عبق نيوز| السعودية / مكة المكرمة| أثار صحافي إسرائيلي ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية بعد أنّ نشر فيديو يوثق تسلله إلى مدينة مكة التي يحظر على غير المسلمين دخولها.
وواصل الفيديو الذي نشره الصحافي في القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية جيل تماري وهو يستقل سيارة عبر مكة، إثارة الجدل الاربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعد يومين من نشره على تويتر وغداة نشر الصحافي اعتذارا عن أي “إساءة” قد يكون تسبّب بها.
ولا تعترف السعودية بإسرائيل، كما لم تنضم لاتفاقيات أبراهام التي تم بوجبها تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين في العام 2020.
ورغم ذلك تمكن العديد من الصحافيين الإسرائيليين من حاملي جوازات السفر الأجنبية من السفر للسعودية قبل وأثناء جولة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة الأسبوع الماضي.
وخلال الفيديو الذي تبلغ مدته نحو عشر دقائق، يزور تماري جبل عرفات الذي يقصده الحجاج المسلمون خلال الحج كل عام.
واقر تماري في الفيديو المثير للجدل بأنه يدرك أنّ ما يفعله غير قانوني، مشيرا إلى الموقع المقدس لدى المسلمين بأنه “مكان محظور لغير المسلمين”، ومعلنا “أنا أول صحافي إسرائيلي ينشر هذه الصور وبالعبرية من هذا المكان”.
وردا على ردود الفعل الغاضبة، قال تماري الثلاثاء إنّه أراد “إظهار أهمية مكة وجمال الإسلام”، معتبرا أنّ الفيديو “أتاح للكثيرين رؤية ولأول مرة موقعا مهما للغاية لاشقائنا وشقيقاتنا المسلمين”، علما أن العديد من وسائل الإعلام السعودية والأجنبية قدّمت تغطية مكثّفة خلال موسم الحج قبل أقل من أسبوعين.
ولم يساعد اعتذار وتبرير تماري في تهدئة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتشر وسم #يهودي_في_الحرم بشكل كبير على تويتر، حيث حضّ مستخدم على الموقع الاربعاء السلطات السعودية “ألا تجرح الأمة الاسلامية في مقدساتها بالسماح لليهود بتدنيس مدينة رسول الله”.
كما سخر اخرون من سماح السلطات للصحافي الإسرائيلي بزيارة مكة مع فرضها غرامة قدرها 10 آلاف ريال (2,666 دولار) على المسلمين الذين يقصدون المدينة المقدسة لأداء العمرة دون تصريح.
ولم ترد السلطات السعودية على طلبات وكالة فرانس برس للتعليق على الأمر.
واندفعت حسابات تروج للتطبيع بين السعودية وإسرائيل لإدانة تقرير تماري “المخزي”، تماما كما فعل عدد من الصحافيين الإسرائيليين.
وكتب الصحافي الإسرائيلي يوآف ليمور الذي زار المملكة أخيرا على تويتر “هناك أمور يجب أن تقال: ما فعله جيل تماري عار على الصحافة”.
ويأتي هذا الجدل وسط تكهنات حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
واعلنت هيئة الطيران المدني السعوديّة الجمعة أنّها قرّرت “فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية” التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد، ما يمهد الطريق للطيران الإسرائيلي للتحليق عبر أجواء المملكة.
لكنّ وزير الخارجية السعودية قال لاحقا إنّ القرار “لا علاقة له بالعلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل”، مضيفا أنه “ليس في أي حال من الأحوال تمهيدا لخطوات لاحقة”.
وأكّدت الرياض مرارا أنها ملتزمة بقرار جامعة الدول العربية بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل إلا بعد حل النزاع العربي الإسرائيلي.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.