عبق نيوز| تونس/ تونس| حققت لاعبة التنس التونسية أنس جابر إنجازا عربيا وإفريقيا غير مسبوق، عبر فوزها بدورة مدريد للماسترز ذات الألف نقطة.
ومساء السبت، فازت جابر (27 عاما)، المصنفة العاشرة عالميا، في المباراة النهائية على منافستها الأمريكية جيسيكا بيغولا بمجموعتين لواحدة، بواقع 7-5/ 0-6/6-2، لتدخل بذلك التاريخ كأول لاعبة عربية وإفريقية تحرز بطولة “ماسترز”.
ويُعد لقب دورة مدريد على الأراضي الترابية ثاني ألقاب أنس جابر الفردية في الدورات الكبرى للتنس بعد دورة برمنغهام فئة 250 نقطة، والتي توجت بها في يونيو/ حزيران 2021.
وفي 12 أبريل 2021، كانت أنس جابر قد بلغت نهائي بطولة “تشارلستون” الإنجليزية، ثم نهائي بطولة “شيكاغو” في 27 سبتمبر 2020، لكنها لم تنجح في التتويج بهما.
ووصلت المحترفة التونسية إلى أعلى تصنيف في مسيرتها في نوفمبر 2020، حيث احتلت المركز السابع عالميًا، وفق تصنيف رابطة المحترفات “دبليو تي أيه”.
– نحو انطلاقة جديدة-
قبل 5 سنوات كان همّ جابر دخول نادي المئة الأوائل في ترتيب محترفات التنس، عشرات المشاركات ومئات الأميال من الرحلات للمشاركة في دورات دولية لتحصيل أكثر ما يمكن من النقاط ولتكون مراهنة على الألقاب.
وأكدت اللاعبة في أكثر مناسبة أن التتويج في إحدى بطولات الأساتذة، سيكون خطوة كبرى في مسيرتها، وانطلاقها بجدية لتكون ضمن المراهنات على ألقاب الدورات الكبرى وبلوغ صدارة الترتيب العالمي، وهو ما تحدثت عنه في مقابلة سابقة مع الأناضول عندما دخلت في يوليو 2017 لأول مرة نادي الـ100 الأوائل في ترتيب المحترفات.
رحلة الفوز ببطولة في هذا الحجم لم تكن ممكنة لولا التضحيات والصبر والتعلم من الفشل.
ومارست الشابة التونسية رياضة كرة اليد وحتى كرة القدم، قبل أن تختار في سن مبكرة التخصص في التنس الذي عرفته من مرافقة والدتها إلى نادي التنس بمحافظة سوسة (شرق).
-مسيرة حافلة-
مسيرة “وزيرة السّعادة” التونسية كما يطلق عليها في وطنها، بدأت في دورة تونس الدّولية للناشئات سنة 2007، لتحقق لقبين متتاليين في دورتين من فئة (ITF) في العام 2010، ثم خوض أول مشاركة خارجية في هذا الصّنف العمري في العاصمة القطرية الدوحة من فئة (WTA) في نفس العام.
وفي سن 13 عامًا، خاضت النهائي الأول في مسيرتها عام 2009 في دورة بلبنان ضد مواطنتها نور عباس، قبل أن تحقق خلال نفس السنة أول ألقابها في بطولة “الفجيرة” الدولية للناشئات ولقب الزوجي في نفس البطولة رفقة مواطنتها عبّاس.
البداية الحقيقية كانت عام 2011 في بطولة “رولان غاروس” الفرنسية للناشئات التي حصدت لقبها لتكون أول لاعبة عربية وإفريقية تحقق هذا الإنجاز، بعد أن خاضت نهائي النسخة السابقة لنفس المسابقة سنة 2010.
وبفعل مشاركاتها المتتالية تقدمت جابر بين سنتي 2012 و 2016 من الترتيب 698 لتتمكن من دخول نادي الـ200.
– عالم الاحتراف-
واصلت جابر العمل بجد واجتهاد، واستمرت مشاركتها في عشرات الدورات الدولية للمحترفات، ليكون العامان 2017 و2018 فارقين في مسيرتها، بدخول نادي الـ100 الأوائل وبلوغ أول نهائي من فئة (WTA) للكبار والوصول إلى الدور الثالث ببطولة “رولان غاروس” ما مكنها من بلوغ الترتيب 62 عالميًا حينها.
التطور والتقدم في المستوى والترتيب رافقا اللاعبة التونسية في 2019 و2020 حيث شاركت لأول مرة في الدورات الأربع الكبرى (غراند سلام)، وبلغت ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة لتصل في يوليو 2020 المركز 31 عالميًا.
وبخطى ثابتة حققت لقب “برمنغهام” في الزوجي صحبة البريطانية إيلين بيريز في 2021، وفي الفردي، بلغت نهائي دورات “تشارلستون” (2021 حققت اللقب) و2022، و”شيكاغو” و”موسكو” في 2018، ونهائي الزوجي في “تشارلستون” 2021.
في المجموع حققت أنس جابر 13 لقبًا في دورات وبطولات الاتحاد الدولي للتنس؛ وهي بطولة مدريد للأساتذة (1000 نقطة)، وتشارلستون 2021 (250 نقطة)، ودورات أنطاليا التركية والدار البيضاء المغربية 2010، وتونس 2013 و2014 و2016،
كما فازت بدورتي”فوكوكا” و”كونومي” باليابان 2013، وساغيناي الكندية 2013، و”دايتونا” و”سان رايس” الأمريكيتين سنة 2016.
أما على الصعيد القاري ففازت بذهبيتين في الألعاب الإفريقية في الفردي والزوجي سنة 2011، وفضية (زوجي مختلط) في نفس العام، وذهبية في الألعاب العربية وبرونزية (زوجي) في نفس العام.
كما حققت برونزية ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2013، وذهبيتين في الألعاب الإفريقية 2011 و2012 في الفردي و2012 في الزوجي وفضية في نفس المسابقة القارية عام 2011 في الزوجي.
أيقونة الكرة الصّفراء في تونس وخليفة مواطنتها سليمة صفر (مطلع الألفية الحالية)، في تمثيل تونس في بطولات التنس العالمية، باتت مثالًا لأغلب الرياضيين في بلدها، ومرشحة دائمة لإعلاء راية وطنها في أكبر البطولات التي تبحث عن تحقيق الألقاب فيها.
المصدر/ وكالات.
Comments are closed.