دول القارة ومن اليابان الساعية إلى تعزيز الشراكة معها في “سياق معقّد” فرضته جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا.
وينتظر أن يشارك 30 رئيس دولة وحكومة في النسخة الثامنة من الندوة المنعقدة السبت والأحد في عاصمة تونس الساعية أيضا للاستفادة من الفرص الاقتصادية التي تتيحها الشراكة مع اليابان وبقية دول القارة ضمن برامج ثنائية ومتعددة الأطراف.
وقدّرت وسائل إعلام يابانية أن الحدث سيكون بمثابة “رد” طوكيو على الولايات المتحدة وأوروبا ومنافستها الأبرز الصين التي تعمل بخطى حثيثة على ترسيخ وجودها في إفريقيا لا سيما عبر مشاريع بنى تحتية في إطار مبادرتها “الحزام والطريق”.
وهذه أول نسخة من “تيكاد” منذ تفشي فيروس كورونا والثانية في إفريقيا بعد أن استضافتها كينيا عام 2016. وتعقد الندوة التي أطلقتها طوكيو عام 1993 كل ثلاث سنوات.
وتهدف النسخة الحالية رسميا إلى “مناقشة كيفية إنشاء عالم مستدام معا” في “السياق المعقد لجائحة كوفيد والوضع في أوكرانيا”.
تراهن اليابان على تعزيز شراكاتها مع الدول الإفريقية استنادا إلى “نقاط قوتها التي تتمثل في النمو المقترن بالجودة والتركيز على الإنسان”، وفق ما تورد وزارة خارجيتها في تقديمها للندوة على موقعها الإلكتروني.
ويُنتظر أن يصل عدد المشاركين في الندوة إلى حوالى 5000 شخص لن يكون بينهم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الذي يشارك عن بعد بسبب إصابته بفيروس كورونا قبل أيام، ويقود الوفد الياباني وزير الخارجية يوشيماسا هاياشي.
لكن تطغى على أجواء افتتاح الندوة بوادر أزمة دبلوماسية إقليمية بين تونس والمغرب على خلفية استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد رئيس جبهة بوليساريو و”رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” المعلنة من طرف واحد إبراهيم غالي الذي سيشارك في اجتماعاتها.
وقد أعلن المغرب ردا على ذلك “عدم المشاركة” في الندوة واستدعى سفيره في تونس للتشاور بشأن ما اعتبره موقفا “عدائيا” من جانب تونس.
من جهتها أبدت الخارجية التونسية في بيان فجر السبت “استغرابها الشديد” من الموقف المغربي وما يحمله من “تحامل غير مقبول” عليها، مؤكدة أن الاتحاد الإفريقي المشارك في تنظيم “تيكاد” هو من استدعى “الجمهورية الصحراوية” العضو فيه.
كما قررت تونس “دعوة سفيرها بالرباط حالا للتشاور” بشأن المسألة.
– الاقتصاد والبيئة والسلام –
تدور مواضيع “تيكاد” حول ثلاثة محاور رئيسية تتضمن تعزيز الاقتصاد، البيئة المستدامة والسلام والاستقرار.
على الجانب الاقتصادي تنتظر “زيادة متوقعة في الاستثمارات اليابانية في إفريقيا” خصوصا في دعم الشركات الناشئة والاقتصاد الأخضر و”تعزيز الأمن الغذائي في إفريقيا وتمويل التنمية”، وفق التقديم الرسمي للندوة.
أما في المحور البيئي فسيتم التركيز على “بناء بيئة مرنة ومستدامة” من خلال برامج في مجالات الصحة والتعليم والبيئة، لا سيما الوقاية من الكوارث الطبيعية.
كما سيتم بحث “توطيد الديموقراطية ودولة القانون وتجنّب النزاعات والوساطة” للحفاظ على السلام والاستقرار.
ويورد شريط فيديو ترويجي للندوة أن غايتها هي تحقيق “تنمية يقودها الأفارقة بأنفسهم”.
وأكدت صحيفة “نيكاي” الاقتصادية اليابانية أن المساعدات اليابانية لإفريقيا قد تزيد بنسبة 40 بالمئة للسنوات الثلاث المقبلة مقارنة بفترة 2020-2022.
وقد أتاحت “تيكاد” منذ إنشائها إطلاق 26 مشروعا إنمائيا في 20 دولة، أغلبها من تمويل “الوكالة اليابانية للتعاون الدولي”.
– آمال تونسية.. وانتقادات –
تأمل السلطات التونسية أن يستفيد اقتصادها المتعثر من استضافة ندوة “تيكاد” من خلال جذب استثمارات يابانية.
ويأمل التونسيون في تحقيق نتائج جيدة في مجالات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة بأكثر من 80 مشروعًا بقيمة 2,7 مليار دولار، بحسب رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية الهادي بن عباس.
ولا يبدو أن الآمال التونسية نابعة من فراغ، إذ قبل تنظيم “تيكاد 6” في كينيا، لم يكن هناك سوى 40 منظمة وشركة يابانية في البلد فيما يتجاوز عددها المئة حاليا.
ومن المفترض أن تؤدي تلك المشاريع التي ستُعرض على مستثمري القطاع الخاص في تونس وإفريقيا إلى إنشاء أكثر من 30 ألف فرصة عمل.
لكن الحكومة التونسية تعرضت لانتقادات واسعة على شبكات التواصل لإغلاقها عددا من الطرقات الرئيسية في العاصمة وتخصيصها لتنقل الوفود الرسميّة، ما يعيق حركة المواطنين في نهاية الأسبوع ويجبرهم على قطع مسافات أطول لبلوغ وجهاتهم.
كما انتقد نشطاء حملة تنظيف وتشجير تلك الطرقات، معتبرين أنها تتم فقط خلال احتضان فعاليات كبرى وتضعف أو تغيب في الأوقات العادية.
كما انتقد الصحافيون الجهات القائمة على تنظيم “تيكاد” لعدم تمكينهم من الحضور في “قصر المؤتمرات” حيث تعقد الندوة، وتخصيص مركز إعلامي بعيد عن المكان.
وشجبت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في بيان الجمعة “منع ممثلي وسائل الإعلام التونسية والأجنبية من العمل” بعد السماح لوسائل الإعلام الرسمية التونسية واليابانية فقط بتغطية لقاء بين وزيري خارجية البلدين.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.