عبق نيوز| بريطانيا / لندن| بدأ الحزب المحافظ الاثنين التصويت على سحب الثقة من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعدما أطلق 54 نائبا من حزبه هذا الإجراء عقب سلسلة فضائح سددت ضربة للثقة في قيادته.
قاوم جونسون على مدى أشهر الدعوات لاستقالته بعدما بات على اثر الفضيحة التي تعرف بـ”بارتي غيت”، أول رئيس للوزراء بريطاني يخرق القانون وهو في منصبه.
وإذا خسر، سيتعيّن عليه التخلي عن زعامة الحزب المحافظ ومنصب رئيس الوزراء.
ومن المتوقع صدور نتيجة التصويت بعد الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش.
وفي كتاب أرسله إلى نوابه، دافع جونسون عن الإنجازات التي حققها خلال ولايته، بما فيها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومحاربة جائحة كوفيد ودعم أوكرانيا.
وكتب قبل لقاء نواب حزب المحافظين شخصيا قبل عملية التصويت “الليلة لدينا فرصة لإنهاء أسابيع من التكهنات الإعلامية ودفع هذا البلد إلى الأمام، الآن، كحزب موحد”.
لكن حجم الانشقاق في حزب المحافظين ظهر في خطاب استقالة لاذع من جون بنروز “نصير مكافحة الفساد”ورسالة احتجاج أخرى من الحليف القديم لجونسون جيسي نورمان.
وكتب نورمان أن نفي رئيس الوزراء ل”بارتي غيت” كان “بغيضا”، محذرا من أن حزب المحافظين يخاطر بخسارة الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها بحلول العام 2024.
وأكد الوزير السابق جيريمي هانت الذي خسر أمام جونسون في آخر منافسة على قيادة الحزب عام 2019 ومن المتوقع أن يترشح مجددا إذا أطيح جونسون، أنه سيصوت ضده.
وكتب هانت على تويتر “أعضاء البرلمان المحافظون يعرفون أننا لا نعطي الشعب البريطاني القيادة التي يستحقها”.
– صرخات استهجان في اليوبيل –
وبعد نتائج مخيبة للآمال في الانتخابات المحلية في مايو، من المتوقع أن يخسر الحزب في انتخابات فرعية تشمل دائرتين هذا الشهر، إحداهما كانت مقعدا مضمونا للمحافظين.
وقبيل تصويت الاثنين، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “أوبينين” أن 59 % من الناخبين يعتقدون أن على حزب المحافظين التخلي عنه كزعيم. بين المحافظين، بلغت النسبة 34 في المئة.
وقوبل جونسون بصيحات استهجان الجمعة من حشود تجمعت خارج كاتدرائية القديس بولس، قبل قداس في مناسبة اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية.
ورفض عضو حزب المحافظين جايكوب ريس-موغ، وهو حليف لرئيس الوزراء، صيحات الاستهجان هذه وأصر على أن جونسون يمكن أن يبقى مع أصغر أكثرية ممكنة.
وقال لمحطة “سكاي نيوز” إن التصويت في حد ذاته يشكل “روتينا سياسيا” رافضا الحد الأدنى الذي تم التوصل إليه لتنظيم الاقتراع باعتباره “حدا منخفضا نسبيا ويسهل الوصول إليه”.
وقال رئيس “لجنة 1922” المسؤولة عن التنظيم في حزب المحافظين غراهام برايدي إنه “تم تجاوز عتبة 15 % من الفريق البرلماني الساعي للتصويت على الثقة في زعيم الحزب المحافظ”.
وأضاف “بناء على القواعد القائمة، ستعقد جلسة التصويت بين الساعة 18,00 و20,00 (17,00 و19,00 ت غ) اليوم”، مشيرا إلى أنه سيتم عد الأصوات فورا بعد ذلك وستصدر النتيجة في وقت يُعلن عنه لاحقا.
وأفاد برايدي الصحافيين أنه تم إبلاغ جونسون في الليلة السابقة، بعد انتهاء أربعة أيام من الاحتفالات الوطنية باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، باكتمال النصاب الذي يحتاج إليه إجراء التصويت.
ولم يكشف برايدي عدد الرسائل بشأن سحب الثقة التي تلقاها جونسون من النواب المحافظين، مشيرا إلى أن البعض وضعوا تواريخ على رسائلهم لما بعد الانتهاء من احتفالات اليوبيل.
– بداية النهاية؟ –
وفي رسالة شكر وجّهتها الملكة إلى البريطانيين للاحتفال بمرور 70 عاما لاعتلائها العرش، أعربت إليزابيث الثانية عن أملها في أن “يبقى هذا الشعور المتجدد بالتعاضد محسوسا لسنوات كثيرة مقبلة”.
لكن بخلافها، لجأ نواب محافظون إلى تويتر لانتقاد بعضهم البعض علانية حول ما إذا كانوا سيدعمون جونسون بعد إعلان التصويت.
وسيقرر النواب المحافظون الحاليون في البرلمان وعددهم 359 مصير جونسون عبر تصويت سري. وفي حال حصوله على تأييد نصف النواب زائد واحد (180 صوتا)، لن يكون من الممكن إجراء تصويت مشابه في حقه قبل مرور عام.
لكن يمكن للحزب المحافظ أن يبدّل القواعد الداخلية للسماح بخطوة مشابهة تتحدى سلطة جونسون قبل عام.
وفي حال خسارته، لن يكون بإمكانه الترشّح في انتخابات رئاسة الحزب.
وقالت الخبيرة السياسية هانا بونتينغ من جامعة إكسيتر “إذا فاز (جونسون) بفارق ضئيل (…) سيكون ذلك بداية النهاية بالنسبة إليه”.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.